أخبار الدارسلايدر

افتتاحية الدار: هل حان وقت الاعتراف بجمهورية القبائل لمواجهة غباء عسكر الجزائر؟

الدار/ افتتاحية

ماذا ننتظر من نظام يصر على اتهام جاره بالتورط في حرائق الغابات في الوقت الذي اندلعت فيه في كل أنحاء العالم تقريبا؟ في شهر غشت المنصرم طالت حرائق الغابات بلدانا عديدة في المنطقة المتوسطية وخارجها. احترقت آلاف الهكتارات في تركيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا. كما اندلعت الحرائق في البرازيل وفي بلدان عديدة في أمريكا اللاتينية. ولم نسمع حكومة أو نظاما واحدا يوجه الاتهام لجيرانه بإشعال الحرائق، التي من المعروف أن أسبابها الرئيسية ترجع إلى الارتفاع القياسي في درجات الحرارة في عز الصيف.

في عددها لشهر شتنبر تضمنت مجلة الجيش الجزائري تأكيدا غبيا على الأسطوانة المشروخة للنظام الجزائري الذي اتهم بعض الحركات الجزائرية كرشاد وحركة المطالبة بتقرير المصير في منطقة القبائل والمغرب بالتورط في إشعال حرائق الغابات. لم يقدم عسكر الجزائر أي أدلة أو حيثيات أو براهين تثبت هذا الاتهام. مجرد افتراءات وترهات تنبئ عن غباء سياسي بالغ يجب أن يعالج على وجه السرعة. نعم إنه الغباء السياسي الذي يزيد من احتقار وامتهان المعارضة الجزائرية والحراك الشعبي لهذا النظام المتورط في تدمير مستقبل الجزائريين واستغلال مقدراتهم في معارك وهمية لا دخل للشعب المسحوق بها.

بدلا من المصارحة والاستجابة لتطلعات الحراك الشعبي والانكباب على حلحلة الأزمات اللامتناهية في الماء والتموين والدواء والأكسجين وغيرها، يفضل عسكر الجزائر أن يبذروا أموال الشعب على دعاية إعلامية مبتذلة ومتجاوزة، وينفقوا دنانير الجزائريين على مجلات البروباغندا البائدة. مثلما فعلوا قبل أيام قليلة عندما أصروا على عقد مؤتمر الجوار الليبي واستدعوا كل دول المنطقة بما فيها تلك التي ليس لها أي حدود برية مع ليبيا ثم أصروا على استثناء المغرب. طبعا المغرب ليس في حاجة إلى حضور مؤتمر عن ليبيا في الجزائر، فقد جاء الرد سريعا بعد أن وصل رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح اليوم إلى الرباط لمواصلة المشاورات بشأن خطة السلام وجهود تثبيت الاستقرار لدى الجيران الليبيين.

كم تنفق الجزائر على الدعاية الإعلامية الموجهة ضد المغرب وضد وحدته الترابية؟ هذا سؤال جوهري يجب أن يمتلك العسكر الشجاعة الكافية للإجابة عليه وتقديم الحساب الشفاف للشعب الجزائري. كم أنفقت الجزائر مثلا على افتعال النزاع في الصحراء المغربية واستدامته على مدى عقود؟ أسلحة وتمويل لوبيات دولية وإيواء للانفصاليين وإنفاق على قادتهم وزعاماتهم. هل يعلم الشعب الجزائري الذي يقضي عشرات من أبنائه كل صيف غرقى في البحر المتوسط في الطريق إلى أوربا أن انفصاليي تندوف يمتلكون إقامات فاخرة ومشاريع مربحة وحسابات بنكية في سويسرا وأوربا بفضل أموال الغاز والبترول الجزائري؟

ومع هذا الإصرار على اختلاق النزاع مع المغرب والدفع به إلى أبعد مدى وتعبئة كل أسباب العداء بل والحرب، لم يعد هناك مجال للمجاملة واللباقة مع هذا النظام. منطق العين بالعين والسن بالسن، هو الذي يجب أن يحكم العلاقة مع الجزائر، وما عبر عنه عمر هلال في الأمم المتحدة حول حق الشعب القبائلي في تقرير مصيره، حقيقة ساطعة لا ينبغي التراجع عنها أو توظيفها ظرفيا ومرحليا. يجب أن يجد الأشقاء القبائليون في أرض المغرب المأوى والدعم ولم لا التمويل والغطاء السياسي والدبلوماسي، مثلما وجد انفصاليو البوليساريو كل ذلك وأكثر في الجزائر، علما أن القضية الأمازيغية القبائلية تمتلك كل أسس الشرعية التاريخية والثقافية التي تجعل منها قضية إنسانية يجب على أحرار العالم أن يؤيدوها ويناصروها.

لذلك ننتظر من وزارة الشؤون الخارجية أن تنتقل إلى مستوى أعمق وأعلى في مسألة دعم القضية القبائلية بدء باحتضان ممثلين عن حركة “الماك” في المغرب وصولا في المستقبل القريب إلى افتتاح سفارة رسمية للشعب القبائلي. نظام العسكر لا يفهم إلا هذه اللغة، وهي ما يجب أن تتكلمه الدبلوماسية المغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى