فن وثقافة

الإذاعة الوطنية تنحرف عن الطريق !!

 

الدار ـ إكرام زايد

 

حين كانت الإذاعة الوطنية تذكر في الماضي، فإنها تذكر برموزها من الأسماء الإذاعية التي حققت شهرتها ونجوميتها عبرها، وخلقت لنفسها معجبين عبر متابعة أثيرية حضر فيه المتخيل لتصور أشكال مخاطبيهم ومخاطباتهن من وراء الميكروفون..

حين كان الحديث عن الإذاعة الوطنية في الماضي، كان المتحدث يتوقف عند المواضيع المثارة للنقاش عبرها، من خلال أصوات طبعت مسامع أجيال تربت وأغنت ثقافتها وطورت مداركها بفضلها على اعتبار أنها أداة غير مباشرة للتوعية والتلقين والعلم..

اليوم وفي ظل تحرر القطاع السمعي البصري سنة 2006، وإطلاق مجموعة من المحطات الإذاعية الخاصة، استبشرنا خيرا لتنوع واختلاف توجه كل واحدة منها مما يخلق حرية الاختيار لدى المستمع، إلى جانب فتح باب المنافسة بين مختلف هذه المنابر..

أمل اندثر بعد مرور 12 سنة على تحرير القطاع السمعي، بالنظر إلى تغير مسارات إذاعاتنا الخاصة التي زاغ جلها عن الطريق الذي رسمته لنفسها بداية ضمن دفاتر تحملاتها.. أصبح المنهج اليوم يزاوج بين الطبخ ووصفات علاج الشعر وماسكات الوجه واستفسارات المستمعين بغية النصح والإرشاد النفسي..  

المؤسف في الأمر، هو انحراف إذاعتنا الوطنية عن طريقها السيار واتباعها لهذا النهج، محاولة مجاراة ركب غريب عنها أفقدها توازنها و وقارها وهيبتها التي اكتسبتها مع تعاقب السنوات منذ إنشائها سنة 1928..

برامج الإذاعة الوطنية فقدت بريقها وتميزها وخصوصيتها اليوم، وأًصبحت تشكل في غالبيتها استنساخا لبرامج قدمتها سابقا تحت مسميات أخرى ضمن شبكات برامجية سابقة..

ضاعت هوية برامج الإذاعة الوطنية اليوم، واندثرت في خضم ذلك بصمة أصحابها، وتاهت من المستمع الوفي "أم الإذاعات" لما تقدمه من مواد غريبة دخيلة على أثيرها.. أصبحت الإذاعة الوطنية اليوم تفرد مساحة زمنية لا يستهان بها في فترتها الصباحية، لاستعراض وصفات الطبخ وماسكات الوجه والشعر ونصائح للتغلب على بقع الملابس وغيرها على غرار ما تفعله الإذاعات الخاصة.. فيما تخصص حصتها المسائية لعيادات للعلاج والاستشارة النفسية، عبر متخصصين في مجال العلاج النفسي يجيبون عن استفسارات المستمعين بخصوص مواضيع تهم النفس والحياة، تتطلب الإجابة عنها المعاينة وشروط أخرى لا توفرها سوى العيادات المتخصصة!!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى