أمكراز.. توفير بيئة عمل صحية وآمنة يتطلب رفع الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض المهنية
قال وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، اليوم الأربعاء بالرباط، إن العمل على توفير بيئة عمل صحية وآمنة يتطلب رفع مستويات الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض المهنية وحوادث الشغل.
واعتبر أمكراز في افتتاح ندوة علمية نظمتها الوزارة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية (28 أبريل من كل سنة) الذي اختارت له منظمة العمل الدولية هذه السنة موضوع “توقع الأزمات والاستعداد والاستجابة لها- استثمر الآن في أنظمة مرنة للسلامة والصحة المهنية”، أنه في ظل الوضعية الحالية التي تعيشها المملكة جراء جائحة فيروس (كوفيد-19)، أضحى العمل على توفير بيئة عمل صحية وآمنة ضرورة حتمية واستعجالية.
وأبرز أن تحقيق هذا الهدف يتطلب، أيضا، تعزيز إمكانيات تطوير تشريعات ونظم قادرة على ادارة المخاطر الجديدة ومواجهة الأزمات والاستجابة لحالة الطوارئ، مشيرا إلى اتخاذ وزارة الشغل والإدماج المهني مجموعة من الاجراءات ترمي إلى تعزيز النظام الوطني للصحة والسلامة المهنية بهدف الحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد داخل أماكن العمل.
وذكر في هذا الصدد بإحداث لجنة مركزية لليقظة على مستوى مديرية الشغل وكذا لجان جهوية وإقليمية لمتابعة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمقاولات المتضررة من الأزمة، وبإعداد دليل يتضمن إجابات عن الاسئلة المحتملة لتدبير ظروف العمل، في ظل الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس (كوفيذ-19).
كما تضمنت الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة خلق منصة رقمية “ألو 2233” للرد على تساؤلات واستشارات المشغلين والأجراء في مختلف المواضيع المتعلقة بالشغل من طرف الأعوان المكلفين بتفتيش الشغل، وإعداد ملصق يتضمن تدابير الحماية داخل المقاولة، والعديد من البطائق المتعلقة بالإجراءات الخاصة التي يتوجب اتخاذها للوقاية من عدوى الفيروس.
وحسب أمكراز، فإن الوزارة أعدت، أيضا، سياسة وبرنامج وطنيين في الصحة والسلامة المهنية بتشاور مع مختلف الفاعلين والمتدخلين في هذا الميدان، مبرزا أن هذه السياسة تتماشى مع مقتضيات الاتفاقية 187 لمنظمة العمل الدولية حول الإطار الترويجي في الصحة والسلامة المهنية والتي أودعت المملكة المغربية بشأنها وثائق المصادقة لدى هذه المنظمة خلال الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي.
وشدد، من جانب آخر، على أن الحكومة وأرباب العمل والعمال مطالبون، كل من موقع مسؤوليته، بتكثيف الجهود من أجل جعل الوقاية من المخاطر المهنية في صلب اهتماماتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات والتطورات التي يعرفها عالم الشغل.
من جانبها، أكدت رئيسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء عواطف حيار انخراط الجامعة في مجال النهوض بالصحة والسلامة المهنية من خلال التكوينات رفيعة المستوى التي تقدمها وأنشطتها البحثية والعلمية في المجال، لاسيما من خلال كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء.
واعتبرت أن تعزيز أنشطة البحث والتطوير مسألة أساسية لحفز الابتكار في المجال بما يرقى بجودة فضاءات العمل من ناحية السلامة الصحية المهنية ويمكن الأجراء من الازدهار في العمل.
وأعربت حيار عن تطلع الجامعة إلى تعزيز تعاونها مع وزارة الشغل والإدماج المهني وكافة الفاعلين الآخرين بهدف النهوض بالبحث والابتكار في أفق دعم تموقع المملكة كقطب امتياز في مجال الصحة والسلامة المهنية.
في الاتجاه نفسه، اعتبر عميد كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء مصطفى أبو معروف أن الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية فرصة لتقييم مدى الاستفادة من عناصر نظام السلامة والصحة المهنية على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الإطار الترويجي للصحة والسلامة المهنيتين للعام 2006.
كما يشكل هذا الاحتفال، يضيف أبو معروف، فرصة لاقتراح استراتيجيات لتقوية النظم الوطنية للسلامة والصحة المهنية التي تهدف إلى زيادة المرونة لمواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية، من خلال الاستفادة من التجارب والخبرات المكتسبة في ميدان الشغل.
وأبرز أن كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء تبقى فاعلا أساسيا للنهوض بالصحة والسلامة المهنية بالمملكة، لاسيما من خلال تكوين أطباء مختصين بطب الشغل وصقل مهارات الأطباء في المجال عبر التكوين المستمر.
كما أشار إلى احتضان جامعة الحسن الثاني لوحدة لطب الشغل والجمعية المغربية للصحة المهنية “التي تقوم بجهود جبارة، بمعية الأعضاء، للارتقاء بالسلامة والصحة المهنية بالمملكة”.
وناقش المشاركون في الندوة التي نظمت عبر تقنية التناظر المرئي، سبل رفع الوعي بأهمية الاستثمار في مجال الصحة والسلامة المهنية، استراتيجيات تقوية نظام وطني للسلامة والصحة المهنية من خلال مجموعة من المحاور تتمثل في “السياسة الوطنية والأنظمة المرنة للسلامة والصحة المهنية”، و”حصيلة أزيد قرن من النهوض بالصحة المهنية بفضل مؤتمرات اللجنة الدولية للصحة المهنية”، و”الاستثمار في نماذج مرنة للصحة المهنية”، و”المساهمات التي ستقدمها اللجنة الدولية للصحة المهنية 2024 مراكش (ICOH) للنهوض بالصحة المهنية في المغرب؟”.
المصدر: الدار– وم ع