أخبار دوليةسلايدر

ما مستقبل التنظيم الدولي للإخوان بعد تشديد الخناق عليهم في ألمانيا؟

الدار- خاص

دلالات كثيرة حملها إعلان المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا، عن قراره بطرد جميع المنظمات الإخوانية من صفوفه، وتجريد القيادي الإخواني إبراهيم الزيات، من كل مناصبه داخل الاتحاد، لعل أولها هو أن جماعة الإخوان كيان غير مرحب به في ألمانيا، وأصبحت تدريجيا جماعة منبوذة من قبل الجالية المسلمة.

كما أن هذا القرار الجريء يؤكد بأن الجماعة مرفوض وجودها من قبل الحكومة الألمانية، ومؤسسات الدول الألمانية، نظرا لأن هذه القرارات جاءت عقب مراقبة ورصد نشاط الجماعة داخل المجلس من قبل الاستخبارات الألمانية.

وتمثل القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى للمسلمين، والحكومة الألمانية ضد الإخوان، نقلة نوعية في تشديد المراقبة على أنشطة الجماعة في ألمانيا، مما ينعكس إيجابيا على باقي دول أوروبا، مثل فرنسا والنمسا، كما أن هذه القرارات ستسهم بلا شك في الحد من نشاط الجماعة على المستويين السياسي والاجتماعي، وكذا الحد من مصادر التمويل، ومراقبة تحركات الجماعة الإلكترونية لتتبع أكثر من 300 منظمة وجمعية تديرها الإخوان في ألمانيا.

في هذا الاطار، من شأن هذه القرارات، أن تعزل جماعة الإخوان المسلمين، وتحد من وسائل الاستقطاب والتجنيد التي تتبعها ضد الأفراد والمجموعات منذ فترة طويلة داخل ألمانيا.

قرار الحكومة الألمانية جاء بعد سلسلة من المراحل، حيث قدم حزب البديل من أجل ألمانيا، في 15 مارس 2022، مشروع قانون لتشديد الرقابة على مصادر تمويل الإخوان، كما نشر البرلمان الألماني في 9 يونيو الماضي، طلب إحاطة من قبل حزب البديل عن تورط بعض المسؤولين في الحكومة وحزبي اليسار والخضر في دعم الإخوان، فيما قدم حزب اليسار، في 19 يوليوز الماضي، طلب إحاطة للكشف عن مصادر تمويل الإخوان وتمددهم بين ألمانيا والنمسا، وتورط الجماعة في هجمات على أوروبا خلال عامين 2020 و2021.

وتنامى خطر الاخوان المسلمين في ألمانيا منذ سنوات، حيث حذرت تقارير استخباراتية ألمانية منذ مطلع 2022، من تزايد تأثر جماعة الإخوان الإرهابية، التي تتحدث الأوساط هناك بأن خطرها على ألمانيا وأوروبا بشكل عام يفوق بكثير خطر الجماعات الجهادية كتنظيمي داعش والقاعدة.

وكشف تقرير صدر شهر شتنبر 2022، عن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية)، وجود نحو 1450 عنصرًا في ألمانيا من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، ارتفاعًا من 1350 في عام 2019.

وأكد ذات التقرير أن المقاربة طويلة المدي التي تنتهجها الجماعة والكيانات التابعة لها، لنشر أيدولوجيتها وأفكارها في المجتمع الألماني، والتي تبرز بشكل كبير في ساحة الفضاء الإلكتروني؛ حيث كشف التقرير على سبيل المثال عن قيام إحدى الجمعيات المقربة من الجماعة بتقديم برامج تعليمية عبر الإنترنت باللغة الألمانية لاستهداف الأشخاص غير الناطقين باللغة العربية، وإلى جانب محاولات الجماعة لجعل أيدولوجيتها -المناهضة للدستور الألماني حسبما وصفتها التقارير- مقبولة اجتماعيًا في الأوساط الألمانية، عملت كذلك عبر أذرعها المختلفة على توسيع نشاطها السياسي على المستويات البلدية والإقليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى