أخبار الدارسلايدر

أحمد نور الدين: هكذا فشلت الجزائر في عرقلة الدور المغربي بليبيا

الدار/ رشيد محمودي

كشف أحمد نور الدين، المحلل السياسي والمتخصص في قضية الصحراء المغربية، عن محاولات الجزائرية الفاشلة في عرقلة الدوري المغربي في ليبيا، مشيرا إلى أن مقاربة المغرب لحل الازمة الليبية ارتكزت على احترام الارادة الحرة للشعب الليبي وعدم فرض حل من الخارج، باعتبار أن الحلول من الخارج غالبا ما تمليها أجندات الدول الكبرى أو الإقليمية التي تتعامل مع ليبيا بمنطق الدفاع عن المصالح الاقتصادية والحيوية لتلك الدول.

وأفاد أحمد نور الدين، في تصريح لموقع الدار، أن هذه الخطط تدفع الى التقاطبات الحادة وتناصر طرفا على الاخر، وهو ما يزيد من تأجيج نيران الحرب الاهلية، ودخول قوات اجنبية بطريقة رسمية او غير رسمية، ليصل الامر حد قصف جوي لمراكز ليبية بطائرات اجنبية، وارسال قوات مرتزقة.

وأكد المحلل السياسي، أن المغرب عمل منذ البداية على توفير المناخ الملائم لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، للوصول إلى حل ليبي ليبي، واستطاع المغرب من خلال رصيد الثقة الذي يتوفر عليه لدى كل الأطراف الليبية من احتضان حوارات الصخيرات تحت رعاية الامم المتحدة والذي افضى الى اتفاق الصخيرات 2015.

وتابع قائلا:” مع الاسف لم تتم مواكبة هذا الاتفاق بخطوات تنفيذية لعدة اسباب منها ما هو داخلي ليبي محض، ومنها ما يتعلق بتدخل القوى الأجنبية لتصفية حسابات جيوسياسية على الساحة الليبية، وهو ما زاد من حدة التوتر وشجع طرفا ليبيا لمحاولة حسم النزاع عسكريا، وقد كان هناك تواطؤ دولي متعدد المستويات ادناها خرق قرار الامم المتحدة حظر توريد السلاح الى ليبيا والذي تورطت فيه دول أوربية وعربية، واعلاها تدخل القوات العسكرية الخاصة لدول مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة دون سند قانوني، وصولا الى تدخل قوات مرتزقة روسية، ودعم عسكري تركي لحكومة طرابلس المعترف بها دوليا.
وشدد أحمد نور الدين، على أن المغرب ظل وفيا لخياره بعدم الانحياز لطرف دون الآخر، وواصل احتضان لقاءات على أرض المملكة في بوزنيقة وطنجة والرابط حيث كان الهدف منها حل القضايا الخلافية والحفاظ على وحدة المؤسسات الليبية وإذابة الجليد بين الأشقاء الليبين وإزالة الألغام من طريق الحوار السياسي، دون أن تكون له أجندة خاصة مثل غالبية المتدخلين في الملف الليبي بخلفية صراع إقليمي او ايديولوجي او اقتصادي او طاقي، او بغرض الهيمنة.
وأضاف المتحدث نفسه، أن النظام الجزائري تجاه الدور الاقليمي للمغرب، يخضع لمحدد وحيد وهو السعي لإفشال اي دور للمغرب بسبب عقيدة العداء والكراهية ضد المغرب.

وتابع قائلا:” شاهدنا ذلك مثلا في ملف مالي ومحاولة إقصاء المغرب من اجتماعات دولية واقليمية حول الامن في الساحل والصحراء منذ 2010، ورفض اي تعاون امني مع المغرب لمحاربة الارهاب والجريمة المنظمة، الخ”.

وأشار المحلل السياسي، أن الأمر لا يختلف في الملف الليبي موضحا أن الجزائر سعت منذ البداية الى خلق مسارات تعرقل مسار الصخيرات من خلال محاولتها لاستقطاب الفصائل المسلحة الليبية، إلا أنها فشلت في دورها القذر لعدة اسباب، اولها ان الشعب الليبي ذكي ويعرف مصالحه ويدرك الصديق من العدو، ولن ينسى الشعب الليبي ان الجزائر وقفت ضد ثورة 17 فبراير الليبية، ودعمت القذافي بمليشيات البوليساريو الانفصالية، وبالتالي فايدي النظام العسكري الجزائري لازالت تقطر دما ليبيا؛ ثانيا: العسكر الجزائري تسلل عدة مرات عسكريا الى الأراضي الليبية الجنوب غربية، وهو اعتداء على السيادة الليبية استنكرته الاطراف الليبية في حينه؛ ثالثا: اختيار الصخيرات المغربية كان اختيارا ليبيا لان الامم المتحدة اقترحت انذاك عدة دول منها سويسرا ومالطا وتونس ولكن الليبيين اختاروا المغرب لثقتهم في الدور الاخوي ودون حسابات او خلفيات؛ رابعا: الجزائر لديها حدود مباشرة وبالتالي هناك تخوف من دس السم في العسل خاصة وأن هناك قضايا خلافية بين الجزائر وليبيا تعود لاربعين سنة، منها خلافات حدودية واخرى حول فرشة الماء وقضية الطوارق وغيرها.
وأخيرا وليس آخرا، الليبيون لا ينظرون بعين الرضا الى تصريحات قادة النظام الجزائري ومنها ما قاله الرئيس تبون الذي اعلن بكل وقاحة انه لا يمكن ان يكون هناك حل في ليبيا دون موافقة الجزائر، وهذا تدخل سافر في الشؤون الداخلية ومحاولة لفرض الوصاية على بلد حر وله سيادة، وقد كانت هناك ردود قوية من الأطراف الليبية ضد هذه الاهانة الجزائرية للشعب الليبي.

زر الذهاب إلى الأعلى