العدالة المناخية ووفاء الدول بتعهداتها.. أبرز القضايا التي تسائل القادة المشاركين في قمة المناخ “كوب 27”

الدار/ هيام بحراوي
انطلقت فعاليات قمة تغير المناخ السنوية للأمم المتحدة، التي تحتضنها مصر، حيث توافد قادة العالم اعتبارا من أمس الاثنين إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب 27 في مصر، وسط ضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الإحتباس الحراري الآخذ في الارتفاع، والذي تدفع ضريبته القارة الإفريقية، التي من المقرر أن يخصص لها دعم مالي باعتبارها الأكثر تضررا من التغير المناخي.
وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات الإثنين والثلاثاء، أمام المندوبين المجتمعين في شرم الشيخ في إطار قمة المناخ كوب27.
المغرب بدوره حاضر في هذه القمة الدولية بوفد رفيع المستوى يرأسه الأمير مولاي رشيد، للمشاركة في قضية التغير المناخي. فضلا عن مساهمات لخبراء وباحثين مغاربة ضمن جلسات النقاش الموضوعاتية، الخاصة بالمؤتمر.
وفي هذا الصدد، طالبت الباحثة والناشطة البيئية نادية حمايتي، بوفاء الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ بإلتزاماتها التي حددتها اتفاقية باريس، مذكرة بقمة المناخ التي نظمت سنة 2016 في مراكش بالمغرب، والتي تقول خرجت بقرارات مهمة في مجال مكافحة التغير المناخي، لكن منذ ذلك الوقت تضيف “لا زالت العديد من الدول لم تطبق التزاماتها البيئية”.
وتأمل نادية حمايتي التي حلت ضيفة على “بي بي سي عربية” في برنامج حديث الساعة ،أن تكون قمة شرم الشيخ، التي تعقد مرة ثانية في إفريقيا، فرصة لمعالجة القضايا الإفريقية وإعطائها الأولوية، ورفع القضايا البيئية الإفريقية الى أكبر مستوى حتى يتم اتخاذ قرارات ملزمة .
وجوابا على سؤال يتعلق بكيفية تأثير الاحتباس الحراري على المغرب ، أوضحت المتحدثة، أن المغرب يتأثر بالتغيرات المناخية بشكل أصبح واضحا للعيان، وقالت” نحن نعاني من جفاف لا سابق له وقد ترتب عن ذلك ندرة في الموارد الغذائية والطبيعية”.
وأضافت “لأول مرة منذ عقود نتحدث عن كيف يمكن أن نجد بدائل لإنتاج الماء بعدما كان المغرب يعتمد على مياه الأمطار والثلوج والسدود أَضحى الآن يتوجه نحو تحلية مياه البحر وإلى وسائل علمية أخرى لإنتاج الماء بطريقة بديلة”.
وقالت، إن جهة الدار البيضاء سطات التي تعتبر أكثر الجهات كثافة سكانية سوف يتم تزويدها من المياه الجوفية من منطقة الأخرى ، غير أن التساؤل الكبير الذي طرحته الناشطة هو الذي يجب أن يطرح على المستوى الدولي، هل سوف نستنزف ما تبقى من الموارد التي هي يجب ان نستغل مستقبلا؟
واعتبرت أن افريقيا هي قارة مظلومة مناخيا ، فهي لا تلوث إلا 4 في المائة من إجمالي التلوث في العالم ولكن هي تتأثر أكثر بالتغيرات المناخية والجفاف وبالهجرة، وقمة الأطراف يجب حسب المتحدثة، أن تأخذ بعين الاعتبار هذه النقط جميعها في اتخاذ قراراتها .
يشار أن أكثر من 25 دولة، اجتمعت يوم الإثنين في مؤتمر المناخ كوب27 لمساءلة بعضها البعض بشأن التعهد بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، معلنة عن ضخ مليارات الدولارات لتمويل جهودها في هذا الصدد.
ويأتي أول اجتماع لشراكة قادة الغابات والمناخ، برئاسة غانا والولايات المتحدة، بعد عام من تعهد أكثر من 140 قائداً في مؤتمر كوب26 في بريطانيا بإنهاء إزالة الغابات بحلول نهاية العقد.
ولم يكتمل التقدم الذي تحقق منذ ذلك الحين، إذ فرضت دول قليلة فقط سياسات أشد صرامة بشأن إزالة الغابات والتمويل.
وقال ألوك شارما رئيس مؤتمر كوب26 في بيان “هذه الشراكة خطوة تالية مهمة لننفذ جميعا هذا التعهد ونساهم في جعل الهدف المتمثل في الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية قائماً”.
وقبل المؤتمر طلبت منظمة السلام الأخضر Greenpeac بتحرك دولي عاجل لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لأنها الأشد تأثرا بظاهرة الاحتباس الحراري بوثيرة تقارب ضعف المعدل العالمي.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها ان المنظومات الحيوية والحيوانات وسبل عيشها تعاني معاناة كبيرة في دول مثل الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وتونس والامارات والتي تتعرض جميعها لآثار متسارعة لتغير المناخ، وبناء على ما جاء في التقرير، تطالب المنظمة القيادات التي تجتمع في شرم الشيخ المصرية للمشاركة في مؤتمر المناخ خلال ساعات بالعمل على تحقيق ما وصفته بالعدالة المناخية .