أخبار الدارسلايدر

حكومة أخنوش تدشن جسرا تواصليا جديدا ضمن استراتيجية تواصلية شاملة

الدار/ تحليل

لكل جديد دهشة، ويبدو أن النهج التواصلي المختلف الذي تدشنه الحكومة الحالية يعتبر نمطا مفاجئا ومستجدًا بالنسبة للكثير من الفاعلين السياسيين والإعلاميين وصناع الرأي العام. ويبدو أن الحكومة الحالية تطلق بعد أسابيع قليلة من انطلاق أشغالها استراتيجية تواصلية شاملة وجديدة من أجل رفع اللبس والإبهام عن مختلف القرارات والملفات التي تعكف على إنجازها وتنفيذها، وربط قناة اتصال دائمة مع الرأي العام بشكل مفصل ومتخصص بعيدا عن أنماط التواصل التقليدية التي تطفح بلغة الخشب وبالمعطيات الموغلة في الرسمية بعيدا عن أي شكل من أشكال التفاعل مع وسائل الإعلام والصحافة الوطنية.

هذا الجسر التواصلي الجديد تم تأكيده اليوم عقب اجتماع المجلس الحكومي عندما تم عقد الندوة الصحفية المفتوحة أمام الصحافة، وتم التداول في كثير من القضايا عبر أسئلة مركزة للصحافيين أجاب عنها الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس مع وزير الصحة خالد أيت الطالب الذي سلط الضوء بدوره على عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام ومنها الوضعية الوبائية وحملة التلقيح الوطنية. هذه الندوة الصحفية شكلت ثاني احتكاك تواصلي من النمط الجديد مع الرأي العام يدشنه الوزير الشاب مصطفى بايتاس الذي يمتلك باعًا طويلا في هذا المجال ويجرّ وراءه تجربة هامة متنوعة التخصصات، تزيده خبرة وكفاءة على صعيد الاستراتيجية التواصلية للحكومة.

ومن المفيد التوقف هنا عند دلالات هذا التغيير المهم في علاقة الحكومة بالرأي العام. ومن المتوقع أن يزداد التغيير التواصلي تعميقا في الأسابيع القليلة المقبلة. لكن المهم أن هذا النمط الجديد يحيل على الوعي الخاص الذي تشكّل لدى التركيبة الحكومية الحالية ولدى رئاستها بأهمية تعزيز المقاربة التواصلية، وهي بالمناسبة خبرة ودُربة يعرفها جيدا وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يعود الفضل الأكبر في فوزه بالاستحقاقات الانتخابية الأخيرة إلى خطته التواصلية المحكمة. لقد كان تواصلا شاملا ودقيقا ومستهدِفا سرعان من آتى أكله على صعيد النتائج الانتخابية. هذا يعني أن هذه العملية التواصلية المختلفة ليست أمرا جديدا بالنسبة لوزراء التجمع الوطني للأحرار، وعلى الخصوص بالنسبة لوزير من الكفاءات المشهود لها مثل مصطفى بايتاس.

ومن الطبيعي أن تُقدم الحكومة الحالية على هذا التغيير في عملية التواصل الأسبوعية في ظل الحرب التواصلية الكاسحة التي تجري اليوم خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث المجال المفتوح أمام الأخبار الزائفة والتضليل واستغلال الزوايا الخفية للأحداث من أجل تحويرها وتعبئة الرأي العام بشكل كيدي ضد قرارات الحكومة وتوجهاتها. وهذا هو الدور الذي أنيط اليوم بالوزير الشاب مصطفى بايتاس، الذي يفضل أن يعطي الخبز لأصحاب الاختصاص، ويأتي إلى جانبه في الندوة الصحفية بوزراء من القطاعات المعنية كي يقدموا التوضيحات الكافية للرأي العام. جانب أساسي من هذه الاستراتيجية التواصلية الجديدة سيكون هدفه الرئيسي هو التصدي لكل التزييف والادعاءات التي تنشرها العديد من الجهات، وجانب آخر لا يقل أهمية سيكون الهدف من ورائه تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الحكومة في مختلف المجالات استعدادا لتنفيذ برنامجها والوفاء بالتزاماتها.

ولن نبالغ إذا قلنا أن المجهود التواصلي الذي أصبح واقعا على أكتاف أعضاء الحكومة اليوم وعلى رأسهم الناطق الرسمي باسمها، لا يقل أهمية عن العمل الحكومي اليومي نفسه، وعن تدبيرهم للشأن الخاص بمختلف القطاعات التي يشرفون عليها. فكثيرا ما يتم التعتيم على العديد من الجهود والمنجزات التي يتم تحقيقها بسبب الأجواء المضللة التي يعمّمها العالم الافتراضي اليوم، وغالبًا ما يصبح التسويق الإعلامي للسياسات الحكومية ولنجاحاتها عاملا حاسما في تأطير الرأي العام وإقناعه بجدوى العمل الحكومي نفسه، ومن ثمة بجدوى المشاركة السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى