المواطن

مجمع الصناعة التقليدية بورزازات .. وحدة لتثمين إبداع الصانع المغربي

يعتبر مجمع الصناعة التقليدية بورزازات من البنيات التحتية الأساسية في المنطقة، التي تعنى بترشيد عمل الصناع التقليديين وتوفر لهم فضاء جيدا لتثمين إبداعاتهم التي تزين محلاته ومرافقه الأساسية.

ويهدف تأسيس هذا المجمع، الذي يستقطب العديد من التعاونيات النشيطة في ورزازات والنواحي في المجالات المرتبطة بالصناعة التقليدية، إلى النهوض بالقطاع على المستوى المحلي والمساهمة في تنظيم الصناعة التقليدية وتشجيع الصناع للمزيد من الإنتاج الذي تزخر به المنطقة المعروفة بإنتاج الزربية والحلي.

كما يروم هذا الفضاء تحسين ظروف عمل وعيش الصناع التقليديين وتحفيزهم على ابتكار منتجات ذات رؤية إبداعية متميزة وتتسم بالجودة، وكذا تشجيع الشباب على متابعة التكوين المهني في الصناعة التقليدية.

ويضم المجمع، ضمن مساحة شاسعة، قاعة للاجتماعات وأربع مكاتب للعاملين ومكتب للمدير وقاعتين للعرض الجماعي للمنتجات التقليدية، وورشة لصناعة الزرابي، وقاعة للتكوين، وأجنحة خاصة بالمجوهرات وفن الديكور وصناعة الزرابي والنجارة التقليدية، وإنتاج مستحضرات التجميل التقليدية، وأخرى لصناعة الأحذية القديمة، بالإضافة إلى مرافق صحية.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة سناء شبار، رئيسة تعاونية “سفيرة الطبيعة” للمنتوجات المجالية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المجمع وفر لها مكانا جيدا لعرض منتوجات التعاونية، وهو يشكل فرصة للالتقاء بالزبناء الذين يحبذون اقتناء المنتوجات التقليدية التي تزخر بها المنطقة.

وأشارت إلى أن هذه التعاونية تنتج جميع أنواع الصابون والزعفران وأنواع الطين (الأحمر والأبيض والأخضر) المصنوع بطريقة تقليدية، وهي من المنتوجات التي تحظى بإقبال متزايد من قبل الزبناء من مختلف الشرائح الاجتماعية.

وأكدت أن الظرفية الحالية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أثرت على عملية التسويق الاعتيادية للمنتوجات التقليدية، مضيفة أن الصناع أصبحوا يتغلبون على هذه الصعوبات من خلال تسويق منتوجاتهم عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أو اللجوء إلى التسويق العائلي والبيع الإلكتروني الذي منح الفرصة لتثمين المنتوجات وإعادة الوهج للصناعة التقليدية، لاسيما أن المجمع أصبح يفتح أبوابه أمام الجميع.

وعبرت عن امتنانها للفاعلين والمسؤولين المحليين الذين وفروا هذا الفضاء “لكي نحيي عملية التسويق التي ستكون ناجحة في المستقبل” لكونه يجمع كل الصناع التقليديين من مختلف المشارب والاهتمامات والصناعات.

ويوجد بالمنطقة أكثر من 28 ألف صانعة وصانع تقليدي، أغلبهم ينتمون لتعاونيات (أكثر من 87 تعاونية)، معظمها نسوية، خاصة في مجال الزربية القروية المعروفة دوليا ووطنيا، حيث يستفيد العديد منهم من المزايا التي يوفرها المجمع مثل باقي المجمعات الأخرى بالإقليم.

وقال السيد موحى بلاد، المدير الإقليمي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بورزازات وزاكورة وتنغير، في تصريح مماثل، إن هذه البنية التحتية تعتبر من بين المجمعات الصناعية التي تتواجد بعدد من الأقاليم الرامية إلى تشجيع منتوجات المنطقة التي يتواجد بها، حيث يتوفر كل إقليم على منتوجات تقليدية ذات مضمون ثقافي، والمتوارثة من جيل إلى آخر.

وذكر بأن مجمع الصناعة التقليدية بورزازت خضع لإعادة الهيكلة في سنة 2015، ويضطلع بدور هام في التعريف بتخصصات الصناعة التقليدية في المنطقة، لاسيما تلك المصنوعة من الخشب والجلد، وكذا الزربية المعروفة على الصعيدين الوطني والدولي، مبرزا أن السياح يقومون بزيارته باعتبار قربه من أماكن سياحية هامة في ورزازات مثل متحف السينما وقصبة تاوريرت التاريخية.

وأكد أن هذا المجمع قد شيد بميزانية بلغت أربعة ملايين درهم، بتمويل من الوزارة الوصية، مضيفا أن الصناع التقليديين يستفيدون بشكل مجاني من جميع محلات المجمع.

زر الذهاب إلى الأعلى