أخبار دوليةسلايدر

الامارات نموذج ناجح وجاذب للسياحة من جميع أنحاء العالم

الدار- خاص

كرست دولة الامارات العربية المتحدة طيلة السنوات الماضية، مكانتها كوجهة سياحية عالمية متميزة، و نموذج ناجح وجاذب للسياحة من جميع أنحاء العالم، بفضل الجهود التي بذلتها الدولة للنهوض بالقطاع السياحي.

في هذا المقال الشامل سنستعرض جهود دولة الامارات العربية المتحدة للنهوض بالقطاع السياحي على مختلف الأصعدة والمستويات.

استراتيجية وطنية طموحة قائمة على الابتكار

وفي هذا الإطار، اعتمدت الامارات، الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، والتي تقوم على بلورة مبادرات لتشجيع انشاء مشاريع مبتكرة في المجال السياحي، القائمة على التكنولوجيات الجديدة، والأفكار الواعدة وتهيئة بيئة جاذبة للمواهب وتطوير المهارات والكفاءات في هذا القطاع.

وبالإضافة الى ذلك، انكبت السلطات الإماراتية على تحفيز مزيد من الاستثمارات النوعية في القطاع السياحي، مما جعل الدولة نموذجا رائدا في سرعة نمو القطاع السياحي على مستوى المنطقة العربية، والعالم، كما تم العكوف، أيضا في اطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية على دعم الشراكات والجهود الدولية من أجل قطاع سياحي أكثر تطوراً واستدامةً من خلال تحفيز الابتكار والتحول الرقمي في أنشطة القطاع والاستثمار في دمج الحلول التقنية الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وقد مكنت هذه الجهود المتميزة الامارات، من تحقيق مؤشرات مهمة في مجال نمو القطاع السياحي، اذ بلغ إجمالي إنفاق السياح الدوليين في الإمارات في عام 2020، حوالي 48 مليار درهم، كما شهد القطاع في عام 2021، نموا كبيرا في إيرادات الفنادق وأعداد السياح، بالإضافة كذلك إلى ما حققه معرض إكسبو من زيادة كبيرة في عدد الزائرين التي تخطت حاجز الـ 20 مليون زائر حتى اليوم، وذلك رغم التداعيات الوخيمة لجائحة “كوفييد19 ” على القطاع السياحي في العالم، وعلى القطاع الاقتصادي بصفة عامة.

كما أن الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع السياحي في الامارات، خصوصا في الشق المتصل بالابتكار، قد مكنت أزيد من 150 شركة ناشئة في قطاع الأسفار، و الرحلات، من تقديم خدماتها عبر التطبيقات الرقمية والمنصات الإلكترونية والحلول التقنية المبتكرة.

وما يميز أداء هذه الشركات والمقاولات، فضلا عن اعتمادها على الابتكار، و الرقمنة، هو التنوع الكبير، الذي يسم خدماتها وقدرتها على الوصول إلى الأسواق السياحية الدولية واستقطاب السياح من مختلف الثقافات، والجنسيات، وهو ما حول الإمارات الى عاصمة سياحية مفضلة إقليميا وعالميا.

واليوم تضع دولة الامارات العربية المتحدة، نصب أعينها، رفع مساهمة القطاع السياحي في إجمالي الناتج المحلي، لتصل نسبتها إلى 15 في المائة، واستقطاب ما يصل إلى 40 مليون سائح إلى المنشآت الفندقية المنتشرة في دولة الإمارات بحلول عام 2030.معالم السياحية في الامارات

مؤشرات وأرقام دولة

تشير الأرقام المتوفرة حول القطاع السياحي في الامارات، الى أن القطاع حقق خلال سنة 2021، معدلات إشغال سياحي في المنشآت الفندقية والسياحة بلغت 62%، وهو ما جعل الامارات تتفوق على الوجهات السياحية الرئيسية على مستوى العالم.

ووفقا للأرقام المسجلة، فقد جاءت هذه النسبة المحققة أعلى من مثيلاتها في أبرز 10 وجهات سياحية عالميا، من قبيل الصين التي حققت معدل 54%، والولايات المتحدة الأمريكية (45%)، والمكسيك (38%)، والمملكة المتحدة (37%)، وتركيا (36%).

وفي هذا الصدد، تمكنت المؤسسات الفندقية والسياحية، خلال سنة 2021، من استقطاب حوالي 8.3 ملايين نزيل بنمو بلغ 15% مقارنة بعام2020، كما بلغ عدد الليالي الفندقية التي قضاها السياح نحو 35 مليون ليلة بنمو بلغ 30%، في حين ارتفع متوسط إقامة السياح إلى 4.1 ليال بنمو 12.5%.

أرقام مهمة صاحبها، أيضا نمو عائدات المنشآت الفندقية بنسبة 31%، لتصل إلى 11.3 مليار درهم، فيما بلغ نصيب السياحة الداخلية أكثر من 30% من إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية.

معالم جذب سياحي متميزة

الأرقام والمؤشرات، التي أتينا على ذكرها أعلاه، لم تكن لتتحقق لولا توفر دولة الامارات العربية المتحدة على عدد من معالم الجذب السياحي، التي تشكل وجهة مفضلة لهواة السفر والرحلات.

وتتمثل أبرز المعالم السياحية في أبو ظبي في “قصر الوطن”، الذي يتميز بهندسته المعمارية وتصميمه الرائع وهو جزء من مجمع القصر الرئاسي، ويشكل محط جذب كبير للزوار، حيث يعتبره الكثيرون وجهة لاكتشاف التراث الثقافي والتقاليد القديمة المتجذرة في الإمارات.

الى جانب “قصر الوطن”، نجد أيضا “جزيرة ياس”، التي تعتبر من الوجهات الترفيهية المميزة في أبوظبي، و تضم منتزهًا ترفيهيًا يضم أشهر الشخصيات الكرتونية، وتقدم رياضة القفز والتسلق ويضم ملعب ياس لينكس أبوظبي للجولف.

من بين المعالم السياحية المتميزة التي نجدها، أيضا في أبوظبي “متحف اللوفر”، الذي يجسد الانفتاح على حضارات العالم، و يقع في وسط الحي الثقافي في جزيرة السعديات. ويضم المتحف الأعمال الفنية التاريخية والاجتماعية والثقافية.

و الى جانب “متحف اللوفر”، نجد أيضا “قصر الامارات”، الذي يعد من أشهر المعالم في أبو ظبي. وهو مدرج في قائمة فنادق الخمس نجوم، ويضم مطاعم عالمية وهي أيقونة هندسية متكاملة، و يتميز بالطابع المعماري العربي، كما يتوفر هذا القصر على شاطئه الخاص، الذي يمتد لمسافة 13 كم، ويتميز هذا الشاطئ بإطلالته المميزة على ساحل الخليج العربي.

الى جانب أبوظبي، تتميز دبي، أيضا بمعالم سياحية مهمة، على غرار “برج العرب”، الذي يتميز بهندسته المعمارية المتنوعة وإطلالاته الساحرة على البحر، و يُصنف ضمن فنادق السبع نجوم، وذلك بفضل تصميمه الداخلي الأنيق والمميز.

كما تضم مدينة “جميرا” ممرات مائية يمكن للسائحين الإبحار بها بالقوارب، الى جانب اشتمالها، أيضا سوقًا معروفًا في مجال السياحة، حيث تضم متاجر تراثية تعرض التحف والمعارض الفنية.

وتضم دبي، كذلك، معلمة مهمة تتمثل في “خور دبي”، الذي يعد من أهم مناطق الجذب السياحي في دبي، لأنه يقسم المدينة إلى قسمين، و يبلغ طوله حوالي 15 كم. و يتيح للسياحة إمكانية السفر بالقوارب للاستمتاع بمعالم الجذب الرائعة سواء في دبي القديمة أو الجديدة.

الى جانب المعالم السالفة الذكر، تضم دبي، حديقة “دبي المعجزة”، والتي تعتبر من أهم الوجهات السياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة لأنها أكبر حديقة زهور في العالم، و تبلغ مساحة الحديقة 72000 متر مربع، وتضم مجموعة متنوعة من الهياكل المغطاة بالزهور، وقد تجاوز عدد الزهور 50 مليونا.

