سلايدرفن وثقافة

صدور أول كتاب بالعبرية عن غسان كنفاني بعنوان “لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟”

أصدر الصحفي والكاتب الإسرائيلي داني روبنشتاين، مؤخرا كتابا عن غسان كنفاني هو الأول من نوعه بالعبرية عن هذا الكاتب البارز الذي ما زال ينظر إليه في المجتمع الإسرائيلي على أنه “مخرب”.

ويحمل الكتاب الصادر عن دار نشر علليت هاجج، عنوان “لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ غسان كنفاني- أديب المنفى” . وهو مقتبس من جملة بارزة في رواية كنفاني “رجال في الشمس”.

يقول روبنشتاين لصحيفة هارتس “في إسرائيل يعتبر كنفاني أولا وقبل كل شيء إرهابيا، قليلون هم من يعرفون أعماله، لكنه رمز في العالم العربي والكاتب الفلسطيني الأبرز”.

ويضيف روبنشتاين (85 عاما) “ألفت هذا الكتاب لأنني أردت أن أحكي قصة الجيل الفلسطيني الذي نشأ في الوقت نفسه الذي نشأ فيه جيلي. فمع مر السنين، فهمت قيمة كنفاني في العالم العربي بشكل عام وفي أوساط الشعب الفلسطيني بشكل خاص. وزادت قيمته مع مرور الوقت، فيما تظل كتاباته ذات صلة بفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

ويضيف “لقد رأى بأم عينيه معاناة الفلسطينيين في المخيمات. كان أول من أطلق صرخة مئات الآلاف الذين تركوا منازلهم في النكبة وأصبحوا شتاتا في اللامكان. قراءة كتاباته تكشف الحقيقة الإنسانية وراء الشعارات الوطنية الفلسطينية، وهي حقيقة لا تزال قائمة. وبعد هزيمة الأيام الستة فهم كنفاني أن هذه لم تكن مجرد ضربة عسكرية قاسية. لقد أدرك أن الدول العربية لم تكن تعرف كيف تدافع عن نفسها، وبالتالي لم يكن هناك أي وسيلة للدفاع عن الفلسطينيين”.

ولد كنفاني في عكا عام 1936، وخلال النكبة كان وهو في ال 12 من العمر ضمن المهجرين. عن ذلك يقول في قصته القصيرة “أرض البرتقال الحزين” “وعندما وصلنا صيدا، في العصر، صرنا لاجئين”.

واغتيل كنفاني في 8 يوليوز 1972 في بيروت مع ابنة أخته لميس نجم (17 عاما)، وذكرت الصحف الإسرائيلية أنه اغتيل ردا على مذبحة مطار اللد في مايو 1972، والتي راح ضحيتها 24 شخصا على يد ثلاثة يابانيين.

وكتبت “معاريف” حينها “كان كنفاني من بين الذين خططوا لتجنيد اليابانيين للقيام بمهمة انتحارية في اللد”، فيما جاء في العنوان الرئيسي لهآرتس تاريخ 9 يوليوز 1972 “اغتيال كنفاني رقم 3 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحد قادة الجبهة ومن بين مخططي مجزرة اللد. قتل بانفجار قنبلة في سيارته”.

لكن سنوات بعد ذلك، كتب الصحافي إيتان هابر في “يديعوت أحرونوت” عام 2005، أن كنفاني أضيف خطأ إلى قائمة الموت، مضيفا “اليوم، يعترف نصف الموساد بأن قرار خلق جو من الردع والخوف في أوساط الفلسطينين في الخارج أسفر عن ضحايا أبرياء، وكان كنفاني أبرز من حكمت عليهم “محكمة” غولدا بالإعدام”.

وفي مقال حول كتاب داني روبنشتاين عن غسان كنفاني، يقول حجاي إلعاد رئيس منظمة بيتسليم الإسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن الكتاب يقدم للقراء العبريين نظرة مغايرة “إن المقاومة الفلسطينية للمشروع الصهيوني ليست معادية للسامية، بل متجذرة في دوافع واقعية وسياسية. فالأمر لا يتعلق كما تصوره الدعاية الإسرائيلية، بهدف تقويض المقاومة الفلسطينية، بمعاداة للسامية ترفض اليهود بالجملة لمجرد أنهم يهود”.

 

الدار : و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى