أخبار الدارسلايدر

لماذا يتجاهل الدراجي حرائق تيزي وزو ويحاول إشعالها في الحدود الغربية؟

الدار/ افتتاحية

لا يمكن البتة فهم تصريحات بعض النشطاء والإعلاميين والمؤثرين الجزائريين ضد المغرب خارج سياق المحاولة اليائسة للتستر والتعتيم على حالة الفشل الواسع الذي تعيش على إيقاعه البلاد. تدوينة حفيظ الدراجي أحد أزلام العسكر الجزائري في قطر، لا تخرج عن هذا السياق. إنها مجرد محاولة مفضوحة للتغطية والتمويه على المشكلة الحقيقية التي كان أجدى به أن يهتم بها ألا وهي حالة العجز المطلق لدولة نفطية وغازية كالجزائر أمام حرائق الغابات التي اجتاحت بعض أقاليمها. وبدلا من أن يكرس الدراجي انتقاداته لهذا الفشل الذريع وهذه الفضيحة المخزية يمارس سياسة قديمة جديدة للعصابة الجزائرية ألا وهي تصدير الأزمة.

لذلك فإن الرد على تدوينة الدراجي ومضمونها الهزيل، لا يستحق سوى إرجاع الرجل إلى رشده بتذكيره بأن هناك أكثر من 70 مواطن جزائري عسكري ومدني قضوا في الحرائق لا بسبب النيران نفسها، وإنما بسبب فشل دولة عسكرية تدعي أنها قوة إقليمية مهابة، في تطويق النيران بالوسائل المعروفة التي تمتلكها العديد من بلدان العالم كالطائرات المتخصصة في إطفاء الحرائق. لقد كان أولى بالدراجي أن يسائل شنقريحة عن صفقات التسلح الهائلة التي اقتنت من خلالها الجزائر عشرات الطائرات الروسية المقاتلة المتطورة، بينما لم تفكر في اقتناء طائرة واحدة من نوع “كنادير” القادرة على التصدي لمثل هذه الكوارث في ساعات قليلة.

وبدلا من أن يطرح هذا السؤال المنطقي عن سر الفشل في إطفاء الحرائق، يحاول الدراجي بتدوينته الأخيرة إشعال حرائق من نوع آخر. حرائق موازية لا تزال مشتعلة في رؤوس بعض ورثة جزائر السبعينيات، التي أنتجت الكثير من الشعارات والعناوين والكلام الرنان، لكنها خلّفت دولة فاشلة تعجز تماما عن إنتاج غذائها ومائها ودوائها، لكنها مصرة في عنترية هزلية على الادعاءات السياسية والإيديولوجية الفارغة، وتمويل كل مشاريع الانفصال والانشقاق في المنطقة، سعيا وراء زعامة لا تمتلك مقوماتها ولا مرتكزاتها التاريخية والإنسانية أولا وقبل كل شيء.

لا يكفي يا حفيظ أن تدعو لبلادك بالحفظ والسلامة، وهذا طبعا من حقك، فموقعك كإعلامي ومدون يجب أن يكون أكبر من البحث عن سجالات فارغة، تدرك أنت قبل أي أحد آخر، أنها تنتمي إلى عهود بائدة ولم يعد لها أي مبرر واقعي في سياق عالم متغير قد يتمخض قريبا عن نظام عالمي جديد. الحدس الإعلامي يفترض أن يدفعك وغيرك من المدونين الجزائريين الحقودين إلى استشعار حساسية اللحظة التاريخية التي تعيشها المنطقة. إذا لم تفهم أن بلادك تتجه نحو تحول قريب وشيك، وأن ما يحدث من أزمات متتالية هو مجرد تراكم لعوامل الانفجار، فأنت لا يمكن أن تعتبر نفسك أبدا إعلاميا، أو على الأقل عليك أن تحصر نفسك ومواقفك وآراءك في متابعة كرة القدم على الأرضية الخضراء بتعليقاتك المعهودة.

وإذا كنت قد تابعت وحللت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بمناسبة زيارته الأخيرة للمغرب، فلماذا تجاهلت الدعوة الملكية التي صدرت في نهاية يوليوز الماضي من أجل تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر وتجاوز مشكلات الماضي؟ كان أولى بك مثلما حرصت على تدوينة تشعل المزيد من الحرائق، أن تدون تلك التي تحاول من خلالها إطفاء هذه الحرائق ودفع عملية التطبيع والمصالحة بين بلدين جارين. لكن من الواضح أن هذه الموضوعية لا يمكن أن تواكب تدويناتك وتعليقاتك بالنظر إلى ارتباطك القوي بنظام الجنرالات باعتبارك واحدا من أزلام العصابة الإعلامية في الجزائر. صحيح أنك انتقلت إلى قطر، لكن كما يقول أشقاءنا المصريون “يموت الزمار وأصابعه تلعب”.

زر الذهاب إلى الأعلى