هكذا نقل “الأحرار” البرامج الانتخابية من “شعارات جوفاء” الى حلول عملية وواقعية
الدار- المحجوب داسع
على مدى سنوات اعتاد المواطنين المغاربة على سماع ومشاهدة برامج انتخابية مغرقة في العموميات تغلب عليها عبارات شعاراتية جوفاء في التعامل والتعاطي إزاء القضايا والاشكاليات المجتمعية التي تواجههم، دون تقديم أجوبة او حلول عملية وواقعية للمشاكل التي يعانون منها.
هذه المرة كسر حزب التجمع الوطني للأحرار هذه القاعدة ببرنامج انتخابي قوي وواقعي معزز بالأرقام ومحكم وقابل للتنفيذ يعكس طموحات المواطنين ويؤسس لتعاقد سياسي مستقبلي سليم، ويحمل كل مقومات التغيير التي يكمح الهيا المواطنون في اطار منهجية الانصات التي يبعها الحزب والتي تعتمد على التواصل المباشر مع المواطنين.
من مدينة أكادير التي اعتبرها جلالة الملك محمد السادس هي الوسط الحقيقي للبلاد، في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء لسنة 2019 اعلن حزب الحمامة عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي. برنامج يتضمن 5 أولويات و 5 التزامات، ولكل أولوية 25 التزاما في مقدمتها الحماية الاجتماعية التي اطلقها الجالس على العرش بهدف وضع نظام صحي يضمن كرامة المواطنين ضد لحكرة، ثم التعليم العمومي الجيد. باعتباره منطلقا لتكافؤ الفرص، وكذلك خلق فرص الشغل للشباب بالإضافة الى الخدمات الادرية بنظام جديد ومراقبة تضمن الشفافية
ولتقليص الهوة الاجتماعية يهدف الحزب الى تسريع وثيرة تعميم الحماية الاجتماعية وتعزيز التماسك الأسري. وبلغة الأرقام بعيدا عن الأسلوب الانشائي المغرف في المثاليات و العموميات والوعود الوردية المعسولة.
أوضح رئيس حزب التجمت الوطني للأحرار، عزيز أخنوش أنه في حالة ترأس حزبه الحكومة المقبلة ستكون أولى التزاماته استفادة كل مغربي يبلغ 65 سنة أو اكثر وهو في وضعية هشاشة من تغطية صحية بالمجان و مدخول شهري مضمون لايقل عن 1000 درهم في الشهر في أفق سنة 2026 على أن يبدأ ذلك بمبلغ 400 درهم في الشهر.
اما ثان التزام فيتمثل في تقديم تعويضات عائلية بمبلع 300 درهم في الشهر للوالدين عن كل طفل متمدرس، إضافة الى منحة الولادة التي تبدأ بـ2000 درهم عن المولود الأول مع الخضوع للفحوصات المجانية والاجبارية لتتتبع الحمل والمواليد الجدد.
أما ثالث التزام فيتعلق بإصدار بطاقة “رعاية” لإنهاء معاناة المواطنين مع مصاريف العلاج و “الحكرة” والحاجة. بطاقة ذكية توفر حلولا لكل هذه المشاكل .
أما رابع التزام فيهم خلق مليون منصب شغل سيما بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بسوق الشغل بسبب جائحة كورونا. وضمن هذا الاطار يلتزم الحزب بإطلاق برنامج طارئ لتوفير 250 ألف منصب شغل خلال برامج كبرى وصغرى للأشغال العمومية.
ثم يأتي الالتزام الخامس ويتعلق بتحسين جودة التعليم ورد الاعتبار لمهنة التدريس واعتبار الأستاذ هو المفتاح الرئيسي لإصلاح المدرسة العمومية بحيث سيتم توفير تكوين جيد ومستمر أيضا للأساتذة قبل ولوجهم لمهنة التدريس، ورفع الأجر الشهري ليبلغ 7500 درهم للمبتدئين منهم..
وشدد عزيز أخنوش على أن حزب التجمع الوطني للأحرار قادر على الالتزام مع المغاربة بهذا البرنامج، ويتوفر على الكفاءات اللازمة لتنفيذه وتنزيله على أراض الواقع، مشيرا الى الطاقات التي بينت عن قدراتها و كفاءاتها من خلال انجاز استراتيجيات وطنية كبرى، و الأكيد ان المغاربة يتطلعون الى رؤية برامج انتخابية واضحة ومدروسة بعمق تمنح الناخب المغربي هامشا كبيرا ليميز بين البرنامج الانتخابي لهذا البرنامج أو ذاك، وليمنح ثقته وصوته الذي عبر بصدق عن آماله وطموحاته وأحلامه.
