“المسجد المغربي” في الهند…معلمة دينية تسر الناظرين شاهدة على تفرد العمارة المغربية
الدار- خاص
مسجد استلهم في بنائه جميع مقومات العمارة المغربية في تشييد المساجد، من نقش، وزخرفة، وبناء الصوامع، إلى غير ذلك من المقومات التي تفرد بها المغاربة في بناء بيوت الله عبر العصور، والتي لازالت شاهدة على اعتناء المغاربة بالفضاءات الدينية.
يعد مسجد “The Moorish Mosque”، أو “المسجد المغربي”، بحسب موقع حكومة البنجاب المحلية، واحد من المعالم الدينية الإسلامية في ولاية “البنجاب” بالهند، وقد بني على طراز مسجد “الكتبية” بمدينة مراكش، عام 1927 من طرف “مهراجا جاجاتجيت سينغ”، آخر حكام كابرثالا.
رغم أن هذا الحاكم، كان من قبيلة “السيخ”، الا أنه آمن بتلبية طموحات رعاياه المسلمين البالغ نسبتهم (حوالي 60٪) من السكان وكان هذا المسجد دليلًا على جهوده الطموحة لتعزيز التوافق الاجتماعي بين شعبه، ليأمر مهندس فرنسي بوضع تصميم هندشي لهذا المسجد، الذي بلغت تكلفة تشييده 600 ألف روبية واستغرق أربع سنوات، حيث تم الانتهاء منه سنة 1930.
التكلفة الباهظة لبناء هذا المسجد في ذلك الوقت، أثارت جدالا كبيرا، واعتبرها منتقدو مهراجا جاجاتجيت سينع، “مبالغ فيها”، ليرد عليهم بـ”أن 60٪ من سكان المدينة مسلمون. فقط من أجل ملاءمة الأشياء يتم بناء أفضل مكان للعبادة لهم في ولايتي”.
ويخال المرء وهو يرتاد فناء المسجد، وقاعة الصلاة، وفضاءات أخرى، أنه في قلب احدى المساجد المنتشرة في ربوع المملكة المغربية، فقد تم تشييد هذه المعلمة الدينية بالحجارة الرخامية. فالفناء الداخلي للمسجد مرصوف بالكامل بالرخام، كما تم تركيب ألواح زجاجية في الأقسام المقوسة من الأبواب والنوافذ.
وقد تمت صباغة هذا المسجد بلون أحمر فاتح، أما الأبواب والنوافذ مطلية باللون الأخضر، كما تم طلاء السقف الخشبي للمسجد من الداخل باللونين الأسود والأحمر.
استقبل هذا المسجد، يوم افتتاحه أزيد من 100 ألف مُصَلٍّ، ليشكل بذلك رابطة قوية بين الهنود والتراث المغربي العريق.
تفرد هذه المعلمة المغربية لا يكمن فقط في استلهامها للعمارة المغربية في تشييد المساجد، بل لكونه المسجد الوحيد من هذا الطراز في جنوب شرق آسيا، فضلا عن كونه يصنف ضمن المآثر الوطنية في الهند، وقبلة لآلاف السياح الأجانب الذين يزورون الهند سنويا.