أخبار الدارسلايدر

أحمد نور الدين: الجزائر تقود المنطقة نحو الدمار الشامل وخطاب جلالة الملك خطاب رشد وتعقل

الدار- المحجوب داسع

قال الدكتور أحمد نور الدين، المحلل السياسي المتخصص في قضية الصحراء المغربية، ان ” ذاكرة الخطب الملكية التي ألقاها جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد، بداء على الأقل من سنة 2011، مرورا بذكرى ثورة الملك والشعب لـ 2016، والمسيرة الخضراء لـ 2018، وذكرى عيد العرش لـ 2019، و ذكرى عيد العرش لسنة 2021، فضلا عن عدد من الخطب الملكية منذ توليه العرش سنة 1999، كانت حاملة في الغالب لرسائل موجهة الى الجارة الجزائر”.

وأشار الدكتور أحمد نور الدين، مقدما في حديث لموقع “الدار”، قراءة لخطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش، الى أن ” الخطب الملكية منذ سنة 2011، تجسد الثقل الحضاري، والتاريخي، والأخلاقي و المعنوي، الذي يمثله العرش المغربي، الذي يجر وراءه 12 قرنا من الدولة المركزية، التي امتدت في أحيان كثيرة الى كل دول الاتحاد المغاربي”، لذلك يؤكد الدكتور أحمد نور الدين، ” فالمغرب ينظر بعين الحكمة والرزانة، والأواصر المشتركة في علاقاته مع الجارة الجزائر، لأنه كما يقال “في التاريخ وفي السياسية لا يجب أبدا أن نسب التاريخ، كما لا يجب أن نسب المستقبل خاصة عندما يتعلق الأمر بالجوار المباشر، الذي نتقاسم معه كل شيء”.

وأضاف المحلل السياسي أن ” ما نتقاسمه مع الشعب الجزائري عبر عنه جلالة الملك بصريح العبارة بمصطلح نحته، سيغني به قاموس العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية، حينما وصف المغرب والجزائر بـ”التوأم”، لأن التوأم تحمل كل معاني التقاسم في كل شيء، المشاعر، التاريخ، لحظة الميلاد، المستقبل، الآلام، والأحلام والمشاعر، والمعطيات المادية واللامادية”.

وأوضح الدكتور أحمد نور الدين أن المؤسسة الملكية على دأبها التاريخي، و الحضاري تنظر دوما الى هذه القواسم المشترك التي لا يمكن أن تؤثر فيها بأي شكل من الأشكال فترة عابرة من حيث وجهة التاريخ، لأن الدولة الجزائرية الحديثة عمرها 60 سنة، وحتى كدولة بالمفهوم المعاصر للدولة لم تكن معروفة قبل 60 سنة”.

واعتبر ذات المتحدث أن ” المؤسسة الملكية ليست فقط ضامنة لوحدة، وأمن واستقرار المغرب، بل أيضا حاضنة أيضا للجوار المباشر، وخاصة منه المغاربي، لأن هذا هو الامتداد والعمق الطبيعي للمغرب”، مؤكدا أنه ” باستحضار كل هذه العوامل، لا يمكن للمؤسسة الملكية التي تحمل على عاتقها وحدة المنطقة المغاربية كلها، بهذا الإرث التاريخي، بما هي العائلة العلوية التي تمتد الى 4 قرون، أو اذا استحضرنا المؤسسة الملكية للمغرب منذ 12 قرن فالدولة المركزية في المغرب لم تتغير، ولم يتم نقض عراها مثلما وقع في باقي الدول التي تعرضت اما للحكم العثماني، أو الاستعمار الاسباني او الإيطالي او الفرنسي، وبالتالي فالمؤسسة الملكية هي وفية لهذا التاريخ، ووحدة هذه الشعوب الوجدانية”، يضيف الدكتور أحمد نور الدين”.

وتابع المحلل السياسي أن ” الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد فيه شق وجداني مشاعري عندما تحدث جلالة الملك عن مشاعر الأخوة ، والنسب والعلاقات والعائلات واللغة التي تجمع هذه المنطقة المغاربية، وشقا عقلانيا يتحدث عن التحديات والاكراهيات والتهديديات التي تهدد المنطقة، وبالتالي عندما يلتقي العامل الوجداني المشاعري العاطفي القراباتي اللغوي اللهجاتي، والاثني مع العوامل العقلانية التي تفرض التكتل وهي التحديات التي تواجهها المنطقة سواء تحديات الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها، تحديات التكتلات المحيطة بالمنطقة والتحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة خصوصا المغرب والجزائر”.

وأبرز الدكتور أحمد نور الدين أن ” المؤسسة الملكية في شخص جلالة الملك لا يمكنه أن يقفز على هذه التحديات لأنها تنسجم مع رؤيته للبناء، حيث ينظر جلالة الملك الى بناء النموذج التنموي للمغرب، وهذا النموذج لا يمكن أن يكون بمعزل عن المحيط الجوار المباشر سواء مع موريتانيا، الجزائر، تونس وليبيا، أو مع الجوار الشمالي، وان كان تفرقنا معه عوامل مثل الدين واللغة والانتماء الحضاري، الا أن هذا النموذج التنموي لا بمكن أن يكون خارج هذا الجوار الذي نحن نعيش فيه”.

واستطرد الخبير في قضية الصحراء أن ” الخطاب الملكي جاء حبلى برسائل مكثفة جدا، لأن المغرب هو رسالة طمأنة وسلام واخوة ومحبة الى الدولة الجزائرية، وليس الى الشعب، وهو يلتقي مع الرسائل السابقة خصوصا خطاب 2018 الذي دعا فيه جلالة الملك الجزائر الى إرساء آلية مشتركة للحوار لتجاوز كل الخلافات دون طابوهات دون خطوط حمراء، و دون أرضية، وسقف”، مشيرا الى أن ” جلالة الملك يعطي رسالة سلام، وأمن وآمان على أن المغرب لم يكن تاريخيا الا سندا، وعونا للمغرب”.

وأضاف الدكتور أحمد نور الدين أن ” السب والشتم أصبحا عملة رائجة للإذاعات “الخاصة”، والعمومية الجزائرية تجاه المغرب، مبرزا أن ” الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون خرج عن واجب التحفظ، حيث أصبح يسب المغرب ويتعرض بالسوء الى مؤسسات المغرب، في حين لم يكن يصدر عن المغرب أي أذى أو شر تجاه الجزائر على مر التاريخ”.

وأبرز المتحدث ذاته أن ” المغرب امتنع دوما عن صب الزيت على النار، وعن أي يكون سببا في اشعال الفتنة في الجزائر”، مضيفا أن ” المغرب كان في أسوأ الأحوال يلتزم الحياد، وفي أفضل الأحيان يقدم الدعم كما قدمه للثورة الجزائرية”، مشيرا الى أن ” المغرب ظل وفيا لمبادئه، ولم يغيرها والمغرب حينما قال سفيره في الأمم المتحدة عمر هلال بان شعب القبائل هو الأجدر بتقرير المصير كان يرد على وزير خارجية الجزائر رمضان لعمامرة، لذلك كان السفير عمر هلال، يمارس حق الرد القانوني الذي تقر به كل الشرائع المساوية والقوانين الدولية”، حيث أن السفير قال بأن المغرب بإمكانه دعم القبائل من أجل تقرير المصير، ولم يدعم هذا الشعب”.

ودعا الخبير السياسي، النظام العسكري الجزائري الى الرشد، والحكمة والرزانة، والتعقل، واستيعاب كل الحقائق الواردة في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد، وهي حقائق التاريخ والمشترك والتحديات، حتى لا يحصل الانفجار العظيم، الذي تتحدث عنه تقارير الدول الاوربية والأمريكية والغربية، التي كلها اذا قمنا باستقرائها في السنين الخمس او العشر الأخيرة، تحدثت عن تهديدات حقيقية لانفجار الوضع انفجارا عظيما في الجزائر سيؤدي الى تشظي هذا البلد، ودخوله في نفق أسود”.

ولافت الدكتور أحمد نور الدين، الانتباه الى أن الخطاب الملكي تحدث عن عدو مباشر تواجه المنطقة المغاربية، وهو الإرهاب، والاتجار في المخدرات، والهجرة، وتهديدات أخرى غير مباشرة لمح لها جلالة الملك، وهي القوى التي تتربص بالدول العربية، التي أصبحت تتساقط كأوراق الخريف”.

وأكد ذات المتحدث أن ” النظام العسكري الجزائري ينفق مئات مليارات الدولارات في السبق نحو التسلح، حيث تعتبر الجزائر خامس دولة في العالم تستورد الأسلحة، و تستورد ما تستوره افريقيا كلها”، في وقت تواجه فيه البلاد أزمات اجتماعية واقتصادية، لو صرفت فيه مليار دولار واحد في الأكسجين، ومكافحة الأوبئة، وعلى رأسها وباء “كوفييد19″، لأصبحت البلاد كلها تتنفس الأكسجين”.

وأوضح الدكتور أحمد نور الدين أن ” الجزائر دخلت سباق التسلح منذ أزيد من 10 سنوات، حيث يصل انفاقها السنوي المتوسط على الجيش والتسلج، الى ما بين 10 و 13 مليار دولار، وإذا سيرناهم في هذا التوجه فنحن نسير نحو المواجهة العسكرية، يؤكد المحلل السياسي.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي، والخبير في قضية الصحراء المغربية ان ” جلالة الملك يمثل امتدادا لعائلته التي حكمت المغرب منذ أربعة قرون، ولا يمكنه أن يعطي هدية لأعدائه الاستراتيجيين”، مبرزا أن ” جلالة الملك أعطى إشارات واضحة، و المرموز للدولة والحاكمين في الجزائر على أنكم تقودنا بلدكم نحو الاستعمار الجديد، والدمار الشامل”، مبرزا أنه ” و بصفته وريث عرش، ومملكة عمرها 12 قرنا، لا يمكن لجلالة الملك أن يقدم مساعدة لمن يريد تدمير المنطقة، بل يدعو الى بناء مستقبل قوي، واقتصاد قوي، ومستقبل مزدهر”.

زر الذهاب إلى الأعلى