“جدري القردة”.. هل يشكل تهديدًا عالميًا جديدًا؟
الدار/ تقارير
مع تعافي العالم تدريجيًا من جائحة “كورونا”، تظهر على الساحة العالمية مخاوف جديدة بسبب انتشار “جدري القردة”، وهو مرض نادر كان محصورًا في بعض المناطق الأفريقية. في ظل تصاعد الإصابات به في عدد من الدول، بدأ البعض يتساءل: هل سيشكل “جدري القردة” أزمة صحية عالمية جديدة، أم أن العالم مستعد لتجنب كارثة أخرى؟
ظهر “جدري القردة” لأول مرة بين البشر في السبعينيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية. المرض يُعتبر من الأمراض الفيروسية التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان، خاصة من القوارض والرئيسيات. ويتسم المرض بظهور أعراض تشمل الطفح الجلدي، الحمى، وآلام العضلات، وعادةً ما يستمر لأسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل أن يتعافى المريض.
شهد العالم في الأشهر الأخيرة تزايدًا في عدد حالات الإصابة بجدري القردة في مناطق متعددة خارج نطاقها المعتاد. حيث انتشرت الإصابات في دول أوروبية وأمريكية، مما أثار حالة من القلق بين الخبراء والمواطنين على حد سواء. بالرغم من أن عدد الحالات لا يزال محدودًا مقارنةً بما شهده العالم مع “كورونا”، إلا أن سرعة الانتشار نسبيًا وانتقال العدوى محليًا يثيران تساؤلات حول مدى استعداد النظام الصحي العالمي للتعامل مع هذا التهديد.
تتوفر اليوم لقاحات فعالة ضد “جدري القردة”، حيث يستخدم لقاح الجدري التقليدي كوسيلة وقائية فعالة. كما أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات أثبتت قدرتها على علاج المرضى. لكن التحدي يكمن في توفر هذه العلاجات بشكل واسع وسريع، مما يجعل من الضروري التحرك السريع لضمان عدم تفاقم الوضع.
جائحة “كورونا” قدمت دروسًا قيمة للعالم في كيفية التعامل مع الأوبئة الجديدة. الاستجابة السريعة والتنسيق الدولي أصبحا أكثر أهمية من أي وقت مضى. اليوم، يتمتع العالم بخبرة أوسع وقدرة أكبر على التعامل مع الأمراض الناشئة، مما يمنح الأمل في احتواء “جدري القردة” قبل أن يتحول إلى أزمة صحية عالمية.
مع استمرار حالات الإصابة بجدري القردة في الظهور، يبقى السؤال حول إمكانية تحوله إلى جائحة عالمية. الخبراء يرون أن هذا الاحتمال لا يزال ضعيفًا نظرًا لتوفر اللقاحات والعلاجات. ومع ذلك، يجب أن نواصل مراقبة الوضع عن كثب لضمان السيطرة على أي تفشي جديد بسرعة وكفاءة.
بينما يثير “جدري القردة” بعض القلق على الساحة الدولية، فإن الظروف الحالية تشير إلى أن العالم أكثر استعدادًا لمواجهة هذا المرض مقارنة بما كان عليه الحال مع “كورونا”. ومع ذلك، يبقى الحذر واليقظة ضرورة حتمية لضمان عدم تكرار مآسي الماضي.