أخبار الدارسلايدر

معطيات تكشف تواطؤ غالي مع اسبانيا لإقبار مصير مفجر “انتفاضة بصيري” بالعيون

الدار- خاص

كشف منتدى دعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة المعروف اختصارا بـ”فورساتين” معطيات حصرية عن توظيف السلطات الاسبانية لزعيم جبهة “البوليساريو”، إبراهيم غالي، لتقل مفجر “انتفاضة بصيري” بمدينة العيون، سنة 1970، لطرد الاستعمار الاسباني، واسترجاع الصحراء الى حظيرة المغرب.

وأفاد المنتدى في بيان مطول على صفحته “الفايسبوكية” أن اسبانيا سجنت الكثير من الشباب الصحراويين، من بينهم إبراهيم غالي، الذي أمضى مدة تقل عن العام، غير أن مفجر الانتفاضة، محمد سيدي إبراهيم بصيري اختفى الى اليوم، ليتبين لاحقا أن ابراهيم غالي انخرط انخراط مخططا له في منظمة الطليعة المشرفة على الانتفاضة، وسعى الى التقرب من زعيمها، الذي كان يقوم بحملة توعية في صفوف الصحراويين، بينما كان ابراهيم غالي يقوم بنقل كل صغيرة وكبيرة الى السلطات الاسبانية، التي كان عنصرا ضمن قواتها المكلفة بالبدو، وظل يشتغل لصالحها لسنوات طويلة، وهكذا فهم الكثيرون كيف نجى ابراهيم غالي من العقوبة التي طالت الكثير من الشباب آنذاك، وأن فترة سجنه القصيرة كانت بغرض التمويه”.

وأوضح المصدر ذاته أن ” ابراهيم غالي، يقود اليوم جبهة البوليساريو الانفصالية، في حين مفجر انتفاضة بصيري، اختفى الى الأبد ولا زال مصيره مجهولا الى الآن”، مؤكدا أن ”  التاريخ يأبى الا ان ينصف عظماء صنعوا الأحداث وتركوا ارثا وطنيا محط افتخار للأجيال التي تلتهم ، ويأبى التاريخ الا أن يفضح لصوصا متسلقين ، ركبوا على تلك الأحداث لصناعة أمجاد لأنفسهم، زالت مع الوقت وتقشرت وتساقطت بفعل عوامل التعرية الزمنية، واندثرت وتبخرت لأن الحقيقة لا تتبدل ولا تتنمق ولا تتزوق ، قد تخفيها يوما وقد تخفيها أعواما وعقودا ، قد تجملها أو تصبغها ، وتحاول تغطيتها ، لكنها لا تزول ، بل يزول كل ما هو مزور ومغشوش ، وتنمحي الصبائغ والماكياجات ، فتظهر الحقيقة على طبيعتها تأبى الزوال “.

وأكد المنتدى أن ” المفارقة العجيبة هي  أن من يعتبرون انفسهم اليوم قيادات بجبهة البوليساريو كان جزء منهم طرفا في انتفاضة بصيري ، وسعى للتجييش لها ، وساهم في تفجيرها، واليوم يحاولون سرقة انتفاضة بصيري ، لصناعة تاريخ لانفسهم ولحركتهم الفتية التي لم يكن لها وجود”.

كما سيلاحظ المتتبعون لشأن المخيمات، يشير منتدى “فورساتين”، الى  أن جبهة البوليساريو تحرص منذ سنوات طويلة على الاحتفال بذكرى انتفاضة بصيري، وتسويقها بما يتناسب مع دعايتها الانفصالية، ليس حبا فيه وفي انتفاضته، وانما طمعا في الركوب على انتفاضته المجيدة، وجلب تعاطف الصحراويين ممن يذكرون تلك الانتفاضة وشارك فيها غالبيتهم عن قناعة وقبول”.

وتابع منتدى “فورساتين” أنه في بداية تأسيس جبهة البوليساريو، لاقت القيادة مشكلة في التسويق لمشروعها، وفي الدعاية لعناصرها المغمورة، فكانت تتطاول على انتفاضة بصيري، لتسهيل التعريف بالقيادة، وادعاء مشاركتهم في الانتفاضة، او القرب من بصيري نفسه، بحثا عن تعاطف الساكنة، وطلبا للدعم والمساعدة”.

وأضاف أن ” القيادة قبلت على مضض المرور من قناة البطل محمد سيدي ابراهيم بصيري، حتى تصنع لنفسها تاريخا لا تملكه، وحتى يسهل عليها التحرك والاقناع دون مشكل، رغم أن تلك القيادة كانت تتمنى أن تقبر ملف الانتفاضة ، وأن تطوي صفحة بصيري، لأنه ينافسها في الميدان، ويتعارض معها في الفكر”.

واعتبر المنتدى أن ” ما يدين  جبهة البوليساريو، أنها في مفاوضاتها مع الاسبان تتفاوض على المخطوفين من رعاياها، أو مبادلة الأسرى، لم تطالب يوما ببصيري، ولم تذكره ولم تراسل اسبانيا بخصوصه ، ولم تسع للبحث عنه ، لأن جبهة البوليساريو كانت تتمنى أن لا يعود بصيري ، لأنه لو عاد فستكون في خبر كان، فهو البطل المعروف ، الذي تحبه الساكنة، وتتطلع لعودته ، ليكمل مسيرته ، وهي المسيرة التي كانت تختلف عن توجهات جبهة البوليساريو ، ولهذا رأت في بقائه مختفيا راحة لها، ونجاحا لمشروعها ، فلم تطالب به يوما ، لكن بالمقابل ظلت تستغل انتفاضته، وتتبجح بمشاركة عناصرها معه ، ثم انطلقت تزور حقيقة الانتفاضة، وتدعي بهتانا ، بأنها حركة تطالب باستقلال الصحراء، رغم أن الواقع غير ذلك ، وهو ما تبين مع الزمن ، وكشفت أكاذيب جبهة البوليساريو ، وسرقتها للتاريخ”.

وخلص منتدى “فورساتين” الى أن ” جبهة البوليساريو تحاول اليوم تشويه حقيقة محمد سيدي إبراهيم بصيري، وتسعى للركوب على أحداث تاريخية راسخة في الذاكرة، لتضفي شرعية مفقودة على حركتها التي تبنت العنف والتفرقة وتآمرت على الوطن ، وسعت لشرذمة الصحراويين وتشتيتهم، واستغلال معاناتهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى