أخبار الدارسلايدر

دفعة مساعدات طبية تؤكد التزام المغرب تّجاه القضية الفلسطينية

الدار/ تحليل

تواصل بلادنا تأكيد التزامها التاريخي تّجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحصول على حريته واستقلاله على أراضي 1967، والوقف النهائي لكل أشكال الاحتلال والاستيطان والاعتداءات المتواصلة اليوم في قطاع غزة. في هذا السياق أعطى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تعليماته السامية لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “هذه المساعدات، التي أمر بها جلالة الملك، نصره الله، تتكون من أربعين طنا من المواد الطبية تشمل، على الخصوص، معدات لعلاج الحروق، والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذا أدوية أساسية”، مضيفا أن هذه المواد الطبية “موجهة للبالغين، وكذا للأطفال صغار السن”.
يأتي هذا التوجيه الملكي للمساعدات التي تكفّل بها جلالته من ماله الخاص في توقيت حساس جدا تمر به الحرب المدمرة على قطاع غزة، بعد أن تعثّرت المفاوضات بين حكومة بنيامين نتنياهو وحركة حماس، وأصرّ الجيش الإسرائيلي على استمرار عمليته في رفح، مع تسجيل تزايد كبير في أعداد الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين. لا يتردد المغرب ملكا وحكومة وشعبا في التعبير عن موقفه الصريح والواضح فيما يخص ضرورة إنهاء هذا العدوان وفتح المعابر وإدخال المساعدات العاجلة وإعادة إعمار قطاع غزة، ثم التفكير في إطلاق عملية سلام شاملة تؤدي إلى حل جذري. هذا الحل القائم على المبادرة العربية للسلام التي تشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى الرغم من استمرار الحرب الطاحنة والقصف المميت على رؤوس المدنيين الفلسطينيين، فإن جلالة الملك يؤكد من خلال هذه المبادرة العاجلة ضرورة التركيز على الجوانب الإنسانية لهذه الأزمة غير المسبوقة. فما يعانيه سكان القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي يعد حرب إبادة بكل ما في الكلمة من معنى، بأبشع الطرق التي تشمل الحصار والتجويع والعطش، ولا سيّما في شمال القطاع، الذي يشهد مجاعة حقيقية. لكن التركيز على المساعدات الطبية يؤكد أن المغرب يستهدف الحاجة الماسة لسكان القطاع من الجرحى والمصابين ضحايا القصف الهمجي الإسرائيلي. هذه المساعدات التي سيحرص المغرب على إدخالها عبر الطريق البري الاستثنائي الذي دخلت عبره المساعدات الغذائية التي أرسلتها بلادنا في رمضان الأخير، تأتي في وقتها المناسب جدا بعد أن تحوّل استهداف المدنيين إلى سلاح يُشهره الجيش الإسرائيلي في وجوه الفلسطينيين المدنيين والعزّل.
وكان المغرب قد نظم في رمضان الأخير عملية إنسانية أخرى أدخل من خلالها أطنانا من المساعدات الغذائية والدوائية لسكان القطاع الذي يعيشون أزمة إنسانية خطرة كان من أبشع مظاهرها وفاة عدد كبير من الأطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية. وعبّرت بلادنا باستمرار عن استعدادها الكامل لتقديم ما يلزم من المساعدات والدعم الإنساني والمعيشي للتخفيف عن سكان قطاع غزة ورفع المعاناة عنهم. وتضع بلادنا رهن إشارتهم كافة إمكاناتها اللوجستية كالمستشفيات الميدانية الجاهزة لأخذ مكانها في أراضي القطاع لتقديم العلاج للجرحى والمصابين والمرضى الذين تفاقمت معاناتهم منذ بدء هذا العدوان الغاشم.
وفي تدبير التعامل مع ملف القضية الفلسطينية تحرص بلادنا باستمرار على الثوابت العربية التي لا يمكن التنازل عنها، كما أن المغرب يشجع كل أشكال الحوار والمفاوضات الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والانتقال إلى مرحلة السلام الدائم والعادل الذي يمكن أن يستفيد منه الطرفان. ودعّمت بلادنا كل الجهود المبذولة سواء على الصعيد العربي أو الدولي من أجل الضغط على إسرائيل لإيقاف حربها المدمرة وتجنيب المدنيين ويلات القصف الذي لم يتوقف. كما أدانت وزارة الخارجية في مناسبات عديدة المجازر التي اقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين ولا سيّما في مجزرة النصيرات الأخيرة التي أودت بحياة المئات من النازحين.

زر الذهاب إلى الأعلى