أخبار الدارسلايدر

موقف المغرب “حازم” رغم مبادرات اسبانيا.. والرباط لا تفكر حاليا في عودة سفيرة المغرب إلى مدريد

الدار- ترجمات

لا يفكر المغرب حاليا في عودة سفيرته في إسبانيا، كريمة بنيعيش، إلى مدريد، التي استدعيت إلى إجراء مشاورات في الرباط منتصف شهر ماي الماضي، بحسب ما أوردته صحيفة “لاراثون”، نقلا عن مصادر دبلوماسية مغربية.

قبل ذلك، لا بد من مناقشة عدة قضايا وتقديم توضيحات حول المشكلة التي تسببت في الأزمة الدبلوماسية الحالية بين المغرب واسبانيا، وهي استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، في قضية يجري فيها القضاء الإسباني حاليا تحقيقات موسعة.

هذه القضية، هي التي كلفت وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، منصبها الوزاري ضمن تشكيلة بيدرو سانشيز، وهو ما اعتبره المغرب هجوم مباشر من قبل بلد يعتبر نفسه صديقًا.

وأشارت مصادر دبلوماسية مغربية في حديثها للصحيفة الاسبانية، إلى أن القمة الثنائية بين المغرب واسبانيا، المؤجلة لمرات عدة، لم يتم تحديد تاريخ محدد لها حتى الآن، كم استشهدت ذات المصادر، باتفاق الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الأوروبي، والذي يطال 92 سفينة إسبانية تصطاد في المياه المغربية. تنتهي الاتفاقية في العام المقبل، لكن سيبدأ التفاوض بشأنها في أواخر غشت، أو مستهل شتنبر المقبلين.

إنه، بلا شك، أحد المواضيع، التي ستطرحها الرباط على الطاولة في إطار عملية “تطبيع” العلاقات الدبلوماسية، والتي، بحسب المصادر ذاتها، “تقطع شوطا طويلا”.

لقي تعيين وزير الخارجية الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، الذي كان سفيرا في باريس، ترحيبا في العاصمة الرباط، كما استحسن المغرب، كذلك التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، مما يعني بأن عودة الدفء الى العلاقات المغربية-الاسبانية أضحى أمرا ضروريا في الوقت الراهن، غير أن هناك قضايا أخرى ينبغي مناقشتها، ربما في محادثات سرية، ومنها قضية الصيد البحري.

تعتبر كريمة بنيعيش، دبلوماسية مرموقة تحظى بثقة كبيرة من الملك محمد السادس، غادرت إسبانيا بعد أن استدعتها الوزيرة لايا لإجراء مشاورات عاجلة. وقالت بنيعيش في إشارة إلى استقبال غالي، إن هناك ” أعمالا لها عواقب “ولا بد من افتراضها”، مضيفة أن ” العلاقات بين دول الجوار والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس “الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها”.

لذلك يبقى موقف المغرب حازمًا على الرغم من مبادرات إسبانيا )اقالة لايا وتعيين وزير خارجية جديد(، وطرح اتفاق الصيد البحري على الطاولة، موضوع ذات أهمية حيوية.

كانت هناك تكهنات حول إمكانية قيام فرنسا بالوساطة بين إسبانيا والمغرب، في وقت نفت فيه مصادر فرنسية قيام وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة بزيارة الى فرنسا لهذا الغرض.

واجمالا، تتفق مصادر مختلفة على الإزعاج الذي تسببت فيه مدريد للمغرب، بعد استقبال ابراهيم غالي في إسبانيا، وهو ما قاد الى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى