أخبار الدارسلايدر

باحث جامعي يبرز لـ “الدار” دلالات رغبة ليبيا في الاستفادة من التجربة المغربية في تكوين أمنها ومخابراتها

الدار- خاص

طالبت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، يوم الجمعة 11 يونيو الجاري، بالرباط، خلال لقائها بوزير الخارجية، ناصر بوريطة،  المغرب بمساعدة ليبيا في مجال تكوين الجيش الليبي والأجهزة الأمنية، وهو الطلب الذي تجدد على لسان الفريق الركن محمد الحداد، رئيس أركان الجيش الليبي، التابع لحكومة الوحدة الوطنية، الذي حل في المغرب في آخر أيام مناورات “الأسد الإفريقي”.

وتعليقا على هذا الطلب الليبي المقدم للمملكة، أكد عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية متخصص في الشأن الأمني لشمال إفريقيا، أن ” الطلب الليبي يؤكد نجاعة وريادة  التجربة المغربية في محاربة التهديدات الإرهابية في منطقة شمال افريقيا، والساحل والصحراء”.

وأوضح الباحث الجامعي في حديث لموقع “الدار”، أن ” السياسة المغربية في مجال التعاطي مع التهديدات الإرهابية اتسمت بالفعالية والنجاعة، والاستباقية، وهو ما أكسبها اشادة دولية وإقليمية وقارية دفعت عددا من البلدان العالمية، والافريقية والعربية الى التعبير عن رغبتها في الاستفادة من هذه التجربة باعتبارها تجربة فضلى تستحق أن يستفاد منها”.

وأكد ذات المتحدث، في قراءته لدلالات الطلب الليبي،  أن ” الإعلان عن نشوء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أواخر سنة 2006 و بداية 2007 بتحول الجماعة الإسلامية الجزائرية للدعوة والقتال السلفية من نسخة محلية الى نسخة إقليمية، وما عرفته كذلك المنطقة من رجات أمنية، أو ما يعرف بـ”الربيع العربي” في 2011 أكسب المملكة تجربة كبيرة في محاربة التهديدات الأمنية داخليا واقليما وقاريا و دوليا”.

كما عزا الباحث الجامعي، طلب ليبيا الاستفادة من التجربة الأمنية والعسكرية المغربية الى  المكانة التي يحتلها المغرب في معادلة حل الصراع في ليبيا، حيث اتسم الموقف المغربي بالحياد الإيجابي، بشهادة عدد من الدول، من خلال اشراف المغرب على توفير الأرضية للفرقاء الليبيين بداء من اتفاق الصخيرات، وصولا الى المؤتمرات، و اللقاءات العديدة التي عقدت في بوزنيقة والرباط وطنجة، والتي انتهت بحلحلة للأزمة الليبية”.

وتوقع الدكتور عبد الواحد أولاد مولود أن “تطلب ليبيا الاستفادة كذلك من التجربة المغربية في المجال التنموي والديني، في خضم المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد”، مبرزا أن ” علاقات الرباط وطرابلس تعرف زخما دبلوماسيا كبيرا بعد سنوات عجاف في عهد الراحل معمر القذافي، بسبب مواقفه المناوئة والمعادية للوحدة الترابية للمملكة، ودعمه للانفصاليين”.

واعتبر ذات المتحدث أن ” ليبيا تظل في حاجة الى المزيد من الدعم المغربي لإخراجها من حالة اللااستقرار الأمني والسياسي، نحو بر الأمان، و استتباب الأمن، مشددا على أن ” الأزمة الليبية وثورة 17 فبراير 2011 كانت من بين الأسباب التي أزمت الوضع في منطقة شمال مالي، من خلال أزمتي “الطوارق” و “الانفصاليين” شمال مالي، وكذلك أزمة المتمردين وتزاوج الأجندات الانفصالية والارهابية شمال مالي التي كادت أن تفقد هذا البلد مقومات الدولة الوطنية”.

كما أن  زحف الجماعات الإرهابية، يضيف عبد الواحد أولاد مولود، على مستوى جنوب الصحراء، من جامعة “بوكو حرام” في نيجيريا و”داعش” شمال الموزمبيق وجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” يدفع ليبيا الى التعبير عن رغبتها في استلهام التجربة المغربية باعتبار المملكة أحد  أبرز المدارس في محاربة الإرهاب التي يعول عليها دوليا، و إقليميا وقاريا”.

ولافت الباحث الجامعي في العلاقات الدولية، و المتخصص في الشأن الأمني لشمال إفريقيا، الانتباه  الى أن ” الطلب الليبي للاستفادة من التجربة المغربية يكرس دلالة قوة الاستخبارات المغربية، و يعكس كذلك جدية الفاعل السياسي الليبي للخروج بليبيا من حالة اللااستقرار الأمني والسياسي، وكذا جدية العلاقة التفاعلية )التأثير و التأثر(على المستوى الأمني بين الرباط وطرابلس، لأن أمن المغرب من أمن ليبيا، و العكس صحيح، يؤكد الدكتور عبد الواحد أولاد مولود.

وخلص  المتحدث ذاته الى  أن ” طلب ليبيا الاستفادة من التجربة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية المغربية، يكرس مكانة المغرب كفاعل إقليمي موثوق به، يحظى بثقة ليبيا بالنظر الى الدور الذي قام به في أزمتها دون مزايدات، وهو ما سيتمخض عنه مستقبلا، على حد قول الباحث الجامعي، “أوجه أخرى للتعاون الثنائي على عدة مستويات، في أفق تجاوز مرحلة الجفاء التي طبعت علاقات طرابلس والرباط في عقود ماضية”.

زر الذهاب إلى الأعلى