أخبار دوليةسلايدر

سياق زيارة ماكرون للجزائر..توتر إقليمي ورغبة جزائرية في التخفيف من العزلة

الدار/ تحليل
يبدأ الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، زيارة إلى الجزائر، في الخامس والعشرين من شهر غشت الجاري، مرفوقا بوفد حكومي تتقدمه كاترين كولون، وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية بالإضافة إلى وزراء آخرين.
زيارة تشكل أهمية بالغة بالنسبة للجزائر، التي تأمل في استغلالها للتخفيف من عزلتها الاقليمية والدولية.
كما تأتي أيضا، في ظل أزمة الطاقة التي تواجهها فرنسا، في ظل استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية، وما نتج عنها من وقف إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا، تزامنا مع تسبب موجات الحر التي تجتاح القارة العجوز، في ارتفاع الطلب على هاته المادة.
فضلا عن ذلك، تتزامن زيارة ماكرون، مع سياق اقليمي مطبوع بالتوتر، جراء استمرار الجزائر، في سياستها التصعيدية ضد المغرب، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الذين يرتبطان معا، بعلاقات متشابكة مع فرنسا، باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة لكلاهما.
الجانب الآخر الحساس لهذه الزيارة، يتعلق بالقضايا الأمنية، بالنظر الى امتلاك الجزائر حدودا مع كل من مالي والنيجر وليبيا، ما يجعلها محورا رئسيا في منطقة الساحل، حيث تأمل فرنسا في دفع “النظام العسكري القائم” الى تعاون أكبر، في مواجهة الجماعات الإرهابية الناشطة في هذه المنطقة، والتي يتحدر غالبية عناصرها، من أصل جزائري أو ينتمون الى “جبهة بوليساريو”.
والظاهر أن فرنسا، ورغم انتهاء مهمة جيشها في مالي قبل ما يناهز العام، وتدهور علاقتها مع المجلس العسكري الحاكم في باماكو، لا زالت تأمل في تحقيق استقرار في المنطقة، بالشكل الذي يضمن حماية مصالحها الاستراتجية.
ولعل ذلك هو ما سبق وعبرت عنه الرئاسة الفرنسية، نهاية العام المنصرم بتأكيدها عبر بيان قامت بتعميمه أن “فرنسا تبقى ملتزمة في منطقة الساحل”، وكذلك في “خليج غينيا وفي منطقة بحيرة تشاد مع كافة الشركاء الملتزمين بالاستقرار ومكافحة الإرهاب”.
كما تأتي زيارة ماكرون الى الجزائر، في خضم التحديات التي تواجهها العلاقات الجزائرية الفرنسية والتي وصلت إلى حد استدعاء السفير من باريس في أكتوبر 2021، احتجاجا على تصريحات سابقة للرئيس الفرنسي، طعن من خلالها في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للبلاد عام 1830، وتساءل مستنكرا “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.
وبغض النظر عن كل الخلافات الدبلوماسية، يرى الجانب الفرنسي في الجزائر سوقا تجاريا هاما بالنسبة له، ولذلك يتوقع أن يكون من بين الملفات المطروحة خلال هاته الزيارة، قضية الهيمنة الصينية على المبادلات التجارية بين البلدين، في وقت تمكن فيه “التنين الصيني”، من إزاحة “الديك الفرنسي” ، من صدارة المصدرين للجزائر، وانتزاع صفة الشريك التجاري الأول منه.

زر الذهاب إلى الأعلى