تعزيز التعاون الثنائي محور مباحثات بين رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة وأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية بكين
شكل تعزيز التعاون الثنائي محور مباحثات، جرت اليوم الجمعة بالرباط، بين رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، رشيد العبدي، وأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية بكين، ين لي.
وتم خلال اللقاء الذي تميز على الخصوص بحضور سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، لي تشانغ لين، بحث كافة السبل الكفيلة بالدفع بالتعاون الثنائي بين مجلس الجهة وبلدية بكين، بغرض تحقيق المنفعة المشتركة، إضافة إلى استشراف الآفاق الاقتصادية لتعاون من هذا القبيل.
وقال السيد العبدي في كلمة بالمناسبة، إن زيارة أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية بكين للمغرب تعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، مذكرا بالزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية سنة 2016، والتي توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تهم مجالات متعددة.
وأكد أن المجلس الجهوي يعمل على نسج علاقات مع عدة هيئات مماثلة عبر العالم، ويجدد انفتاحه في هذا الباب، مبرزا أن الانسجام الذي يطبع عمل هذا المجلس مكن من “بلورة تصور نموذجي بخصوص المشاريع الكبرى بالجهة”. وأبرز في هذا الاتجاه أن جهة الرباط-سلا-القنيطرة قامت بتنفيذ مشاريع رائدة في مجالات تهم أساسا البيئة، واستعمال المياه العادمة في السقي، وأيضا المجال الاقتصادي، عبر إحداث 4 مناطق صناعية حرة بكل من بوقنادل، وتكنوبوليس، والقنيطرة، وعين جوهرة، وتعمل على استقطاب استثمارات أجنبية بغرض إحداث مناصب الشغل وتحقيق التنمية المستدامة.
وبحسب السيد العبدي فإن مجال البنية التحتية يحظى أيضا بالأهمية في برنامج عمل الجهة عبر بلورة شبكة تنقل تعتبر ضمن الشبكات المهمة بالمملكة، وتشمل القطار فائق السرعة، وترامواي، مع فتح طرق مزدوجة تربط المدن السبع بالجهة.
وبخصوص الشق المتعلق باستعمال الطاقات النظيفة، أبرز أن المجلس ينكب على التفكير في إحداث مشاريع للطاقة الشمسية وتعزيز استخدامها من خلال تخصيص 400 مليون درهم في السنتين المقبلتين. وأشار إلى أن المجلس خصص غلافا ماليا قدره 1.2 مليار درهم لتشجيع الاستثمار المنتج، مستشهدا بعينة من الاستثمارات الصينية بالجهة، والتي شكلت موضوع اتفاقية تفاهم مع الحكومة المغربية بغرض إنشاء وحدة صناعية متخصصة في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بمنطقة بو قنادل. وخلص إلى أن المجلس يعكف على تنظيم “منتدى الاستثمار بجهة الرباط-سلا-القنيطرة والجهات الإفريقية”، والذي سيعرف مشاركة 15 بلدا افريقيا، مع فتح الباب أمام المشاركة الأجنبية، بغرض جعله منصة وفضاء للتبادل التجاري.
بدوره، نوه أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية بكين، بعقد هذا اللقاء بمقر جهة الرباط-سلا-القنيطرة، مضيفا أنه يتوخى تعزيز التواصل الاستراتيجي والحوار الثنائي، تنفيذا لإرادة قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس شي جين بينغ.
وجدد المسؤول الصيني بالمناسبة تعازي الشعب والحكومة الصينية ومواساتها للمغرب جراء الزلزال الذي ضرب مناطق بالمملكة، مشيدا بالمجهودات الكبيرة التي يقوم بها المغرب والرامية إلى إعادة الإعمار وقدرة الشعب المغربي على التغلب على الصعوبات “العابرة”.
وأكد أن الجانب الصيني تحذوه الرغبة في تعزيز العلاقات مع نظيره المغربي، مبرزا أوجه التشابه بين جهة الرباط-سلا-القنيطرة وبلدية بكين، “وتطابق الرؤى والتخطيط الموحد بخصوص قضايا تهم أساسا محاربة التلوث، وأيضا الماء، والتربة، إضافة إلى التشجير، وشبكة التنقل”.
وأوضح في هذا الصدد أن الحكومة المركزية بالصين تعتبر بكين، إضافة إلى مقاطعاتها الثلاث، منطقة ذات تنمية متكاملة، وذلك من أجل ضمان التكامل وتعزيز التبادل التجاري والتعاون العملي تحقيقا للتنمية المشتركة.
وأشاد أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية بكين بخلاصات النموذج التنموي الجديد “الذي يتوافق مع الخصوصية المغربية”.
وجدد حرص الجانب الصيني على إنشاء آلية للتبادل والحوار بين مجلس الجهة وبلدية بكين لتحقيق المنفعة المتبادلة، وتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار أكثر بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، معتبرا اللقاء بمثابة منصة للتعريف واستعراض مؤهلات وإمكانات الجانبين والتعريف بها على أوسع نطاق.
المصدر: الدار- وم ع