“الانسان الضعيف قد يصبح وحشاً مفترساً اذا أتيحت له الفرصة، خصوصا اذا كان يشعر بالحقد على الحياة و المجتمع” (أجاثا كريستي).
من يستمع إلى سرديات زكرياء مومني سيدرك منسوب وحجم الحقد الجارف الذي يعتمل ثنايا هذا المحتال اللاجئ في المنصات التواصلية، كما سيدرك كذلك بأن الروائية الشهيرة أجاثا كريستي كانت على حق عندما تكهنت بأن الإنسان الضعيف والفاشل قد يصير وحشا عبثيا كلما غمره الحقد على الحياة والمجتمع.
ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تشيد بالهبة الشعبية الكبيرة للمغاربة لإنقاذ الطفل ريان، وتنوه بمساعي السلطات العمومية لإغاثة الضحية، كان زكرياء مومني وحده من يترجى فشل عمليات الإنقاذ، وموت الطفل الملاك، حتى يردد مع الإرهابي محمد حاجب سمفونية “الفشل” التي تصدح من داخلهم البئيس.
وعندما كانت منظمة اليونيسيف تشيد بجهود السلطات المغربية، وتصنف الفتى ريان على أنه أيقونة الطفولة المغربية، كان المحتال زكرياء مومني يتلقى ضربا افتراضيا مبرحا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هجومه العدمي على السلطات المغربية، التي كانت تسابق الزمن لإنقاذ الضحية وإخراجه من باطن الأرض.
ولما كان بابا الفاتيكان يتلو تراتيل يسوع، منوها باصطفاف المغاربة على قلب رجل واحد لإزاحة الجبل من فوق جسم الطفل ريان، كان النصاب زكرياء مومني ينتظر وقوع الفاجعة ويستجديها لينفث سمومه وأحقاده في وسائط الاتصال الجماهيري وشبكات الإعلام البديل.
وعندما كان سكان المغرب العميق يتصدقون بمنسوب الآبار كصدقة جارية على روح الطفل ريان، وكان سكان الأردن يقدمون الطعام احتسابا لروحه الطاهرة، وكان أبناء القدس والمسجد الأقصى يصلون صلاة الغائب إكراما للطفل ريان، كان المحتال والنصاب زكرياء مومني يتلقف الفرص ليشتم المغرب والمغاربة على مذبح الفداء بروح الطفل ريان.
لكن المغاربة مثلما هبوا بشكل جماعي لإنقاذ الطفل ريان، فقد سارعوا كذلك للرد على النصاب زكرياء مومني بعدما حاول استغلال مأساة الطفل ريان لنفث أحقاده وسمومه على الدولة والمجتمع. والنتيجة كانت هي سيل من التغريدات والتدوينات التي تعري زكرياء مومني على حقيقته كنصاب ومحتال و”بوعار” في شبكات التواصل الاجتماعي.