أخبار الدارسلايدر

بروباغندا النظام العسكري الجزائري ضد المغرب ومأزق الإفلاس الاجتماعي

الدار- خاص

كشف البيان الأخير الصادر عن الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى للأمن بالجزائر، أن “هناك محاولات من النظام العسكري الجزائري، للخروج من مآزق الداخل بالاستعانة بورقة العدو الخارجي (المغرب)”، كما أن ” المثير في البيان الصادر عن هذا الاجتماع أنه حاول أن يبني قرار إعادة النظر في العلاقات مع المغرب، على حيثيات لم يتم تأكيدها في السابق، فالبيان يتحدث عن تواصل “أعمال عدائية من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني”.

بيان المجلس الأعلى للأمن تضمن معطى جديدا غير تقليدي، فلأول مرة بعد سنوات من التوتر الدبلوماسي يصل التصعيد لدرجة الدعوة لإعادة النظر في العلاقات المغربية (قطع العلاقات الدبلوماسية) وثمة قرار أمني وعسكري لاستئصال جذري للحركة الانفصالية في القبايل (قرار بإلقاء القبض على كل المنتمين للحركتين) وثمة حديث عن تكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية.

قراءة بسيطة لهذه القرارات الثلاثة، تفيد أن الجزائر تهيئ مزاج الشعب الجزائري لحالة حرب مع المغرب، وحرب مع «حلفائه» في الداخل، بما يعنيه ذلك، نسيان كل المشاكل الداخلية، والتفرغ لمشكل واحد، أو من شر واحد آت من الغرب، اسمه المغرب، الذي يهدد حسب تصريحات وبلاغات السلطات الجزائرية أمن واستقرار الجزائر، دون التوفر على دليل واضح، مما يؤكد بأن النظام العسكري الجزائري دخل مرحلة التيه والخرف.

بيان المجلس الأعلى للأمن ينضاف الى اتهامات وزارة الخارجية الجزائرية، التي اتهمت المغرب بأنه «يقوم هو وحليفه الشرق الأوسطي الجديد إسرائيل بمغامرة خطرة موجهة ضد الجزائر وقيمها» دون أن تكشف للرأي العام الجزائري والمغربي أيضا عن حيثيات هذه المغامرة، ولا أي معطيات تخص التهديد الجدي الذي يمثله المغرب بالنسبة إلى الجزائر.

والملاحظ في خطوات النظام العسكري الجزائري، الأخيرة، هو أن وسائل الإعلام الجزائرية، لاسيما المقربة من دوائر السلطة، تعيد إنتاج الخطاب ذاته، وتحاول تعميمه وتكثيفه حتى بدون تقديم أي حجج يمكن أن ترفع من وعي المواطن الجزائري وتبصره بالأزمات الجديدة التي تواجه البلاد.

ويدفع النظام العسكري الجزائري في اتجاه تهيء الشعب للاعتقاد بوجود عدو أجنبي اسمه المغرب، وخلق حالة حرب في المخيال الاجتماعي للشعب الجزائري، وأن الخطر القادم من حدوده، يفترض السكوت مطلقا عن أي انتقاد للسلطات الجزائرية، وتدبيرها للسياسات العمومية، حتى ولو حصلت كوارث صحية وطبيعية وتدبيرية، أظهرت الفشل التام لأجهزة السلطة في التعاطي معها، كما حصل مع الأزمات الأخيرة.

وتكالبت على الجزائر في الآونة الأخيرة أزمات اجتماعية مختلفة، انطلقت من التدبير السيئ لجائحة كورونا وأزمة الأوكسيجين، مع الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية المؤلمة (مؤخرا أزمة الحليب) مع استمرار الحراك الشعبي، الى جانب الانتكاسات المتتالية للجزائر في ملف دعمها لجبهة البوليساريو، والتقدم الذي حققه المغرب على أكثر من مستوى اقتصادي وسياسي ودبلوماسي وحتى عسكري، بل وفي قضيته الوطنية أيضا، وكلها معطيات دفعت الشعب الجزائري الى عدم الثقة في الأسطوانة المشروخة التي يروجها النظام العسكري الجزائري، التي مفادها أن “المغرب عدو خارجي”، و ان مصدر مشاكل الجزائر آتية من المملكة”.

زر الذهاب إلى الأعلى