أخبار الدارسلايدر

خبير: لهذه الأسباب اختارت الأمم المتحدة المغرب لاحتضان مقر مكتبها لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا

الدار- خاص

تم اول أمس الخميس بالرباط، افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، وهو الأول من نوعه في القارة الإفريقية.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية متخصص في الشأن الأمني لشمال إفريقيا، أن اختيار المغرب لاحتضان مقر هذا المكتب المهم، عربون ثقة الكبيرة التي يحظى بها المغرب على المستوى العالمي في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، كما يعكس ذلك ريادة المغرب على مستوى الاستخبارات الأمنية وتعزيز الموارد البشرية”.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية في حديث لموقع “الدار”، أن ” افتتاح المكتب جاء نتيجة لمجموعة من المراحل اختبرت فيها التجربة المغربية على مستوى مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، وخير دليل على ذلك هو أن المملكة قطعت أشواطا مهمة، فأصبحت تعد مدرسة رئيسية على المستوى الدولي مشهود لها بالكفاءة والريادة”.

وأضاف الدكتور عبد الواحد أولاد مولود، أن ” المقاربة المغربية في محاربة التطرف العنيف والإرهاب ترتكز على ثلاث مقاربة أساسية متكاملة فيها بينها أفرزت لنا اليوم ما يسمى بـ”التجربة المغربية في مكافحة الإرهاب والتطرف ؛ مقاربة سوسيو اقتصادية، تروم محاربة الفقر والهشاشة، مقاربة أمنية استباقية تعتمد على المعلومة الاستخباراتية في إطار حكامة أمنية، واحترام حقوق الانسان، و مقاربة دينية ارتكزت على إعادة هيكلة الحقل الديني، وتعزيز المعرفة الدينية الآمنة الخالية من الألغام.

وأشار المتحدث ذاته الى أن ” احتضان المغرب لهذا المكتب الأممي يؤكد فعالية ونجاعة التجربة المغربية في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، وارتكازها على أبعاد مختلفة في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية، اعترافا من الأمم المتحدة بالمدرسة المغربية، وضرورة تقاسمها مع باقي البلدان الافريقية، لكي يستفيد منها كل من له رغبة في محاربة التطرف والإرهاب”.

يشار الى أن المكتب الجديد سيعمل على تطوير وتنفيذ البرامج المعتمدة ،التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها والتحقيقات والمتابعات وإدارة السجون وفك الارتباط وإعادة التأهيل والإدماج.

وسيعتمد هذا المكتب الإقليمي الجديد، على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الإفريقية، وفق مقاربة تضامنية وتشاركية تعكس روح المسؤولية الجماعية.

كما يتيح هذا المشروع ترسيخ الالتزام المستمر وقيم التشارك التي يتبناها المغرب، والمكانة المتميزة للقضايا الإفريقية في المبادرات الدبلوماسية للمملكة، وفقا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

يذكر أن المغرب والأمم المتحدة وقعا، في أكتوبر 2020، اتفاقية مقر لإنشاء مكتب برنامج الأمم المتحدة هذا في المغرب. وتم توقيع هذه الاتفاقية، التي تعكس الإرادة المشتركة لتضافر الجهود من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بالتهديد الإرهابي المتزايد في إفريقيا في السنوات الأخيرة، من قبل السيدين بوريطة وفورونكوف.

وقد تم إنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في يونيو 2017، لتعزيز وتبسيط جهود مؤسسات منظمة الأمم المتحدة في إطار مهامها لمساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، والتي تعد أحد أكثر إصلاحات الأمم المتحدة طموحا في السنوات الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى