أخبار الدارسلايدر

افتتاحية الدار: للعصابة الحاكمة في الجزائر..جربوا وستجدون الرد السريع والقاسي

الدار/ افتتاحية
ما عبرت عنه الرئاسة الجزائرية من تهديدات تجاه المغرب بعد ما روته من تعرض مواطنين جزائريين لقصف من الجيش المغربي دليل آخر جديد على أن العصابة العسكرية هناك تبحث بحثا عن شماعة تعلق عليها انتكاساتها الداخلية وتعثراتها في مختلف المجالات، وتنفس بها عن أزمة الاحتقان الاجتماعي والسياسي الحاصل في مواجهة حراك شعبي لا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد. أن يصل الأمر إلى درجة اختلاق قصة قصف بينما لا يعدو الأمر أن يكون انفجارا في حقل ألغام بعد مرور شاحنة لعناصر البوليساريو محملة بالأسلحة، يعني أن الجزائر تتحين الفرص للتصعيد وربما لتفجير أزمة إنسانية وأمنية في المنطقة.

ومن غير المستغرب أن يأتي هذا التصعيد الجزائري وإقحام المواطنين الجزائريين بعيد ساعات فقط من قرار تصعيدي آخر كانت قد اتخذته السلطات الجزائرية وهو الإغلاق النهائي لأنبوب غاز المغرب العربي الذي كان يزود إسبانيا عبر التراب المغربي. الانتقال من قطع العلاقات وموارد الغاز إلى استغلال حادثة عرضية يمكن أن تحدث في أي منطقة حدودية تعرف نشوب نزاع ممتد لسنوات، هو نوع من سبق الإصرار والترصد من أجل تفجير الوضع والدخول في مواجهة عسكرية مع المغرب الذي لا يجد لحد الساعة أي تفسير أو تبرير لهذا التصعيد المبالغ فيه، الذي تحاول الجزائر إيصاله إلى منتهاه منذ شهور.

لا نريد في المغرب بتاتا الدخول في صراع عسكري مع الجزائر، ليس لأننا نخاف الحرب وتبعاتها، وإنما لأننا ندرك جيدا أنه لا مصلحة لأي طرف كان في هذا التصعيد، وأن المنطقة في حاجة إلى المزيد من أجواء السلم والاستقرار من أجل رفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها. كيف يعقل أن يفكر بلد يعاني من أزمات تموين في البطاطا والعدس والزيت وغيرها من الاحتياجات الأساسية في اللجوء إلى الخيار العسكري فقط من أجل التشبث بهيبة مصطنعة؟ الحرب في حق مثل هذه الأنظمة المنخورة بالأزمات تعتبر جريمة ضد الإنسانية، بل جريمة أولا ضد شعوبها المنهكة والمستضعفة. ما الذي سيستفيده الشاب الجزائري الذي يعاني من العطالة ويحلم بالهجرة إلى أوربا من استغلال موارده في حروب لا طائل له من ورائها؟

أموال الجزائريين ومواردهم هم أحق بها من عصابة البوليساريو ومن عصابة العسكر التي لا تزال تعيش في أزمنة غابرة متجاوزة. لكن إذا أصر العسكر على انتهاك الحدود مع المغرب، وتجاوز خطوط التماس وسعوا إلى إقحام أنفسهم في لعبة خطيرة، من خلال ما سموه الرد المناسب، فلن يجدوا من المغرب إلا التصدي اللازم، الذي لن يضمن لهم بالضرورة العودة سالمين. ولا يجب أن ينسى عسكر الجزائر ما حدث بالأمس القريب، عندما دفعتهم رعونتهم في عدة مناسبات لمحاولة الاعتداء على حوزة الوطن وكان مصيرهم الرصاص والأسر بما في ذلك أعوانهم وحلفاءهم من بعض الدول العربية. ما حدث بالأمس القريب يمكن أن يتكرر اليوم إذا سولت لهؤلاء أنفسهم الاقتراب من أمن المغاربة واستقرارهم.

هذه أول مرة يصل فيه الخطاب الدعائي لعسكر الجزائر حد التهديد المباشر، وهذا يعني أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة مختلفة وحرجة جدا، والنظام الجزائري المفلس هو الذي يريد أن يوصلها إلى هذه المرحلة، ولذلك فإن صدور قرار أرعن ومفاجئ في الأيام القليلة المقبلة أمر أضحى متوقعا جدا. ونحن هنا لدينا الثقة الكاملة في مؤسسة القوات المسلحة الملكية التي عبرت باستمرار عن جهوزيتها واستعدادها لأداء دورها في مجال حفظ السلم إقليميا ودوليا، لكن ذلك لا يعني أنها ستقف مكتوفة الأيدي أمام مجانين الجزائر، وما عليهم إلا أن يجربوا ذلك وسيجدون الرد السريع والقاسي.

زر الذهاب إلى الأعلى