أخبار الدارسلايدر

افتتاحية الدار: مغرب الأوراش الكبرى أبلغ جواب على المتآمرين

الدار/ افتتاحية

الأمن الطاقي، صناعة السيارات، الاقتصاد الأطلسي، مدن المهن والكفاءات…هذه فقط بعض عناوين الأوراش المفتوحة في مختلف أنحاء المغرب من أجل تطوير البنية الاقتصادية والتحتية والاجتماعية للمغرب وتكريس صعوده كقوة ناشئة في القارة الإفريقية والعالم. بعيدا عن كل المهاترات والتهافت التافه الذي تحاول بعض القوى الإقليمية الدخول فيه، من أجل انتزاع قدر من الاعتراف والثقة بالنفس، يسير المغرب بخطى ثابتة تحت قيادة ملكه وبفضل تماسك جبهته الداخلية، بثقة نحو تطوير قدراته ليصبح بلدا فاعلا في المنطقة ودولة مؤثرة لها كلمتها التي ينبغي أن تسمع وتُهاب.

ليس ما يحدث عبثا أو اعتباطا، إنه نتيجة لاستراتيجية نهجها الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه، عندما قرر الانطلاق بتصفية تركة الماضي ثم الانفتاح على الواقع والانكباب لاحقا على أوراش المستقبل. اختيار بريطانيا مؤخرا المغرب كبلد شريك في مجال حساس كالطاقة، من أجل الاستثمار في مشروع أطول كابل كهربائي في العالم ليس مغامرة ولا مجاملة، كما أن الانفتاح الأمريكي غير المسبوق على المغرب بتمويل مشاريع وأوراش كثيرة في البلاد ليس مجرد مناورة دبلوماسية عابرة، ما تحاول إسبانيا حاليا القيام به على مستوى تصفية الخلافات مع المغرب والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات لا يمكن البتة اعتباره مجرد مزايدات إعلامية.

لقد ثبّت المغرب أسس دولة قوية ومتماسكة ومؤثرة، لها كلمتها التي يجب أن تُسمع. يكفي أن نطّلع اليوم على مدى انتشار المغرب بمقاولاته ودبلوماسييه وقواه الناعمة في مختلف الدول الإفريقية خصوصا في غرب القارة السمراء. يكفي أن نتذكر أن الانفتاح الأخير للمغرب على إسرائيل وتطبيع العلاقات بين البلدين مثّل ضربة معلم على مستوى استغلال الإمكانات الهائلة للجالية اليهودية المغربية المنتشرة عبر مختلف أرجاء العالم. ما يقوم به الطلبة المغاربة في فرنسا وأوربا وكندا من إنجازات واختراقات علمية وتقنية هائلة، لا يمكن إلا أن يعود بالمنفعة على البلاد. الثقة التي عبرت عنها الصين في المغرب من أجل شراكة لإنتاج اللقاحات الموجهة للقارة الإفريقية والدول العربية لا يمكن أن تتم إلا مع بلد واثق ومتمكن من أدواته وإمكاناته. هذه أمثلة قليلة من وقائع كثيرة.

لذلك نريد أن نؤكد أن ما يشغل البعض من حولنا من أخبار ومناورات ومحاولات تافهة لتصدر الواجهة والزعامة، لا يهمنا في شيء. لقد ترك المغرب لكل من يهتمون بالشعارات كل الواجهات وانهمك في بناء مشروعه النهضوي الوطني الخاص، في هدوء وبثورة ساكنة لا يكاد يُسمع لها صوت، لكن آثارها تظهر شيئا فشيئا في المجتمع وفي الاقتصاد. هذه الثورة الهادئة التي تجري في كل المجالات هي مصدر إلهام لنا نحن كمغاربة، خصوصا من أبناء الأجيال السابقة، الذي عرفوا مغرب الثمانينيات والسبعينيات، ويقارنون اليوم بينه وبين ما تعيشه الأجيال الصاعدة والناشئة.

لسنا هنا بصدد تجميل الواقع، فالمشكلات يعرفها الجميع، وخبِرها الكل، والحديث عنها بتفصيل أمر سهل وميسر لأي كان. لكن ما الجدوى من الغرق في الانتقاد المجاني والهدام وتصوير الواقع بسوداوية لا طائل من ورائها؟ إن الشعوب والأمم تنهض أولا بالثقة والتفاؤل واليقين بأن الغد سيكون أفضل. وتنهض أيضا بالاهتمام بما هو وقود للتطور والتغيير، كما أن التصدي لكل المؤامرات التي تنسج من الأشقاء والأصدقاء يمر أولا عبر السير قُدما في ما نقوم به من منجزات وما نرفعه من تحديات وما نفتحه من مشاريع وأوراش مهما عظُمت واستحالت. هذا ما تجسده على أرض الواقع وبرمزية معبرة جدا صورة ورش ذلك الطريق السريع الطويل جدا الذي يخترق الصحراء قادما من سوس ليصل نحو الداخلة ويربط الشمال بالجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى