أخبار دوليةسلايدر

الجزائر تستجدي تعزيز التعاون الثنائي مع فرنسا بعد فشلها في ابتزاز اسبانيا بورقة الغاز

الدار- خاص

بعدما فطن النظام العسكري الجزائري الى عدم جدوى تشهير “ورقة الغاز” في وجه اسبانيا، وعدم تأثر مدريد بهذه التهديدات، اتجهت الجزائر نحو التودد الى فرنسا بحثا عن بدائل للسوق الاسبانية فيما يتعلق باستيراد بعض المنتجات الأساسية.

وفي هذا الاطار، أجرى رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، اتصالًا هاتفيًّا أول أمس الثلاثاء، من نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، ناقشا خلاله علاقات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها، كما استعرض الجانبان، خلال الاتصال، عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.

كما أكد الوزيران في هذا الصدد على ضرورة مواصلة الجهود لترجمة التوجهات الاستراتيجية للبلدين؛ بهدف بناء شراكة متوازنة ومفيدة للطرفين على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.

ورغم أن وسائل الاعلام الجزائرية المقربة من النظام، تحدث عن سعي الجزائر لتنويع شركائها التجاريين من خلال الاعتماد على دول تجارية موثوقة، حتى لا تظل مرتهنة لواردات دول أوروبية بعينها، يبدو أن الجزائر تتودد في واقع الأمر لفرنسا بحثا عن أسواق جديدة.

ودفع اعلان اسبانيا فتح صفحة جديدة مع المغرب، والاشادة بمبادرة الحكم الذاتي، كابرانات النظام العسكري الجزائري الى اشهار ورقة الغاز من خلال تعليق أنبوب الغاز المغاربي- الأوربي، و تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبرته مدريد على لسان وزيرة الاقتصاد الإسبانية، ناديا كالفينو، الاثنين الماضي، “قرارا غير مفاجئا”.

ولم يؤثر إيقاف الجزائر لإمدادات الغاز تجاه اسبانيا على الوضع الداخلي في المملكة الايبيرية، بحسب تطمينات المسؤولين الاسبان، الذين اختاروا البحث عن تأمين إمداداتها من الغاز من مصادر ودول أخرى، على رأسها أمريكا، وقطر.

وكانت أولى الوجهات للجزائر هي أمريكا التي فاقت صادراتها من الغاز الى اسبانيا  صادرات الغاز الجزائري ثم بعد ذلك قطر.

عرفت حصة الغاز الجزائري في السوق الإسبانية، تراجعا بعد توقف أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، كما انخفضت المشتريات الغازية لإسبانيا من الجزائر في الأشهر الثلاثة الماضية من الموسم الجاري بعدما كانت الجزائر  المورد الأول لإسبانيا.

القرار الجزائري هو انتصار للدبلوماسية المغربية، بحسب عدد من المراقبين، وهي الدبلوماسية التي نجحت في دك معاقل “البوليساريو”، و عمقت “العزلة الدولية” للجزائر.

زر الذهاب إلى الأعلى