وتضم امارة دبي، أيضا “القرية العالمية”، التي تعتبر تجمعا يضم أجنحة العديد من دول العالم وتعكس ثراء الحضارات الإنسانية لدول العالم، كما تشتمل على المنتجات التقليدية للبلدان، و تقدم عروض الفنون والحرف التقليدية، ويضم العديد من المطاعم المميزة.

الى جانب المعالم السياحية المذكورة، تضم الامارات العربية المتحدة، كذلك، “مدينة خورفكان”، والتي تعد من أجمل المدن الساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، و تتميز هذه المدينة بساحلها الرملي، كما أن شاطئها محاط بأشجار النخيل ويوجد مجموعة رائعة من المقاهي والمطاعم، و يوفر مجموعة ممتازة من الأنشطة الترفيهية السياحية مثل الإبحار والرياضات المائية.

“الإقامة الذهبية” واستقطاب الأجانب من مختلف الجنسيات

وفي سبيل الاسهام في نمو، وتطور القطاع السياحي، وفق الاستراتيجية الوطنية للسياحة، عملت الامارات العربية المتحدة على إقرار عدد من الإجراءات التي توخت تسهيل دخول الأجانب الى ترابها، حيث طبقت في هذا السياق، “نظام تأشيرة إقامة طويلة الأمد”، أو ما يعرف ب”الإقامة الذهبية”.

“الإقامة الذهبية” عبارة عن إقامة طويلة الأمد لخمس أو عشر سنوات، تُجدد تلقائيا، عند توافر نفس الشروط، وذلك لفئات معينة تشمل المستثمرين، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية.

ووفقا للمعطيات المستقاة من البوابة الإلكترونية الرسمية للحكومة الإماراتية، تتيح “الإقامة الذهبية” للمقيمين في دولة الإمارات، والوافدين الأجانب وعائلاتهم الراغبين للقدوم للعمل والعيش والدراسة في الدولة، إمكانية التمتع بإقامة طويلة الأمد دون الحاجة لكفيل إماراتي، مع نسبة تملك 100% داخل إمارات الدولة خلافاً للمتعارف عليه الذي يقضي بضرورة وجود شريك محلي بحصة لا تقل عن 51% في مشاريع الأعمال والاستثمار داخل إمارات الدولة.

وبحسب ذات المصدر، لا يحتاج مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي إلى تأشيرة دخول ولا كفيل لزيارة دولة الإمارات، حيث يمكنهم دخول الدولة بعد إبراز جواز سفر صادر من إحدى دول المجلس، أو بطاقة الهوية بمجرد الوصول إلى أحد منافذ الدخول.

من جهة أخرى، وفي اطار منظورها الاستشرافي للنهوض بالقطاع السياحي، عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على استقطاب العديد من الجنسيات للعيش والعمل والاستقرار نتيجة للأمن والأمان، اللذين ترفل فيهما البلاد، كما أن الباعث وراء اختيار عدد من المواطنين والأجانب الاستقرار في الامارات يعزى الى أن الامارات تشكل واحة للتسامح، بفضل اشتمالها على مجتمع يحتضن الجميع في أمن وسلام، دون اغفال توفر فرص العمل والعيش الكريم، وهو ما شكل حافزا لجميع الجنسيات للعمل والمساهمة في دفع عجلة التنمية والازدهار في البلاد.

من المعطيات التي أتينا على ذكرها في هذا المقال الشامل، يتأكد مليا أن تضافر جهود السلطات الإماراتية للنهوض بالقطاع السياحي، ووجود أماكن ذات جذب سياحي، فضلا عن تسهيلات في الإقامة بالبلاد، ومؤهلات في استقطاب الأجانب من مختلف الثقافات والجنسيات، كلها عوامل جذب أسهمت بشكل كبير في تحقيق القطاع السياحي في الامارات لنتائج باهرة خلال السنوات الماضية، أبرزها سنتي 2020، و 2021، رغم التداعيات الوخيمة لجائحة “كوفييد19” على الاقتصاد العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى