دنيا فيلالي..”معارضة افتراضية” منتوجها الكذب
الدار- تحليل
من “يوتوبرز” تقتات على الاشاعات المغرضة، ومحتوى في غالبيته تشهيري، الى شابة تقدم نفسها كـ”معارضة افتراضية” للنظام المغربي من فرنسا، أو هكذا تقدم نفسها، على الأقل، وهي التي لا عهد لها بالسياسة، وشؤونها، لا من قبيل و لا من بعيد.
في وقت تطالب فيه دنيا، وزوجها عدنان فيلالي، بـ”اللجوء السياسي” بفرنسا، لم يتوقف هذا “الكوبل” عن الإساءة الى السامية، وفرنسا، حيث نشر عدنان مقطع فيديو سنة 2019، اتهم فيه فرنسا صراحة بمعاداة الإسلام بسبب وجود عدد من اليهود في وسائل الإعلام الفرنسية، الذين يعادون الإسلام” على حد تعبيره.
مصير مأساوي، ذلك الذي آل اليه “الكوبل” دنيا وعدنان الفيلالي، وهما اللذان كان يقدمان نفسيهما كرواد أعمال شباب، قبل أن ينتهي بهم المطاف إلى استجداء اللجوء السياسي في فرنسا، وتقديم نفسيهما كـ”معارضين” للنظام المغربي.
وحتى خلال تواجد هذا “الكوبل” بالصين، لم يعمدا إلى امتلاك ثروة، أو تطوير مقاولة مربحة، بل اختار مسار النصب والاحتيال، عبر الاتجار في الهواتف النقالة المزيفة وأدوات ودمى جنسية، وذلك باللجوء إلى إنشاء حسابات وهمية و إيحائية عبر “الفايسبوك” للإيقاع بضحاياهم.
فشل دنيا وزوجها عدنان في مسارهما الاحتيالي، دفعهما إلى محاولة ركوب موجة استجداء ” اللايكات”، و “المشاهدات” على موقع “اليوتوب”، ظنا منهما بأن “ذلك يعتبر شكل من أشكال الحصانة السياسية”، وبأن “التهجم، ومعاداة المملكة المغربية، ومؤسساتها، ورموزها، سيحولهما الى “معارضين سياسيين” قادرين على الحصول على اللجوء السياسي في فرنسا، هذه الأخيرة التي لم تسلم من تهجمات دنيا وعدنان الفيلالي.
حاولت دنيا استغلال اسمها العائلي “الفيلالي” المرتبط في الوجدان الشعبي المغربي بتلك العائلات السياسية العريقة التي ارتوت من معين السياسة، وقضاياها الحارقة، و تملك تصورا للمشاكل التي تواجهها البلاد في مختلف المجالات، غير أن محاولة دنيا النصب باستغلال “سمعة” اسمها العائلي، باءت بالفشل، مما ضيق الخناق عليها، وحولها الى مجرد “يوتوبرز” تقتات على الاشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
طريقة طرح دنيا الفيلالي، لأفكارها، وتدخلاتها على موقع “اليوتوب” فضحت ادعاءات امتلاكها لثقافة سياسية وحقوقية قوية شبيهة بتلك التي يمتلكها عادة من يصطفون في صف “المعارضين” للأنظمة، والحاملين لمشاريع مجتمعية قادرة على محاربة الفساد، و إحقاق الحقوق، وإقرار الديمقراطية في بلدانهم.
افتقاد دنيا الفيلالي للمؤهلات الحقيقية لـ”المعارضين السياسيين”، قادها إلى السقوط في مهاوي خطاب راديكالي عدائي ضد المغرب، ومؤسساته، ورموزه الوطنية، خطاب لم يترك لها أي مجال للمناورة السياسية يمكنها من تحقيق النتائج التي كانت ترجوها من فيديوهاتها على موقع “اليوتوب”، خصوصا وأنها كانت تقدم المغرب في خطاباتها كـ”نار” وترسم عن المملكة صورة قاتمة في مختلف المجالات، مما أفقدها حتى ثقة بعض متابعيها.
