الجنرال ادريس بن عمر.. “قاهر” الجيش الجزائري في حرب الرمال
الدار- خاص
تداولت على نطاق واسع، صورة حصرية للجنرال البطل الراحل، إدريس بن عمر، التي تعيد الى الأذهان الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش المغربي المغوار، خلال حرب الرمال البطولية التي انتهت، بعد ثلاثة أسابيع من القتال، بانتصار ساحق للقوات المسلحة الملكية المغربية على الجيش الجزائري.
لحظات خالدة راسخة في الأذهان
بعد شهر من الذكرى الـ 56 للحرب الأولى التي اندلعت بين المغرب والجزائر، في 8 أكتوبر 1963، تعيد هذه الصورة غير منشورة الى أذهان الكثيرين ممن عايشوا تلك اللحظات، وكذا الى الجيل الحالي، الانتصار المدوي للقوات المسلحة الملكية على الجيش الجزائري.
الصورة المتداولة، تؤرخ للحظة تمكن القوات المسلحة الملكية من الدخول إلى بشار، على بعد 80 كيلومترًا شرق الحدود المغربية، ويظهر فيها الجنرال المغربي القوي السابق، إدريس بن عمر وهو يدوس على أرض الولاية التي ضمتها القوات الفرنسية إلى الجزائر، و إلى يمين المسؤول العسكري المغربي الرفيع المستوى، يظهرعلى الأرجح، الراحل عبد الرحمن الدكالي، أول قبطان في القوات المسلحة الملكية.
قاهر الجيش الجزائري في حرب “الرمال”
جاء الدخول المظفّر للقوات المغربية إلى ولاية “بشار” بعد ثلاثة أسابيع من القتال العنيف، استمر من 8 إلى 29 أكتوبر 1963، مع الجيش الجزائري، الذي فقد العديد من الجنود الذين لقوا حتفهم في ساحة المعركة، بينما أسر الجيش المغربي مئات الجنود. ضربات عسكرية متبادلة بين الجيشين المغربي والجزائري ليس بعيدًا عن فجيج، حيث تم اعتقال ضباط مصريين، بمن فيهم الرئيس السابق حسني مبارك، الذي كان آنذاك طيارًا مقاتلًا، أرسله الرئيس السابق جمال عبد الناصر لدعم الجيش الجزائري.
توقف تقدم القوات العسكرية المغربية، أخيرًا فقط بعد تدخل الإمبراطور الإثيوبي السابق هايلي سيلاسي، من “منظمة الاتحاد الأفريقي”، الاتحاد الأفريقي حاليا، والجامعة العربية، وبالتالي دعم وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في نفس شهر نونمبر 1963.
وبحسب ضباط سابقين، فقد أدى الراحل إدريس بن عمر بعد ذلك اليمين الدستورية على استعادة كل أراضي الصحراء الشرقية التي قطعها المحتل عن المغرب لصالح “الجزائر الفرنسية”، بما في ذلك تندوف على وجه الخصوص، التي تحولت منذ عام 1975 إلى “أرض”، و ملجأ “للجبهة الانفصالية “البوليساريو”، من طرف العقيد الجزائري السابق هواري بومدين واسمه الحقيقي محمد بوخروبة.
ابن مولاي ادريس زرهون بمسار عسكري متميز
رأى ادريس بن عمر، النور في عام 1917 في “مولاي إدريس زرهون”، وتوفي عن عمر يناهز 85 عامًا في 18 أبريل 2002 في الدار البيضاء. التحق إدريس بن عمر مبكرًا بالمدرسة العسكرية المرموقة دار البيضاء (الأكاديمية العسكرية بمكناس حاليا) في عام 1934. وتخرج منها ملازم عام 1939. في عام 1960، شغل منصب قائد الدرك الملكي، ثم مفتشا عاما، ثم لواء في الجيش الملكي في 1967-1968.
في سنة 1956 عين حاكما مدنيا وعسكريا لإقليم مكناس لمدة سنتين. وفي سنة 1959 رقي إلى رتبة اللفتنانت كولونيل، وأسند إليه الملك الراحل محمد الخامس قيادة الدرك الملكي، سنة 1960 وفي يونيو 1961 عينه الملك الراحل الحسن الثاني عاملا على الدار البيضاء ثم رقي إلى رتبة جنرال في شتنبر سنة 1963، وعين في نفس السنة مراقبا عاما لـ القوات المسلحة الملكية.
رجل ثقة الحسن الثاني
كان الجنرال الراحل، ادريس بن عمر، يتمتع بثقة كبيرة من طرف جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، كما كان يجر وراءه مسارا مهنيا في الخدمة المدنية، حيث تم تعيينه وزيرا في البريد والمواصلات في حكومة محمد كريم العمراني، ليعيد تعيينه في ظل حكومة أحمد عثمان، فضا عن شغله لمنصب المدير العام لشركة الخطوط الجوية الملكية المغربية.