الرأيسلايدر

إفلاس الجزائر

بقلم ✍️ نورالدين زاوش *

أكدَّت أنباء صحفية متطابقة، استنادا لتقارير نشرتها مؤسسات أمريكية مختصة في تتبع ميزانيات الدول النفطية، مؤشرات مقلقة حول الجزائر، حيث سينتقل رصيد الخزانة العامة في سنة 2020م من 36 مليار دولار أمريكي إلى  الثلث، أي قرابة 13 مليار دولار في متم 2021م، مما ينذر بانهيار تام لمنظومة الأجور وتهاوي ميزانيات التدبير والتسيير، وفي ذات السياق أشارت هذه التقارير إلى أن تعافي المنظومة المالية رهين ببلوغ النفط ثمن 160 دولار للبرميل الواحد، وهو الأمر الذي يعد من سابع المستحيلات في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها العالم.

الطامة الكبرى أن الوزير الجزائري المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالاستشراف، محمد شريف بلميهوب، صرح حسب ما نشرته جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 13/01/2021م، بأن الجزائر ستكون عاجزة عن تصدير برميل واحد من البترول بحلول سنة 2025م، مما يعني أن موازنات الخزينة العامة في الجزائر لن تتحقق في المدى القريب حتى ولو تعدى برميل النفط 200 دولار للبرميل الواحد.

من البديهي أن لا يمر هذا الوضع الاقتصادي الكارثي بلا تغييرات جوهرية في القرارات السياسية لنظام العسكر، ومن الطبيعي أن يجد نفسه، في لحظة من لحظات التاريخ، مُكْرها على التخلي عن شعبه الوهمي الذي أغدق عليه بالعطايا من أجل تجميلة وتلميعه لكنه لم يزدد إلا أفولا وبشاعة؛ وإلا فلن يتمكن هذا النظام حتى مِن تسوية أجور العسكر في السنوات القليلة القادمة؛ أضف إلى ذلك ضغط الشارع الذي يزداد توهجا يوما بعد يوم؛ الشيء الذي سيجعل كبار قادة البوليساريو يتحسسون رؤوسهم، ولعل بعضهم صار يفكر جديا بالالتحاق بأرض الوطن لأنه أأمن له وأسلم.

إن اختفاء ابراهيم غالي زعيم ميليشيات البوليزاريو عن الأنظار مدة من الزمن، ثم ظهوره في إحدى مستشفيات إسبانيا بهوية مزيفة وأوراق ثبوتية مزورة وتحت اسم مستعار “محمد بنبطوش”، ثُم الحديث عن مدى إمكانية تسليمه للسلطات هناك على إثر مذكرة اعتقال في حقه جراء المنسوب إليه من جرائم تعذيب جماعية واعتقالات تعسفية واختطافات واغتصابات وقتل وتجنيد أطفال صغار، مما يرقى إلى جرائم حرب، يوحي بأحد أمرين لا ثالث لهما:

إما أنه أمرٌ دُبِّر بليل من لدن نظام العسكر الذي يسابق الزمن من أجل تصفية تركة البوليساريو الثقيلة، خصوصا إذا شعر بأن بعض قادتها يخططون للرجوع إلى حضن وطنهم الأم بعد الانتصارات المبهرة التي حققها المغرب على جميع الأصعدة؛ وآخرها العملية المخابراتية عالية المستوى التي كشفت تهريب ابراهيم غالي إلى إسبانيا قبل حتى أن يأخذ مسؤولون كبار في إسبانيا علما بذلك؛ وإما أن النظام بلغ آخر حلقة من مسلسل الإفلاس والانهيار؛ حيث إنه لم يعد قادرا حتى على تأمين خروج “رئيس الشعب الصحراوي” قصد الاستشفاء بهويته الحقيقية؛ وفي كلٍّ خير.

* عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

زر الذهاب إلى الأعلى