الإمارات تواصل مسارها المتميز في تعزيز دور المرأة العالمي في ترسيخ الأمن والسلام

الدار- خاص
احتفلت الإمارات على غرار باقي بلدان المعمور، أمس الاثنين، بمرور 22 عاماً على اعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 بشأن المرأة في الأمن والسلام والذي جاء اعترافاً بدور المرأة المهم في تحقيق السلام والأمم الدوليين وتأكيداً على إسهاماتها في منع النزاعات وبناء السلام وحفظه.
في هذا المقال سنسلط الضوء على مبادرات الامارات الوطنية في تمكين المرأة واشراكها في شتى المجالات لترسيخ الامن والسلام.
أدوار مهمة للمرأة الإماراتية في تحقيق السلام وحفظه
تجر الامارات خلفها سجلا حافلاً ومبادرات وطنية رائدة ومتفردة في مجال تمكين المرأة وإشراكها بشكل فعال في مجال ترسيخ الأمن والسلام، وتعد الدولة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تمتلك برنامجاً وطنياً لدعم تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن مع إطلاقها في العام 2019 «مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن».
وتضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة بدوراًبالغ الأهمية في دعم أجندة المرأة والسلام والأمن في إطار هيئة الأمم المتحدة، خصوصاً في ظل عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة من 2022 – 2023، وبتعاون حثيث بين مختلف الجهات تسعى بشكل دائم للتأكيد على أهمية المشاركة الفاعلة للمرأة في شؤون السلام والأمن كأولوية للمساهمة في بناء السلام حول العالم، فللمرأة دور محوري وأساسي في ترسيخ الأمن العالمي والمشاركة في تهدئة النزاعات وفي عمليات حفظ السلام ومفاوضات ما بعد الحروب.
تتعدد الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل تمكين المرأة وإشراكها بشكل فعال في مجال ترسيخ الأمن والسلام وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في بناء مجتمعات مسالمة، ويعد إطلاق الخطة الوطنية لدولة الإمارات لتنفيذ القرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تأكيداً على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في قطاعي السلام والأمن.
الامارات الأولى على مستوى الخليج في دعم المرأة وتمكينها.
وبين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر الأولى على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطلاق برنامج وطني لدعم تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن، ففي العام 2019، تم إطلاق «مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن»، البرنامج التدريبي الرائد الذي يهدف لبناء وتطوير قدرات المرأة في مجال العمل العسكري وقطاعي الأمن والسلام حول العالم، حيث يستند البرنامج على مذكرة تفاهم تم توقيعها عام 2018 بين كل من وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الأمر الذي يؤكد ثقة المؤسسات الدولية بقدرة الإمارات على بناء وتطوير قدرات المرأة ليس على المستوى المحلي فقط بل إقليمياً وعالمياً.
وتؤكد جميع هذه الجهود تؤكد على الدور المهم للمرأة في المجالات كافة باعتبارها إحدى ركائز الرؤية التنموية التي تقود المجتمعات، فالمساهمة في بناء قدراتهن وتطوير مهاراتهن والحرص على تعزيز مشاركاتهن الدولية جزء أساسي من مخطط بناء مجتمعات آمنة ومستقرة.
في هذا الصدد، أطلقت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، عدة مبادرات في مجال تعزيز دور المرأة في العمل الدبلوماسي الهادف لتعزيز الأمن والسلام، من ضمنها برنامج تدريب الدفعة الثالثة التي ضمت 140 متدربة من دول عربية وأفريقية، حيث رفعت هذه الدفعة إجمالي المتدربات ضمن مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن إلى 497 متدربة.
كما أطقت الأكاديمية في العام 2018، مؤشر المرأة في الدبلوماسية، حيث يبحث هذا المؤشر السنوي الذي يجري إعداده من قبل الكادر التدريسي في الأكاديمية بالتعاون مع طلبتها، في معدلات تعيين السفيرات في بلدان أكبر 40 اقتصاداً في العالم إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ويركز المؤشر على السفراء، بهدف قياس درجة تولي المرأة لأبرز المناصب القيادية في عالم الدبلوماسية، كما يهدف إلى إيجاد مرجع موثوق لرصد الزيادة الحاصلة عالمياً في مشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي كسفيرات مع مرور الوقت، وتزويد وزارات الخارجية حول العالم بأداة للمقارنة وبالتالي المساهمة في تعزيز المشاركة النسائية في البعثات الدبلوماسية.
ويؤكد الحضور النسائي الفاعل في بناء دبلوماسيي المستقبل يشكل دلالة واضحة على جهود دعم وتمكين المرأة واستثمار مواهبها في سبيل رفعة الوطن، حيث تستحوذ المرأة الإماراتية على أكثر من 50% من الكادر البشري الفاعل في إعداد دبلوماسيي الإمارات المستقبليين، وتمثل نسبة خريجات أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية 62% في برامج ماجستير الآداب في العام 2021، كما وصلت نسبة الطالبات ضمن دفعة العام الدراسي 2021-2022 في دبلوم الدراسات العليا إلى 45%.
اهتمام القيادة الرشيدة في الامارات بالمرأة
من جهة أخرى، ينبع اهتمام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالمرأة، من إيمانه بأهمية دور المرأة المحوري في تنشئة أجيال صالحة وواعية، قادرة على التعامل مع مختلف التحديات وتجاوزها، والإسهام في بناء أوطانها؛ فالمرأة تحظى بمكانة كبيرة في دولة الإمارات.
وشمل هذا الدعم إصدار تشريعات جديدة لأكثر من 20 مادة قانونية، خلال السنوات الثلاث الماضية، في مجالات العمل والحماية والمشاركة السياسية والأحوال الشخصية والسلك القضائي، والأجور والمعاملات المصرفية وحرية التنقل، والزواج وريادة الأعمال، والممتلكات والمعاش التقاعدي، أسهمت جميعها في تعزيز مكتسبات المرأة، وضمان حقوقها، وترسيخ التوازن بين الجنسين.
كما أسهمت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالمرأة الإماراتية، في الارتقاء بمكانة الإمارات بمؤشرات التنافسية والتقارير العالمية، حيث تتصدر الدول العربية وتأتي في المرتبة 18 عالمياً، في مؤشر المساواة بين الجنسين، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما تأتي في المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بتقرير البنك الدولي “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون”، الذي يرصد جهود الحكومات في العالم، في ما يتعلق بوضع القوانين والتشريعات الرامية لتمكين المرأة اقتصادياً.
وتقدمت الامارات دول العالم في مؤشر نسبة تمثيل الإناث في البرلمان عامي 2020 و2021، ضمن التقرير العالمي للتنافسية. والمركز الأول عالمياً في 4 مؤشرات فرعية، بتقرير الفجوة بين الجنسين، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فضلاً عن مجيئها في المرتبة الأولى عربياً، في تقرير الفجوة بين الجنسين 2021، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وبفضل الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة في الامارات للمرأة، تواصل المرأة الإماراتية مسيرة التمكين لتتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة، مستكملة خطة الدولة الاستراتيجية التي استهدفت المرأة في بدايات تأسيس الدولة، وركزت في حينها على تعليمها وتمكينها بوصفها مربية الأجيال والشريك الفاعل في عملية البناء والتنمية، حيث تقلدت حقائب وزارية وحصلت على رئاسة وعضوية المجلس الوطني الاتحادي، ومثلت بلادها كسفيرة في دول العالم، كما سجلت حضورها في السلك القضائي.
حققت المرأة الإماراتية إنجازات غير مسبوقة، محليا ودوليا، بات القاصي والداني يشهد بها، حيث تشكل المرأة اليوم أكثر من 66 % من القوى العاملة في الإمارات، وتحظى بتواجد قوي، يفوق أعداد الرجال، في قطاعات التعليم والصحة والمصارف وفق إحصائيات رسمية.
كما أن هناك أكثر من 21,000 امرأة صاحبة عمل في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويشكل قطاع صاحبات الأعمال 10% من إجمالي القطاع الخاص الإماراتي، وتقوم صاحبات الأعمال بإدارة مشاريع بقيمة تزيد على 40 مليار درهم، ويمثلن نسبة 15% من تشكيل مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة.
من جهة أخرى، تتبوأ المرأة الإماراتية مكانة مرموقة في السلك الدبلوماسي، حيث تشغل المرأة الإماراتية مناصب عدة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وحتى عام 2019 بلغ عدد النساء الإماراتيات في السلك الدبلوماسي والقنصلي في مقر الوزارة 234 عضوة، بالإضافة إلى 42 من النساء العاملات في السلك الدبلوماسي في البعثات الخارجية لدولة الإمارات، كما يوجد 7 سفيرات في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
كما ارتفع معدل مشاركة المرأة الإماراتية في قطاع الفضاء الإماراتي مما عكس اهتمام القيادة الرشيدة بتمكين بنات الإمارات في المجالات كافة وتفعيل دور المرأة شريكاً في مسيرة التنمية والتقدم والازدهار فوصلت المشاركة النسائية في مشروع “مسبار الأمل” لاستكشاف المريخ إلى 34% من فريق العمل، وارتفعت نسبة الباحثات في الفريق العلمي للمشروع 80% من العدد الإجمالي للفريق.
كما أن اختيار نورا المطروشي كأول رائدة فضاء عربية والذي جاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية يعكس المجهودات الضخمة التي بذلتها دولة الإمارات لتمكين المرأة الإماراتية في مجال الفضاء.