أخبار دوليةسلايدر

في “يوم الشهيد” في الإمارات…مبادرات للشيخ محمد بن زايد لرعاية أسر الشهداء وأبنائهم

الدار/ خاص

هو أحد أهم المناسبات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعتز به كثيرًا كل مواطن اماراتي. “يوم الشهيد” يوم يحتفل به في الـ30 نونبر من كل سنة، يتم فيه احياء ذكرى الشهداء الذين استشهدوا على تراب أرض الامارات أو خارجه دفاعًا عن اسم دولتهم عاليًا ورفع راية الحق.
يخلد هذا اليوم دماء شهداء الامارات، التي سالت دفاعًا على ارضها الغالية في معارك عدة ودفاعًا عن جزر الوطن الغالي.
وتستذكر الإمارات في هذه المناسبة بطولات أبناءها البررة الذين بذلوا الغالي والنفيس في رفعة الوطن والذود عنه بإقدام وشجاعة وقدموا أرواحهم في سبيله، في تجسيد لمعان الوفاء والامتنان لقيم التضحية والفداء وحب الوطن والولاء والالتفاف حول القيادة الرشيدة التي سخرت كل شيء لتبقى الإمارات عنواناً للتسامح والسلام والإنسانية.
في عام 2015، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، طيب الله ثراه، مرسوماً بأن يكون يوم 30 نونبر من كل عام يوماً للشهيد الإماراتي، تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
و أصبح هذا اليوم الوطني الاستثنائي مناسبة لتكريس فخر واعتزاز الأمة بتضحيات رجال ضحوا بأرواحهم من أجل إعلاء راية الوطن، وحفظ الاستقرار والسلام في ربوع دول المنطقة وأمن شعوبها، والتأكيد على قيم الولاء والتضحية والفداء، كمدرسة وثقافة ومنهج مستمد من ديننا الإسلامي الحنيف، الذي أعلى مكانة الشهادة والشهداء.
ان تاريخ “الشهادة” في الإمارات، تاريخ طويل، ومشرّف، منذ أعلن في 30 نونبر من عام 1971، عن استشهاد “سالم بن سهيل”، دفاعاً عن علم بلاده، وهو المؤتمن للحفاظ على النظام والأمن في جزيرة طنب الكبرى، هو وخمسة من زملائه، حيث رفض إنزال العلم، مقابل إصرار الجنود الإيرانيين المسلحين واستخدامهم صنوف الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى استشهاده على تراب بلاده الطاهر.
وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على رعاية أبناء الشهداء، والاهتمام بشؤونهم، وتأمين أوجه الدعم كافة لهم، لتمكينهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم نحو المستقبل، وفاء وعرفاناً لتضحيات الشهداء العظيمة.
و خصص سموه مكتباً في ديوانه، يعنى بمتابعة شؤون أسر الشهداء، بما يمثل ترجمة فعلية لاهتمام القيادة بأسر الشهداء وذويهم، تقديراً لتضحياتهم وبطولاتهم في الدفاع عن الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.
ويتولى المكتب الإشراف على المبادرات وفق مسارين، الأول متابعة ودراسة احتياجات ومتطلبات أسر وأبناء الشهداء، والثاني تبني واعتماد المبادرات والمشاريع النوعية، والإشراف على تنفيذها. ويؤكد إنشاء المكتب حرص سموه على تحقيق الاستدامة في دعم أسر الشهداء وإيجاد منظومة متكاملة لمتابعة وتلبية احتياجاتهم، بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة.
وأطلق المكتب برنامج الإرشاد والتوجيه المهني “خطوات” مستهدفاً الطلبة المتفوقين دراسياً من أبناء الشهداء لاكتشاف الخيارات المتعلقة بمسارهم المهني المستقبلي، حيث يتضمن البرنامج دورات وورش عمل ومحاضرات تهدف إلى تزويدهم بالمهارات اللازمة والأسس العلمية الصحيحة، لتمكينهم من تجاوز التحديات وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
وفي السياق ذاته، شكلت صحة وسلامة أسر الشهداء وذويهم أولوية خاصة لدى مكتب شؤون أسر الشهداء الذي حرص على متابعة كل ما يتعلق بشؤونهم الصحية لاسيما فئات كبار السن وأصحاب الهمم.
وأطلق المكتب مبادرة مخيمات أبناء الفخر التي تعد مبادرة نوعية موجهة لأبناء الشهداء بهدف تنمية القدرات والعلاقات الاجتماعية وتحمل المسؤولية لدى المشاركين عن طريق اشتراك الفرد مع زملائه في النشاطات المتعددة وتعاونه معهم على إنجاز مختلف الأعمال، بالإضافة إلى تزويدهم بمعلومات وخبرات جديدة توسع مداركهم وثقافاتهم وآفاق تفكيرهم.
يؤكد انشاء هذا المكتب رغبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن تكون رعاية أسر الشهداء عملاً مؤسسياً من قبل مكتب يخضع مباشرة لديوان سموه، لطرح المبادرات التي تخلّد ذكرى شهدائنا الأبرار، وتوفير الخدمات التي يرى المكتب أنها تلبي احتياجات أسرهم، وتسهم في توفير حياة كريمة لهم.
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استراتيجية متكاملة لدعم وتوفير الحياة الكريمة لأسر الشهداء، تضمنت أربعة محاور أساسية، شملت دعم الاستقرار الأسري عبر برامج الإسكان، وتوفير المنازل، وتعزيز الخدمات المقدمة لأبناء الشهداء في قطاع التعليم، ومتابعة تحصيلهم العلمي، إضافة إلى توفير الرعاية الصحية الشاملة، التي تتضمن مبادرات خاصة بأصحاب الهمم، لاسيما في فترة جائحة «كوفيد–19»، ومنظومة متكاملة من مبادرات الدعم الاجتماعي، ومبادرات تنمية المهارات الحياتية والعلمية والثقافية والرياضية.
ويشكل ضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي لأبناء الشهداء وذويهم، إحدى أبرز أولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حيث حرص مكتب شؤون أسر الشهداء على متابعة مراحل إنجاز المنازل، والتواصل مع مستحقيها لإجراء الترتيبات المتعلقة بتسليمها لهم في أسرع وقت ممكن.
على الصعيد التعليمي، حرص سموه على توفير البيئة الدراسية المناسبة التي تتيح لأبناء الشهداء التفوق في تحصيلهم، وتوفير الفرص المناسبة لهم ليكونوا قادة متميزين في المستقبل، عبر زيارة مدارس الدولة لتفقد الطلبة أبناء الشهداء ومتابعة شؤون دراستهم، والاطمئنان على سير تحصيلهم العلمي وتفوقهم، والعمل على متابعة وتأمين كل أوجه الدعم والرعاية والاهتمام بهم.
وشكلت صحة وسلامة أسر الشهداء وذويهم أولوية خاصة لدى سموه، الذي حرص على متابعة كل ما يتعلق بشؤونهم الصحية، لاسيما فئات كبار السن وأصحاب الهمم، ونظم المكتب، بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة مجموعة من المحاضرات واللقاءات التي عقدت عن بعد لتمكين ذوي الشهداء من مواكبة كل المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وضمان توعيتهم بطرق الوقاية منه، وسبل التكيف مع الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار الوباء، إضافة إلى إطلاق حملة خاصة لتطعيم ذوي شهداء الوطن وأسرهم ضد الفيروس.

زر الذهاب إلى الأعلى