المواطن

حزن وغضب وتكافل.. هكذا تلقى المغاربة فاجعة ”قطار بوقنادل“

سعيد المرابط

خلفت فاجعة ”قطار الخليع“، التي وقعت صباح أمس الثلاثاء، حزناً يمتزج بالغضب، في أوساط المجتمع المغربي، عكسته تدوينات نشطاء شبكات التواصل الإجتماعي.

حزن المغاربة على فقد أرواح إخوان الوطن، القتلى، وعلى الجرحى والمصابين، وغضب على ما وصف بسوء الخدمات العمومية. 

أبوحفص: لا قضاء لا قدر، هو بما كسبت أيديكم

قال الداعية والفاعل الفكري الديني، محمد عبد الوهاب رفيقي، على صفحته بالموقع الأزرق، فيسبوك، منتقضاً حالة القطارات: ”لما تكون عندك القطارات محينة وحديثة، ومجهزة بأفضل التجهيزات، وخاضعة للصيانة والتجديد دوما، وتكون عندك سكك حديدية في المستوى ماشي لي خلات فرنسا ستين عام، وتكون داير احتياطك لأي طاريء، ويكون عندك انضباط في الوقت واحترام للمسافر لي تيخلص من جيبو، و تكون الأثمنة مناسبة لما تقدم من خدمة، وتوفر كل وسائل الراحة، ويكونو عندك مراحيض نقية فيها كل وسائل التنظيف، ماشي مراحيض الدرجة الأولى ومتقدرش تحط فيهوم رجليك، ويكون التكييف خدام حسب المناخ، ماشي فالصيف الكليماتيسور مخدامش وفالشتا عاد كيخدم، وتكون عندك محطات فالمستوى يتم الانتقال فيها للسكك بكل أمن وأمان، ويكون عندك مراقبين لبقين ويحسنون التواصل، ماشي بحال شي وحدين تيبقا يضرب بشي حديدة الحيط بحال شي إعلان حرب، لما يكون عندك هدشي كلو، ولا قدر الله وقعات شي حادثة ممكن تقول: قضاء وقدر…وهاد الحوادث تتوقع فالعالم كلو“.

وأضاف أبو حفص، في تدوينته: ”أما والحالة على ما هي عليه، مكين لا قضاء لا قدر، هو بما كسبت أيديكم، وأقل شيء استقالة الوزير والمدير. غير ذلك هو استهتار كالعادة بالمواطن وبحياته وحياة مقربيه“.

صحفي: كارثة عظمى، ولا حداد وطني ولا استقالات لوزراء 

وكتب الصحفي حفيظ زرزان، على صفحته الشخصية، فيسبوك، تدوينة ترجمت الحزن والغضب، ”كما كان متوقعا بلاغ للتكفل وفتح تحقيق لا ينتهي.. لا حداد وطني ولا استقالات لوزراء ولا سي الخليع ومن معه، ولا معاقبة ومحاسبة“.

وأضاف زرزان في تدوينته: ”الكارثة العظمى الإعتراف بنهاية المستشفى العمومي بإرسال جميع الجرحى للمشفى العسكري، وبذلك فهي شهادة رسمية أخرى تنضاف للفشل العام تنمويا صحيا وسككيا“.

بدوره ”محمد بنميلود“، الروائي المغربي، قَال: ”اسوأ ما في الفساد هو أنه يحدث في لحظة بينما تستمر نتائجه أجيالا. مثلا: يخصصون عشرين مليون درهم لبناء وتجهيز مستشفى. المسؤولون عن المشروع يسرقون في لحظة عشرة ملايين ويبنون المستشفى ويجهزونه بعشرة ملايين فقط. النتيجة: آلاف المغاربة من الشعب يعانون كل يوم مع ذلك المستشفى سنوات طويلة. هكذا تسير البلد كلها. أجيال كاملة من الفساد بلغت اليوم ذروة نتائجها، وللأسف سننتظر الكوارث كل يوم، كأنبوب مياه ضخم نخره الصدأ وغلبت فيه الثقوب على الصلابة بحيث لم يعد بالإمكان وقف التسربات ولا إصلاحها“.

