أخبار الدارسلايدر

وصل ثمنه إلى 10 دراهم للحبة الواحدة.. هذه أسباب ارتفاع أسعار التين الشوكي بالمغرب

الدار/ خاص

شهدت أسعار التين الشوكي، المعروف في المغرب باسم “الهندية” أو “الكرموس الهندي”، ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما أثار قلق المستهلكين والمزارعين على حد سواء. في هذا المقال، سنحلل الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع ونقدم معطيات دقيقة وأرقامًا وإحصائيات لدعم التحليل.

تعد التغيرات المناخية أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في ارتفاع أسعار التين الشوكي في المغرب. وفقًا لبيانات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن المناطق المنتجة للتين الشوكي شهدت انخفاضًا بنسبة 30% في معدل هطول الأمطار على مدى العقد الماضي. هذا الانخفاض في كمية الأمطار أثر بشكل مباشر على إنتاجية التين الشوكي، حيث انخفض الإنتاج الوطني بنسبة 25% خلال السنوات الخمس الأخيرة.

الأمراض النباتية

الأمراض النباتية، خاصة تلك التي تصيب التين الشوكي، لعبت دورًا كبيرًا في تقليل الإنتاج. مرض “الكوشنيلا” (Dactylopius coccus)، الذي ظهر بشكل واسع في السنوات الأخيرة، تسبب في تدمير حوالي 40% من المحاصيل في بعض المناطق. البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) تشير إلى أن مكافحة هذا المرض تتطلب تكاليف إضافية تقدر بـ 15 مليون درهم سنويًا، مما يزيد من تكاليف الإنتاج.

ارتفاع تكاليف الإنتاج

تكاليف الإنتاج شهدت زيادة ملحوظة، خاصة في ما يتعلق بالأسمدة والمبيدات واليد العاملة. تقارير الجمعية المغربية لمنتجي التين الشوكي (AMPT) تشير إلى أن تكلفة الأسمدة ارتفعت بنسبة 20% خلال العامين الماضيين، بينما زادت تكلفة اليد العاملة بنسبة 15% في نفس الفترة. هذا الارتفاع في التكاليف انعكس بشكل مباشر على أسعار التين الشوكي في الأسواق.

تزايد الطلب المحلي والدولي

التين الشوكي يتمتع بشعبية متزايدة ليس فقط على الصعيد المحلي، بل في الأسواق الدولية أيضًا. بيانات التجارة الخارجية تشير إلى أن صادرات المغرب من التين الشوكي ارتفعت بنسبة 50% بين عامي 2018 و2023، حيث وصلت إلى 10,000 طن سنويًا. هذا الارتفاع في الطلب الدولي، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية، أثر على توفر التين الشوكي في السوق المحلية وأسهم في رفع أسعاره.

نقص الدعم الحكومي

نقص الدعم الحكومي هو عامل آخر يساهم في ارتفاع أسعار التين الشوكي. المزارعون يعانون من نقص البرامج الداعمة لمواجهة التحديات الزراعية. وفقًا لتقارير الاتحاد المغربي للفلاحة والتنمية القروية، فإن الدعم الحكومي المقدم لمزارعي التين الشوكي يشكل فقط 5% من إجمالي الدعم المقدم للقطاع الزراعي، مما يجعل المزارعين عرضة للتقلبات المناخية والأمراض النباتية دون دعم كافٍ.

ارتفاع أسعار التين الشوكي أثر بشكل كبير على السوق المحلية والمستهلكين. بيانات وزارة الاقتصاد والمالية تشير إلى أن أسعار التين الشوكي ارتفعت بنسبة 35% خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما أثر على القدرة الشرائية للمستهلكين. التجار أيضًا يعانون من تراجع المبيعات بسبب ارتفاع الأسعار، مع زيادة بنسبة 20% في تكاليف النقل والتوزيع نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.

ارتفاع أسعار التين الشوكي في المغرب هو نتيجة لتداخل عدة عوامل معقدة تشمل التغيرات المناخية، الأمراض النباتية، ارتفاع تكاليف الإنتاج، تزايد الطلب الدولي، ونقص الدعم الحكومي. من الضروري اتخاذ إجراءات فعالة للتعامل مع هذه التحديات من خلال تعزيز الدعم الحكومي وتوفير الحلول التقنية لمكافحة الأمراض النباتية وتحسين إدارة الموارد المائية.a

زر الذهاب إلى الأعلى