أخبار الدارسلايدر

افتتاحية الدار: عبد اللطيف حموشي في جلسة عمل مع كبار المسؤولين الأمريكيين..إشعاع المؤسسات الأمنية الوطنية يتجاوز الحدود ويعزز مكانة المغرب الدولية

الدار/ افتتاحية

المكانة التي أصبح المغرب يحتلها دوليا على المستوى الأمني والاستخباراتي تعكس القيمة الكبيرة للجهود التي بذلت على رأس الأجهزة الأمنية الوطنية منذ تعيين عبد اللطيف الحموشي على رأسها. ما قام به المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني من عمل على مستوى هيكلة الأجهزة الأمنية وتطوير أدائها وتأهيل أطرها مهنيا وحقوقيا واجتماعيا يعتبر منجزا كبيرا لا يحظى بالاعتراف الوطني فقط بل يلقى احتراما كبيرا في الخارج أيضا. يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين كان المغرب أمام مشهد من مشاهد الاعتراف هذه عندما حظي عبد اللطيف الحموشي باستقبال استثنائي في الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية زيارة العمل التي قام بها إلى هناك.

لقد التقى عبد اللطيف الحموشي خلال هذه الزيارة بمسؤولي أعلى الهيئات الأمنية والاستخباراتية في البلاد. وشملت لقاءات العمل التي عقدها كبار المسؤولين الأمنيين في واشنطن. وهكذا أجرى المسؤول الأمني الأكبر بالمغرب مباحثات مع كل من أفريل هاينز مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية، ومع مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي. هذا الثلاثي الذي يمثل صمّام المنظومة الأمنية الأمريكية لا يلتئم عادة في لقاءات العمل مع المسؤولين الأمنيين الوافدين إلا عندما يتعلّق الأمر بشراكة أمنية حقيقية وهامة بالنسبة لأمن الولايات المتحدة والأمن الدولي، وبشخصية تحظى بقدر كبير من الاحترام والإنصات من المؤسسات الأمريكية.

وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي صدر اليوم الخميس، فإن هذه الجلسة تناولت مختلف التهديدات الأمنية والمخاطر المستجدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تمت مناقشة الآليات والسبل الكفيلة بمواجهة هذه المخاطر من منظور مشترك وجماعي قادر على تحقيق الأمن وإرساء الاستقرار الدوليين. كما بحث عبد اللطيف حموشي مع مسؤولي المصالح الاستخباراتية والأمنية الأمريكية مختلف التحديات الأمنية والتهديدات التي تطرحها الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم في العديد من مناطق العالم، بما فيها منطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط وأوروبا. وتم التطرق كذلك “للعمليات الافتراضية” المرتبطة بمكافحة الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة، خصوصا في أشكالها السيبرانية وارتباطاتها العابرة للحدود الوطنية.

لكن هذا التعاون المتين لم يأت من الفراغ. يجب أن نستحضر في هذا السياق أن المكانة التي تحظى بها الأجهزة الأمنية المغربية وقيادتها في واشنطن ترجع بالأساس إلى النتائج والمنجزات الميدانية التي حققتها على مستوى مكافحة الظاهرة الإرهابية سواء وطنيا أو إقليميا أو حتى دوليا. لقد أثبتت مديرية مراقبة التراب الوطني أنها جهاز أمني في خدمة الاستقرار والأمن العالمي، عندما قدمت غير ما مرّة معلومات ومعطيات حاسمة لتحييد إرهابيين أو إحباط عمليات إرهابية كان من الممكن أن تحصد العشرات بل المئات من أرواح الأبرياء. والأمريكيون لا يمكن أن ينسوا الدور الذي لعبته المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في يناير من العام الماضي في تحييد جندي أمريكي متطرف خطط لتنفيذ هجوم إرهابي دموي في مدينة نيويورك. لقد تم بفضل التعاون بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والوكالات الأمريكية للأمن، إلقاء القبض على الجندي كول بريدجز بينما كان يخطط لهجوم إرهابي يستهدف النصب التذكاري لـ 11 سبتمبر في مانهاتن، بنيويورك.

وفي نفس السياق أيضا لعبت المعلومات التي قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني للأجهزة الأمنية الفرنسية في تجنيب البلاد وقوع مجزرة إرهابية. وهذا يؤكد بالملموس أن الأهمية التي أضحت توليها العواصم العالمية للتعاون الأمني مع المغرب ليست مجرد أنشطة بروتوكولية للمجاملة الدبلوماسية بقدر ما هي مراهنة ضرورية على جهاز أمني فعال وناجع أثبت قدرته الكبيرة على استباق الظواهر الإرهابية وتحييدها وتفكيك شبكاتها قبل وقوع الكارثة. ولذلك فإن الاستقبال الكبير الذي حظي به عبد اللطيف الحموشي في الدوحة مؤخرا وإطلاعه على تفاصيل الاستعدادات الأمنية الجارية لتنظيم كأس العالم 2022 وإلإعلان عن الاستعانة بأطر مغربية لتأمين المونديال ليس سوى نتيجة لهذا الإشعاع الدولي الذي منحته إدارة الأمن الوطني ومراقبة التراب للمؤسسات الأمنية الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى