تحل الفنانة والمطربة صباح الزيداني، يوم الجمعة المقبل، ضيفة على بيت الشعر في المغرب والمديرية الجهوية لقطاع الثقافة لجهة الرباط سلا القنيطرة، اللذين اختارا أن يستدرجا، من خلال برنامج “أنا والشعر”، كوكبة من المبدعين المغاربة للحديث عن علاقتهم بالقصيدة، و عن الصلات التي نسجوها معه انطلاقا من الموقع الإبداعي الذي اختاروه لمسارهم الفني.
وذكر بلاغ للمنظمين أنه، في هذا الصدد، تختتم الفنانة صباح الزيداني الدورة الثانية من هذا البرنامج، من خلال حلقة تبث يوم الجمعة المقبل في الساعة التاسعة والنصف ليلا، على قناة يوتيوب وصفحتي “المغرب الثقافي” والمديرية الجهوية لقطاع للثقافة لجهة الرباط سلا القنيطرة على منصة فيسبوك.
وحسب المصدر ذاته، فإن الزيداني حرصت، منذ خطوها الأول في الحقل الفني، على تشبيك الشعر باللحن والموسيقى والغناء، عبر استدعاء قصائد لشعراء مغاربة مرموقين، كمليكة العاصمي، وحسن نجمي، وبوجمعة العوفي، وعبد الهادي السعيد، ونبيل منصر، وأمينة المريني، ونسيمة الراوي، وغيرهم، وجعلها في متناول ملحنين مقتدرين وموزعين أكفاء وعازفين ماهرين، ومحمولة على أوتار صوتها الباذخ، ما منح لهذه القصائد حضورا متجددا، وأعطاها حياة أخرى في لحظة تعالق الكلمة الشعرية مع اللحن والموسيقى.
وأشار المصدر ذاته إلى أن علاقة الفنانة صباح الزيداني بالشعر بدأت باكرا، وذلك عندما اكتشفت في وسط عائلي مطبوع بالفن قصائد عبد الرفيع الجوهري وعلي الحداني وأحمد الطيب لعلج، وهي في طريقها نحو الجمهور من خلال أصوات عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، ومحمد الحياني، لتعمل، لاحقا، على صقل موهبتها عبر الدراسة، حيث التحقت بالمعهد الموسيقي بمراكش، وخاضت تجارب فنية متنوعة من خلال انخراطها في فرق موسيقية، كجمعية موسيقى الأطلسي وأصدقاء الموشحات. كما شاركت الفنانة زيذاني في ورشات ارتجالية جمعتها مع شعراء من إيطاليا وفرنسا، ومع الشاعر المغربي عبد الله زريقة، وهي التجارب التي وظفت فيها تقنيات المزج بين الصوت والإلقاء والموسيقى، فضلا عن المشاركة في مهرجانات وطنية ودولية كالمهرجان الربيعي للأغنية المغربية، ومهرجان السماع والإنشاد الدولي بالقاهرة، ومهرجان الغناء والمسرح الأوبرالي في سان سيري الفرنسية، لتؤسس فرقة “جسور” للموسيقى العربية والتراث المغربي.
وقامت الزيداني، في إطار التلاقح الفني والثقافي بين المغرب وبلدان أوروبية، بعدد من الجولات الفنية مع فرقة “أولا فوكالا ” الفلامانية البلجيكية، وفرقة “أنانيا” للرقص المعاصر المغربية. وقد قادتها كل هذه التجارب الفنية إلى التعاون مع ملحنين مغاربة وعرب وعالميين، وإنجاز أعمال فنية طربية تهدف إلى المحافظة على روح ومقومات الأغنية العربية من حيث الأصالة والطرب، ومراعاة شروط العصرنة على مستوى التجديد والإبداع والحرفية، وهو ما يتجلى في أكثر من ألبوم لها اعتمد على الكلمة الشعرية.
وكانت الحلقتان الأولى والثانية من برنامج “أنا والشعر” في دورته الثانية، استضافتا، على التوالي، يوم 30 أبريل و7 ماي، كلا من عبد المجيد فنيش، المخرج المسرحي والباحث في الفنون التراثية، والإعلامية اسمهان عمور.