فكل المكاسب، والإنجازات التي حققها المغرب على مختلف الأصعدة والمستويات، منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش سنة 1999، لم تجد صداها في خطابات دنيا الفيلالي، التي نهجت خطابا راديكاليا لا يؤمن بالاعتدال في النقد، والنظر الى النصف الممتلئ من الكأس، فهي لا تكترث أبدا بكل هذه المكتسبات، بل كل همها هو التهجم على المغرب من خلال اختلاق الأكاذيب الراجفة، والاقتيات على بقايا شبكات التواصل الاجتماعي التي تعج بالأخبار الزائفة، و السعي الى تشويه سمعة البلد ونخبه، والخوض في ملفات مفبركة دون دليل، مما أسقطها في “شعبوية” مقيتة.
وبغية إضفاء نوع من المصداقية على خطاباتها، ودغدغة حفنة من متتبعيها، الذين يعدون على رؤوس الأصابع، تعمد دنيا الفيلالي الى مهاجمة الأجهزة الأمنية، والحكومة، ورجال الأعمال، والقصر الملكي، بل وتتطفل على شخص جلالة الملك محمد السادس، الذي يبادله المغاربة قاطبة الحب بالحب، والولاء، بالنظر الى مكانته الدستورية، والتاريخية، والدينية، والسياسية، وهي كلها معطيات لا تستطيع ذاكرة دنيا الفيلالي استيعابها.
دنيا الفيلالي لا تنتقد المؤسسات العمومية، أو شخصيات معينة تدير المال العام، أو تدعو الى محاربة الفساد، بل كل همها منصب على الإساءة الى شخص جلالة الملك محمد السادس، ومؤسسات الدولة، في تصرف أرعن، ومقيت، وهي تظن في قرارة نفسها أن يد العدالة لا يمكن أن تمتد اليها، وبأن أي دولة في العالم ستسمح بأن يساء الى صورتها بشكل ممنهج.
وهنا تكمن خطورة العالم الرقمي الافتراضي اليوم، فقد أسهم هذا الفضاء في خلق “معارضين افتراضيين” يجرون وراءهم سجلات حافلة بالنصب والاحتيال، فهذا نصاب يدعي كذبا، وبهتانا، أنه بطل سابق في الملاكمة، ويسعى الى ابتزاز المغرب في ملايين اليوروهات، قبل أن يفتضح أمره، و هذا صحفي فقد مصداقيته، وارتمى في حضن الارتزاق، و أخرى تم عزلها من سلك الأمن والشرطة، لتتحول هي الأخرى الى “معارضة للنظام المغربي” من الخارج، ليطرح السؤال التالي: أين نحن اليوم من معارضين أشاوس كان الجميع يقف لهم اجلالا و اكبارا، الذين كانت لهم أفكار، وتصورات لإصلاح الدولة والمجتمع، من أمثال المهدي بن بركة، و عبد الرحمان اليوسفي، وعبد الرحيم بوعبيد، و اللائحة طويلة…أسماء تركت بصمتها في النضال السياسي المغربي، قبل أن تبتلى البلاد بأمثال دنيا الفيلالي ومن يسير على شاكلتها من خونة “الطابور الخامس”؟؟؟
ما يجب أن تعلمه دنيا الفيلالي، هو أنه سيأتي يوم ستحاسب فيه على جميع الجرائم المنسوبة اليها، وسيكون لها طبعا الحق في الدفاع عن نفسها، والتمتع بضمانات المحاكمة العادلة، والاحترام الكامل لسلامتها الجسدية، فهذه ضمانات يضمنها القضاء المغربي المستقل، وإذا كانت دنيا الفيلالي تعتقد أن وضعها كـ”لاجئة سياسية رقمية” أفضل لها من تحمل المسؤولية عن أفعالها، فإن هذه تظل مشكلتها في نهاية المطاف، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك مستقبلا.