أخبار الدارسلايدر

الواشنطن بوست: انتخابات الجزائر “حفلة تنكرية” وتبون جزء من الحرس القديم

الدار- ترجمات

تزامنا مع تنظيم الانتخابات التشريعية في الجزائر، اليوم السبت، كتبت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، الواسعة الانتشار، أن ” الاستهزاء هو سيد الموقف لدى الشعب من هذه الانتخابات، و الذي يصف الحكومة بـ”الفاسدة”، والشعب بـ”المختنق”.

وأشارت الصحيفة الى أن ” انتخابات اليوم السبت، طغت عليها آراء متباينة بشكل كامل، وهي أول انتخابات تشريعية في الجزائر منذ أن أدت احتجاجات 2019 إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي حاول الحصول على ولاية خامسة، على الرغم من غيابه إلى حد كبير عن الحياة العامة منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن ” الانقسام هو سيد الموقف لدى الجزائريين، حول مصير البلاد”، حيث يرى البعض أن التصويت وسيلة لإبقاء العمل السياسي حيًا وتغيير مؤسسات الدولة من الداخل، فيما يقاطع آخرون الانتخابات، ويصفونها  بأنها ليست أكثر من مجرد حفلة تنكرية لن تفعل شيئًا لتغيير الحرس القديم في الجزائر ومعالجة الصعوبات الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن انخفاض عائدات الطاقة”.

وتابع أن ” آخرين لا يزالون  محبطين للغاية من الإدلاء بأصواتهم – متأسفين على عدم وجود تغيير منذ أن أطاح الحراك الشعبي، ببوتفليقة بعد 20 عامًا في السلطة.

و قال محلل جزائري رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الوضع السياسي “هناك لامبالاة”، مبرزا أن  “الجزائريين لا يؤمنون كثيرا بهذه الانتخابات. . . . [هم يرون] البرلمان عديم الفائدة”.

وأكدت صحيفة “الواشنطن بوست” أن صورا تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تظهر آثار الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في جمهورية القبايل المحتلة شرق العاصمة الجزائر، حيث عارض الكثيرون التصويت، اذ بدت  في إحدى الصور، أكوام من أوراق الاقتراع متناثرة عبر الطريق”.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس تبون، البالغ من العمر 75 عامًا، الذي شغل لفترة وجيزة كرئيس للوزراء في عهد بوتفليقة، وصل إلى السلطة في عام 2019 في انتخابات انتقدها كثيرون ممن شاركوا في احتجاجات الحراك على نطاق واسع، حيث يرى منتقدوه أنه عضو في الحرس القديم نفسه الذي كانت حركة الاحتجاج تأمل في الإطاحة به، بدليل استمرار التظاهرات بعد انتخابه، رغم أن تفشي وباء كورونا عطلها لمدة عام تقريبًا.

وأبرزت ذات الصحيفة أن ”  المتظاهرين عادوا إلى الشوارع مرة أخرى في فبراير المنصرم، لكن السلطات شنت اعتقالات واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة، حيث كان العديد من النشطاء والصحفيين البارزين من بين المعتقلين الأسبوع الماضي فيما وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “تصعيد مخيف في قمع السلطات الجزائرية للحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات”.

و يوم الجمعة ، تم نصب العشرات من سيارات الشرطة على طول شارع ديدوش مراد شبه المهجور – مكان التجمع الطبيعي للاحتجاجات في الجزائر العاصمة.

قالت صباح ، 48 سنة ، التي شاركت في الاحتجاجات بانتظام وتحدثت شريطة أن يتم التعرف عليها بالاسم الأول فقط ، “في أيام الجمعة الثلاثة الماضية ، كنت خائفة جدًا من مغادرة المنزل”. وقالت إنها لا تخطط للتصويت يوم السبت مشيرة إلى عدم ثقتها في الحكومة الحالية”.

على الرغم من بعض التغييرات التي أحدثتها احتجاجات 2019 ، إلا أنها لا تزال نفس الأغنية القديمة، على حد قولها.

وأضافت: “هناك اعتقالات تعسفية، وهم يتحدثون إلينا عن الديمقراطية”،  قائلة: “نحن نشعر بخيبة أمل. لم نعد نعرف من نؤمن ومن لا نؤمن “.

زر الذهاب إلى الأعلى