المواطنسلايدر

الهونزا .. شعب تهابه الأمراض متوسط أعماره 145 عاماً و نساؤه يلدن حتى الـ70

الدار :  أحمد البوحساني

” الهونزا” او “متحدون في جبهة واحدة كالسهام” ، شعب مسلم معروف بطول عمره وشباب رجاله ونسائه الدائم، وقدرتها على الإنجاب في عمر السبعين، وصفه المؤرخون فى كتبهم بالشعب الذى لا يمرض ولا تتمكن منهم الشيخوخة، وعمر السبعين عاماً يعتبر مرحلة الشباب لديهم، فالرجال والنساء بصحة ممتازة وبشرة نضرة كالأطفال تماماً.

فما هي أسرار وحكايات شعب “الهونزا” !

شعب او قبيلة الهونزا :

تحوم حول شعب الهونزا الكثير من الأسرار، لأنهم يعيشون لأعمار تصل حتى 145 عاماً، ويظلون بنشاطهم وصحتهم حتى عمر 100 عام،
يقطن شعب الهونزا في وادي أُطلق عليه إسم “وادي الخالدين” ، يقع على الحدود بين الهند وباكستان.

قبيلة هونزا المعروفة أيضًا باسم شعب بوروشو، يعيش أفرادها في مرتفعات بجبال الهيمالايا ، وفي مناطق متفرقة بما فيها هونزا، و شيترال، وناغار الباكستانية، وأيضًا في وديان جيلجيت بالتستان، ومع ذلك، يُعتبر أصلهم شمال غرب الهند وتقيم منهم أيضًا مجموعة أصغر تضم أكثر من 350 شخصًا من بوروشو في جامو وكشمير.

حياة بدائية و متوسط اعمار طويلة :

يقال إن متوسط ​​العمر المتوقع لشعب “هونزا” هو 100 عام، بينما يتجاوز البعض 145 عامًا، وكان هذا على وجه الخصوص، لغزًا للعديد من العلماء والأطباء في العالم، لذلك عاش العديد من الباحثين وسط شعب الهونزا لمعرفة أسباب ذلك.
و مع مرور السنوات استنتج جميع الباحثين الذين عاشوا مع قبيلة الهونزا، أن الحياة الطويلة والصحية لسكانها ترجع إلى نمط حياتهم العضوي والطبيعي، و تمتعهم بإمكانية الوصول إلى المياه العذبة المخصبة بشكل طبيعي بالمعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والحديد وما إلى ذلك، التي تعتبر ضرورية للجسم وتفسر إلى حد ما مكافحة الشيخوخة لشعب الهونزا.

كما يعتمدون فى نظامهم الغذائي على أكل الخضروات النيئة والفواكه والبروتين كالحليب والبيض والجبن، حيث لا يأكلون إلا مما يزرعون فقط، ولديهم فترة صيام صحي مدته ثلاثة أشهر من كل عام، لا يتناولون فيها إلا العصير الطازج، أما الاستحمام فهو حصراً بالماء البارد حتى فى أكثر أوقات السنة برودة كما يتضمن نظام حياتهم اليومي المشي لمسافات أكثر من 20 كيلومتر.

هذا النمط من العيش يعتبر بدائي ، وهو ما ساعد شعب الهونزا على رعاية صحته بشكل كبير، ولا يعرف شيئًا عن أمراض العصر، مثل السرطان والسكر والسمنة وأمراض ضغط الدم، ولم تصلهم أي أوبئة من التى انتشرت فى العالم، والعلة الوحيدة التى قد يعانى منها شعب الهونزا هو التهابات العين، بسبب الدخان الصاعد من حريق الخشب المستخدم في إعدادهم الطعام.

رجال أقوياء و نساء ينجبن في سن كبيرة :

يبلغ عدد سكانهم نحو 920 ألف نسمة، لا تمرض ولا تشيب، يعيشون حياةً طويلة وبصحة أفضل ، لذلك لا تندهش عندما يقابلك أحدهم عمره 70 عاماً ويحتفظ ببنية الشباب، وأحياناً تصل أعمارهم إلى 145 عاماً. و الأكثر من ذلك، نساء هونزا يتمتعن بصحة جيدة تسمح لهن بالحمل والولادة حتى سن السبعين، إلى جانب تمتعهن ببشرة نضرة كالأطفال.

كتب عنهم الطبيب روبرت مكاريسون في جريدة الجمعية الفلكية للفنون: “شعوب الهونزا لديهم قدرة على التحمل غير عادية أو معتادة لدى البشر، فالرجل لديهم يمكنه السير في نهر جليدي عارياً بفصل الشتاء دون أن يتضرر جسده أو يشعر بالضعف”. مؤكداً وصولهم إلى أقصى درجة من اللياقة البدنية الكاملة التي شهدها في حياته المهنية.
كما أن الكثير من شعب الهونزا يعتبر من ممارسي رياضة اليوغا البارعين، بجانب إدراكهم لأهمية ممارسة التأمل وفوائده على العقل والجسد والروح.
اضافة إلى غياب التكنولوجيا الحديثة لدى تلك القبيلة، مما يجعل من المجهود البدني الشاق أمراً ضرورياً لاستمرارية الحياة، ولذلك ليس هناك مجال للكسل، الذي يعتبر من أكثر المخاطر التي تهدد صحة القلب.

كيف اشتهر هذا الشعب؟

تعيش قبيلة الهونزا المسلمة، على مذهب الطائفة الإسماعيلية، ويعتبرون من أتباع “أغا خان”، ويعتبر الأمير كريم الحسيني الذي يعيش في فرنسا هو الزعيم الروحي لتلك القبائل، وحامل لقب “أغا خان الرابع”.
و تعود شهرة هذا الشعب إلى حادثة طريفة من نوعها، وقعت في العام 1984، عندما استوقف الأمن في مطار لندن رجلاً يدعى “عبدمبندو”، وفي جواز سفره تاريخ مولده عام 1932، ما أثار دهشة رجل الأمن، لأنه يبدو في الثلاثينيات، فحكى الرجل له عن موطنه الــ “هونزا” ومن هنا عُرفت تلك المنطقة.
وحسب ما ذكره موقع “اندو إنديا”، الناطق باللغة الهندية، فإن هذا المجتمع يتحدث لغة البروشسكي، ويقال إنهم من نسل أحد جيوش الإسكندر الأكبر، وهو جيش “اليكجينت دار” الذين ضلوا طريقهم في القرن الرابع في واحد من الجبال الضيقة للهمالايا.

زر الذهاب إلى الأعلى