تمرين “الأسد الإفريقي” يجسد متانة وقوة التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة
يشكل تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي اختتمت نسخته ال17 اليوم الجمعة بكاب درعة (شمال طانطان)، حسب مصادر عسكرية، “مثالا ناجحا يجسد متانة وقوة التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية” حيث يعتبر أول تمرين متعدد الجنسيات ينظم بشراكة بين القوات المسلحة الملكية وقيادة جنوب أوروبا وافريقيا ، في مكافحة جميع أشكال التهديدات.
ويعتبر بلوغ مناورات “الأسد الافريقي” النسخة 17 ، التي شهدت مشاركة مكثفة لعدة دول، خير دليل على أهمية التعاون في المجال العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية .
وتمت منذ 2004 الى غاية 2011 ، وفق ذات المصادر، برمجة مختلف تمارين “الأسد الافريقي” في إطار شراكة ثنائية محضة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فيما شهد التمرين سنة 2012 ، لأول مرة، مشاركة مراقبين متعددي الجنسيات.
وأصبح هذا التمرين المتعدد الجنسيات منذ 2013 ، السنة التي شهد زيادة ملحوظة في عدد القوات المشاركة ونوعية العمليات المبرمجة، موعدا سنويا يعكس، بحق ، الثقة المتبادلة والإرادة المشتركة من أجل تقوية وتدعيم هذا التعاون .
ويسخر تمرين “الأسد الإفريقي 2021 ” من خلال خصائص التمرين المتمثلة في تعدد المجالات والموكنات وكذا الجنسيات ، مجموعة متكاملة من القدرات بهدف ترسيخ التعاون بين الدول المشاركة وتحسين القدرة على تنفيذ المهام في الميدان، خصوصا في مشاركة 8000 عنصر ما بين امرأة ورجل، بما في ذلك 2710 عنصر من الولايات المتحدة ومن جنسيات أخرى هي تونس، السنيغال، المملكة المتحدة، هولاندا، إيطاليا، وكذا منظمة حلف شمال الأطلسي .
وهكذا، تقول المصادر، يترجم هذا التمرين الإرادة القوية من أجل بلوغ أهداف مشتركة تؤسس للتعاون الوثيق بين القوات المشاركة على جميع الأصعدة والمستويات منذ مرحلة التخطيط وصولا الى تنفيذ العمليات ، وكذا تبادل التجارب بين مختلف الدول ودمج التقنيات وأساليب تكتيكية جديدة .
ومن أجل بلوغ الأهداف المسطرة شهدت نسخة 2021 من “الأسد الإفريقي” 12 نشاطا شملت مختلف التخصصات ، ثم التمهيد لها بدورات تدريبية أكاديمية وتطبيقية .
وهكذا أشرفت أطر من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى الى جانب ضباط من القوات المسلحة الأمريكية ، على إلقاء مختلف الدروس وتسيير الورشات لفائدة متدربي القوات المسلحة الملكية والدول المشاركة .
وركزت هذه الدروس على صقل المهارات ورفع الكفاءة في تقنيات الاستعلام والاستخبارات، والشق القانوني في العمليات، وتقنيات التواصل والإعلام والصحافة، والأمن السيبراني ، والتمكن من التقنيات الدقيقة للتمرس على استقبال وفرز حشود هائلة من اللاجئين، والنهج المتبع من الجانب الأمريكي للتخطيط العملياتي.
ونظمت، باقتراح من المغرب، مائدة مستديرة لتبادل الخبرات والتجربة في إطار مشاركة القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية في مكافحة فيروس (كوفيد 19 ) .
ونظم تمرين محاكاة في مركز القيادة للمنطقة الجنوبية يمكن من التدريب على العمل المشترك داخل مركز عمليات متعدد الجنسيات، و مناورات جوية تشمل عمليات جوية ومهام دعم وإسناد بمشاركة طائرات “ف 16 ” التابعة للقوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية، وكذلك قصف بواسطة ب 52 أمريكية، ومناورات بحرية تم إجراؤها بالساحل قبالة طانطان بمشاركة قطع بحرية مغربية وأمريكية .
كما نظمت بميدان مناورة مرصد مصب وادي درعة بالذخيرة الحية مناورات ميدانية لقوة مشتركة الهدف على مستوى فرق العمل، ومناورات للمظليين بهدف تعزيز وتطوير المعارف على مستوى التخطيط وتقوية قدرات الوحدات المشاركة في المناورة.
وتم تنظيم تمرين للقوات الخاصة من أجل رفع الكفاءة في مجال تنفيذ وتخطيط التداريب في المناطق الحضرية، وتقديم خدمات طبية عبر نشر مستشفى طبي جراحي ميداني عسكري للقوات المسلحة الملكية من أجل تقديم خدمات طبية لفائدة ساكنة منطقة أملن بتفراوت، مع توزيع الدواء مجانا.
وشهد “الأسد الإفريقي 2021 ” تنظيم تمرين طبي رام تبادل الخبرات بين الطاقم الطبي الأمريكي والطاقم المغربي في المركب الطبي الجراحي العسكري الأول بأكادير، وتمرين بيطري بشق نظري وآخر تطبيقي، تحت إشراف أطر طبية من الجانبين .
ونظم تمرين للتمرس على التدخل العاجل لتطهير المناطق التي تعرضت لتلوث كيماوي أو نووي بميناء أكادير العسكري، على إثر هجوم لعناصر متطرفة.
وخلصت المصادر الى أنه وعلى ضوء الأهداف التي تم تحقيقها، تعتبر نسخة 2021 من “الأسد الإفريقي” ناحجة بكل المقاييس، وستشكل، بكل تأكيد، قاعدة يمكن الاعتماد عليها من أجل التخطيط وبرمجة النسخة القادمة.