أخبار الدارسلايدر

النظام العسكري الجزائري يناور عبر “بروباغندا” ترسيم الحدود مع عصابات “البوليساريو”

الدار- خاص

في خطوة تعكس الدعم الذي يوفره النظام العسكري الجزائري لميليشيات جبهة “البوليساريو”، كشفت مجلة “الجيش” الجزائرية، في عددها الأخير، أن بلادها ستبدأ في ترسيم حدود مع مايسمى (جمهورية البوليساريو)، مابين المنطقة العسكرية لتندوف مع الصحراء المغربية (قطاع المحبس) على طول 50 كلم بالتنسيق مع الكيان الوهمي.

ترسيم الحدود مع كيان وهمي، يحترف النهب، و السرقة، وقطع الطرقات لن يكون له بطبيعة الحال أي أثر قانوني، لأن الأمم المتحدة لا تعترف بـ”البوليساريو”، وبالتبع فان أي اجراء من هذا القبيل يسعى اليه النظام العسكري الجزائري سيكون مآله الفشل الذريع، ولن يكون له أي أثر قانوني.

كما أنه من المعروف في أبجديات القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، أن ترسيم الحدود يتم بين دول ذات سيادة، ومعترف بها دوليا، في حين أننا في هذه المساعي الجزائرية المقيتة أمام تصرفات طائشة تفقد النظام العسكري الجزائري ما تبقى له من “شرعيته” ان وجدت أصلا.

وعمد جنرالات قصر “المرادية” بشكل فج ومقيت الى ترويج مغالطات، و تزوير التاريخ، عبر مجلة “ميكي” التابعة لميليشيات شنقريحة، من خلال مقال بعنوان، “حملات عقيمة ونتائجها مفضوحة”، جاء فيه ” من خان البطل النوميدي يوغرطة سنة 104 قبل الميلاد، من انقلب على الأمير عبد القادر في ديسمبر سنة 1847 وتحالف مع العدو الفرنسي لحصاره، ومن خان الزعماء الخمسة ووشى بهم إلى فرنسا شهر أكتوبر 1956،ومن هاجم بلادنا في أكتوبر 1963 وجراحها لا تزال تنزف لاحتلال مدينتي تندوف وبشار وضمهما لمملكته”.

وواصلت المجلة “اسهالها” الإعلامي، مشيرة الى أن ” “بلادنا طالما كانت مستهدفة وعرضة للمؤامرات الدنيئة لزعزعة استقرارها وتهديد أمنها، جراء مواقفها الثابتة وقراراتها السيدة الرافضة لكل الإملاءات”.

ومن خلال هذا المقال يتضح أن النظام العسكري هم الآمر والناهي في الجزائر، بعيدا عن أسطوانة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، المشروخة، وبأن العداء تجاه المغرب ووحدته الترابية من صميم عقيدة وايديولوجية هذا النظام، الجاثم على قلوب الشعب الجزائري منذ عقود.

هجومات النظام العسكري الجزائري على المملكة المغربية، ليست جديدة في واقع الأمر، بل جاءت لتؤكد اقتيات عقيدة الجيش الجزائري على كره النظام المغربي؛ ووحدته الترابية، حيث ظل الجنرال السعيد شنقريحة، يلوك أسطوانة أن ” الصحراء هي أخر مستعمرة في إفريقيا يطمح شعبها إلى تقرير مصيره بكل حرية”.

ادعاء الجزائر ترسيم الحدود مع جبهة “البوليساريو” لا يعدو أن يكون اذن، دعاية إعلامية عسكرية، التي تظل جزءا لا يتجزأ من عقيدة الجيش الجزائري، و القائمة على كره النظام المغربي؛ ذلك أن ” خصلتي العداء والكراهية متجذرتين داخل جيش قصر المرادية منذ عقود، لأنه يتحكم في مختلف تمفصلات الحياة، عبر بوابة الأحزاب السياسية ورئيس البلاد عبد المجيد تبون، العاجز عن إدارة شؤونها.

ويسعى النظام العسكري الجزائري من خلال هذه الخرجات الإعلامية المقيتة، الى تصدير أزماته الداخلية، ومطالب الشعب الجزائري بالديمقراطية، وإرساء دولة مدنية ديمقراطية، قوامها المؤسسات المنتخبة، و ربط المسؤولية بالمحاسبة، والقضاء المستقل، يكون فيها لإرادة الشعب الكلمة الفيصل في إدارة وتدبير شؤونه بعيدا عن حكم جنرالات قصر “المرادية”، الذين أدخلوا البلد في نفق مسدود، وبثوا اليأس في نفوس الجزائريين على مدى عقود.

زر الذهاب إلى الأعلى