ويؤمن حزب التجمع الوطني للأحرار بالرأسمال البشري لرفع التحديات الحاضر والمستقبل ويضع الحزب ضمن أولوياته قضايا المواطنين بتموقعه في التيار الوسطي البديل و المؤثر الفاعل والمتفاعل مع قضايا الوطن و المواطنين.
ويستند الحزب على مرجعية ديمقراطية اجتماعية اختارها الاحرار لما تحمله من مبادئ وقيم تمكن من تحويل الحس التضامني الى مؤسسات وصروح اجتماعية وتسهم في الحماية الاجتماعية ليس كعمل خيري محدود في الزمن لكن كفعل سياسي دائم.
ويحرص حزب “الأحرار” على تعزيز قيمة المساواة ولمسؤولية والتماسك الاجتماعي ويعتبر أن لحمة الشعب تحميه من مخاطر الحياة و تزيد من ثقته في المؤسسات وتمنحه الفرصة للمشاركة في الحياة الاجتماعية، وتحثه على قدر أكبر من العطاء.
فالبرنامج الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار ليس وليد اليوم بل هو برنامج ممتد في الزمان والمكان تم استنباطه من الواقع المعاش للمغاربة بعد سلسلة لقاءات مع المواطنين عبر مختلف المدن المغربية ضمن برنامج “100 يوم 100 مدينة” الذي تم تتويجه بإصدار كتاب “مسار الثقة” الحامل بين طياته للخطوط العريضة لإصلاح أبرز القطاعات الأساسية في البلاد من أجل جر قاطرة التنمية الى الأمام.
ولتنزيل برنامج الانتخابي يقترح الحزب إجراءات عملية لتشجيع الإنتاج الوطني ودعم تنافسية وسم “صنع في المغرب” ودعم العالم القروي وإدخال 400 ألف أسرة قروية الى الطبقة الوسطى، والادماج عن طريق التشغيل و التأسيس لصناعة الغد وتسريع تحولها الطاقي، وتحرير النشاط الاقتصادي للمرأة، وفضلا عن هذا كله اقترح الحزب في جولاته التواصلية احدث صندوق لتدبير زكاة المال يخصص نصف أمواله للنهوض بقطاع الصحة ومعالجة الأمراض المزمنة .
وأشار أخنوش في اللقاء الثاني من الجولة الوطنية بمدينة مراكش حول البرنامج الانتخابي 2022-2026 لى أن هذه المؤسسة التي ستتكلف بجمع وتدبير زكاة المال يجب ان تكون مستقلة لتوفير السيولة المالية لمعضلات بنيوية.
وأضاف رئيس حزب الحمامة بحضور ممثلين عن ثلاث جهات محلية للحزب ان مجموعة من المواطنين مستعدون لتوفير أموال الزكاة، لأنهم يفتقرون الى فقه تدبيرها بطريقة عقلانية تخدم المصالح العامة، واذا وجدوا مؤسسة تقوم بذلك سيقبلون عليها أفواجا أفواجا.
وبخصوص وضعية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يبلغ عددهم حوالي مليون و 700 ألف، قال عزيز أخنوش ان حزب التجمع الوطني للأحرار يتوفر على حلول متكاملة لهذه الفئة من بينها على سبيل المثال لا الحصر اقتراح دفتر التحملات لمساعدة الجمعيات التي تواكب هذه الشريحة من المواطنين بغلاف مالي ضخم حتى نزيل عنهم الإحساس بالإقصاء، يقول عزيز أخنوش.
كما أكد حزب التجمع الوطني للأحرار بصريح العبارة أن مضامين النموذج التنموي الجديد المقترح من طرف اللجنة الخاصة برئاسة شكيب بنموسى تتقاطع مع أفكار الحزب فيما يخص عددا من القطاعات.
فحزب “الأحرار” اذن كما يتضح مما سبق، لايعطي وعودا فقط بل برامج صادقة قابلة للتحقق على ارض الواقع.
