صدر، حديثا، عن منشورات (ملتقى الطرق) بالدار البيضاء، كتاب بعنوان “أحمد الحليمي يشهد أزمنة نضال وفكر”.
وجاء في مقدمة الناشر لهذا الكتاب، الذي يقع في 202 صفحة من القطع المتوسط، أن أحمد الحليمي “يساهم، من خلال هذا الكتاب، في النقاش السياسي الذي تعرفه الساحة الوطنية، مستحضرا، بإجلال، كافة رموز الحركة الوطنية الذين كان لهم الفضل فيما تتمتع به بلادنا اليوم من مقومات استقرار وطموحات تطبع هذه المرحلة التاريخية من تطورها، ومتفائلا بمستقبل الأجيال الشابة والصاعدة الموكول إليها حمل مشعل الوطنية والقيم التقدمية، في عالم تتحكم فيه ظروف تتسم بإيقاعها المتسارع وبتحولاتها الكبرى التي تشمل النماذج الاستهلاكية والثقافية على السواء، وهي الظروف التي تفرض إعادة النظر في التفاعل مع الذات والمحيط من خلال مقاربات متجددة لمهام تحرير الفكر والممارسة”.
وفي تقديمه لهذا المصنف، قال الأستاذ الجامعي عبد الله ساعف إن هذا الكتاب “يضم مجموعة من الحوارات التي سبق أن أجراها أحمد الحليمي، ونشر بعضها في ظروف وسياقات مختلفة، وهي تتناول مساره الشخصي إلى جانب ما طبع مسار التزامه الحزبي من استقلالية منذ سن الشباب، ونضاله الاشتراكي، والمراحل التي رسمتم بها هذا النضال بما في ذلك مرحلة حكومة التناوب، إضافة إلى ما تتطرق إليه من جوانب مساره كإنسان”.
وأضاف الأستاذ ساعف أن “الحوارات مع الحليمي، نمط حياته، تحتوي على مادة خام ثمينة ، وعلى معطيات ذات أهمية كبيرة تقدم للقارئ رؤى وتفسيرات تتعلق بلحظات من الحياة السياسية المغربية، انطلاقا من الاستقلال إلى غاية يومنا هذا، وخاصة تلك المحطات التي ظلت مبهمة نسبيا لعامة الناس، بل ومبهمة أحيانا لذوي الاطلاع”.
وأشار الأستاذ ساعف إلى أن القارئ أمام كتاب مميز بكمية ونوعية المعلومات التي يقدمها، وبالحكايات والتوضيحات والتقييمات التي يتضمنها مع ضرورة وضعها في سياقها، مضيفا أنه مهم أيضا ربط كل ما سبق بمستوى الانسجام الكبير لمسار المؤلف، والتزامه التام بدون تهاون حتى نهاية المطاف. وتضمن هذا الكتاب عدة محاور تتعلق ب”من الوعي بالذات إلى الوعي بالتاريخ”، و”توافق النخب من أجل الديموقراطية”، و”الاشتراكية في زمن العولمة”، و”من المعارضة إلى التوافق”، و”ملاحظات في الشأن الاجتماعي”، و”مرحلة المخاض وإلحاحية النقد الذاتي”، و”إنما المسؤولية الأخلاق”، و”الاتحاد الاشتراكي .. عوامل التماسك والضعف”، و”أسئلة مرحلة بين مرحلتين”، و”استقلال فكري واعتزاز بالانتماء”، و”التحديث ضرورة”.