أخبار الدارسلايدر

مناورات “الأسد الإفريقي” بالمغرب.. هيبة الانضباط و الانسانية

الدار- خاص

من جديد أبان التنسيق العسكري المغربي-الأمريكي عن فعاليته وقوته من خلال النجاح الذي حققته مناورات الأسد الافريقي في نسختها الـ17، التي اختتمت أول أمس الجمعة، في مصب وادي درعة، بتنظيم مناورات حربية ميدانية شاركت فيها جميع الوحدات العسكرية من مختلف الأصناف، التابعة للقوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية والقوات السنغالية.

و بقدرما تشكل مناورات “الأسد الإفريقي”، مثالا ناجحا يجسد متانة وقوة التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”، فإنها تشكل ضربة موجعة للنظام العسكري الجزائري، الذي يحاول يائسا تنظيم مثل هذه المناورات، لكن يخيب ظنه كل مرة بسبب فقدانه للمعايير الدولية المعمول بها في مجال تنظيم المناورات العسكرية.

كما أن اشتمال مناورات هذه السنة، على الصحراء المغربية، وتحديدا منطقة المحبس، القريبة من مرتزقة البوليساريو، ليست بالأمر الغريب على الشراكة المغربية الأميركية، التي بلغت أقصى سقوفها، وصولا إلى الاعتراف الصريح بالسيادة المغربية على الصحراء.

مناورات عسكرية بحس انساني

وما يعطي للمناورات العسكرية المغربية- الأمريكية قوتها، وفعاليتها، هو اشتمالها على شق انساني، يتمثل في تنظيم العديد من الأنشطة الموازية، التي يأتي في مقدمتها هذه السنة، المستشفى الطبي الجراحي المقام بجماعة “أملن” بضواحي تافراوت.

واستبقت القوات المسلحة الملكية انطلاق مناورات هذه السنة، بإعداد المستشفى العسكري الطبي الجراحي الميداني، في فاتح يونيو الجاري، قبل أن يبدأ في تقديم الخدمات الصحية لفائدة سكان المنطقة الجبلية خلال السابع من الشهر ذاته، لتمتد أنشطته الميدانية إلى غاية انتهاء مناورات “الأسد الإفريقي” أول أمس الجمعة 18 يونيو الجاري.

ووصلت الطاقة الاستيعابية للمستشفى العسكري الميداني، إلى 30 سريرا، كما سهر أزيد من 100 إطار طبي وشبه طبي على تقديم الخدمات الاستشفائية لفائدة السكان المحليين بالمنطقة.

وشارك في تقديم الخدمات الإنسانية داخل هذا المستشفى العسكري، أطر طبية، مكونة من أطباء وممرضين من القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، من أجل تقريب الخدمات الطبية والجراحية من السكان الذين يتوافدون بانتظام على المشفى متعدد المتخصصات المكون من جناح للعمليات الجراحية ومختبر للتحاليل الطبية ووحدة رقمية للفحص بالأشعة والصدى، بالإضافة إلى وحدة للتعقيم الطبي.

المغرب الأصل …الجزائر تقليد

حاول النظام العسكري الجزائري، تقليد مناورات “الأسد الافريقي”، اذ نظم شهر يناير 2021، “مناورات” عسكرية جوية وبرية في ولاية تندوف في جنوب البلاد عند الحدود مع الصحراء المغربية، بعد شهرين من التدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في الكركارات التي انتهت بطرد عصابات جبهة “البوليساريو” وإحكام السيطرة على المنطقة العازلة، وهو ما يؤكد أن ” التسخينات” العسكرية الجزائري مجرد “ردود فعل”، وليست مبنية على تخطيط مسبق، وبعد عسكري استراتيجي استشرافي، كما هو شأن مناورات “الأسد الافريقي”.

ورغم التطبيل الإعلامي الذي رافق ما حاولت وسائل الاعلام الجزائرية تسميته بـ”المناورات العسكرية”، لم تنجح الجزائر في إعطاء زخم عسكري قوي لهذه التدريبات، التي لم تعرف مشاركة أي من الدول الكبرى، مما حكم عليها بالفشل لأنها كانت تعتبر، بحسب المتبعين، “مجرد ردود فعل آنية على المغرب”.

واعتبر متتبعون أن التدريبات التي تحاول الجزائر أن تطلق عليها لفظ “مناورات” لا تعدو أن تكون “تسخينات عسكرية” يحاول بها جنرالات الجزائر تكريس عدائهم تجاه المغرب، ووحدته الترابية، وايهام الرأي العام الدولي بقوة الجزائر العسكرية، وشراكاتها الاستراتيجية، و انخراطها في تقوية مهارات وقدرات الجيوش على محاربة التهديدات التي تؤرق البلدان، وعلى رأسها التهديد الإرهابي.

وتفتقد التدريبات العسكرية الجزائرية، لكل المعايير الدولية المعمول بها في مجال المناورات العسكرية، وعلى رأسها هيبة الانضباط وثقة الشركاء الدوليين، وهو ما تفتقد اليه الجزائر، الغارقة في أتون الصراعات والتطاحنات بين جنرالات قصر المرادية من جهة، و مع الشعب الجزائري، وهو ما يقلق الدول الكبرى التي ترفض اجراء مناورات مع الجزائر بسبب انعدام الاستقرار السياسي في البلاد، الذي يوصف بـ”الهش”.

زر الذهاب إلى الأعلى