 

رغم المأساة.. تكافل وتضامن

أظهر الشعب المغربي، تضامنه وتكافله رغم المأساة، ورغم ما خلفته الفاجعة من حزم خيم على البلاد من أقصاها إلى إقصاها، في صورة توضح أن الشعوب أبقى وأقوى، متى صح منها العزم.

ونشر محمد بن عجيبة، المدير الوطني لمركز تحاقن الدم، على صفحته، فيسبوك، مساء أمس، حصيلة تبرع المغاربة بالدم، في تدوينة  جاء فيها: ”فيما يخص فاجعة بوقناديل، استعمل 16 كيسا من الدم لفائدة جرحى الحادثة. استقبل مركز الرباط عدد هائل من المواطنين قصد التبرع بالدم واستجابة لدعوات في وسائل التواصل الاجتماعي“.
وأشار بنعجيبة إلى أنه، ”لم يوجه المركز الوطني أية دعوة الى التبرع بالدم “.
وكشف ذات المصدر، أن ”الحصيلة 540 كيسا من الدم متبرع به لحد والعملية ما زالت مستمرة“، مصيفاً شكره  للمواطنين المتبرعين بالدم 
ولطواقم  المركز.

من جهتها، أعلنت شركة ”كريم“ للنقل، على صفحتها الرسمية، عن توفير رحلات مجانية بين مدينتي الرباط والقنيطرة، من الساعة 6 مساءً حتى الساعة 9 مساءً.

وقالت الشركة في ذات الإعلان، ”من أجل ضمان تدبير جيد لهذه العملية وبالتالي تقديم المساعدة إلى أقصى حد ممكن من الناس، يرجى تجميع الراغبين في التنقل في مجموعات تتكون من ثلاثة أفراد، والحصول على الحجز من الرباط إلى القنيطرة عبر التطبيق، وبالنسبة للقادمين من القنيطرة، يرجى الاتصال بنا مباشرة لتوفير وسيلة للتنقل عبر هذه الصّفحة“.

وتناقلت صفحات التواصل الإجتماعي، عدة مبادرات من شباب مغاربة، انتقلوا لمكان الحادث، لنقل المسافرين، في صورة حية تترجم التضامن والتكافل الإجتماعي.

ولخص الكاتب ”محمد نجيب كومينة“ صورة اليوم، بتدوينة فيسبوكية، قال فيها: ”كان حدث القطار مفجعا. ولن أستبق الأحداث في انتظار نتائج التحقيقات. تعازي للأسر المكلومة ومتمنياتي بالشفاء لكل الجرحى“.

ونوه كومينة، بالتكافل والتضامن المغربي: ”الرائع هو مبادرة الشباب بالتبرع بالدم وكثافة الإقبال. أحسست بفرح لا حد له حين أخبرتني صغيرتي أنها وصديقاتها الطالبات توجهن للتبرع بالجم وبأن الطابور طويل، وحين أخبرتني أختها أن أعضاء الجمعية التي تنشط فيها تبرعوا بالدم كذلك“. 

وأضاف الكاتب في ذات الأسطر، مبديا إعجابه بجيل مواقع التواصل المغربي: ”هذا مغرب رائع تساهم في انبثاقه شبكات التواصل الإجتماعي التي يريد البعض لجمها. وهذا الجيل روعة على عكس ما يعتقده بعض المسنين الذين استهوتهم سلفية من نوع آخر ، إنه جيل يبني نظام قيم بمنأى عنكم وبشكل متحرر من القولبة التي تسعى إليها المدرسة المغرقة في المحافظة ووسائل الإعلام المتحكم فيها التي لاتنتمي إلى العصر البشري الحالي، أنترنيت وسيلته للانفتاح ولصنع قيمه في إطار من التفاعل مع العالم“.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى