أخبار الدارسلايدر

لماذا يحاول الكابرانات مغازلة الإدارة الأميركية الجديدة؟

الدار/تحليل

يحاول الكابرانات في الوقت الحالي مغازلة الإدارة الأميركية الجديدة على مستوى العديد من المجالات في محاولة حثيثة لتحسين صورة النظام الجزائري في نظر فريق الرئيس دونالد ترامب، والبحث عن عين الرضا، ولا سيّما بعد التصريحات المثيرة للقلق التي أطلقها سيناتور أميركي حول دور الجزائر في زعزعة استقرار منطقة الساحل والصحراء. وفي هذا السياق جاء احتفاء الرئاسة الجزائرية بالفريق أول مايكل لانغلي قائد القيادة العسكري الأميركية في إفريقيا “أفريكوم”. لقد حظي الرجل باستقبال رسمي من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون علاوة على لقائه باللواء الأسير السابق السعيد شنقريحة وعقدهما اجتماعا رسميا لتدارس قضايا التعاون العسكري بين البلدين.

يحدث هذا الاحتفاء بينما يستعد لانغلي لمغادرة منصبه إذ من المحتمل أن يعيّن ترامب قائدا جديدا لأفريكوم، في إطار استكمال بناء فريقه الخاص، بما في ذلك تغيير السفراء والمسؤولين عن التمثيليات الدبلوماسية. وعلى الرغم من أن الرجل سيغادر منصبه قريبا إلا أن حفاوة الاستقبال المبالغ فيها بالجزائر تُظهر مدى التوجس والرعب الذي يتملّك النظام الجزائري من احتمالية تعامل الإدارة الأميركية بجدية كبيرة مع تورط الكابرانات في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، ودعم حركات التمرد والانفصال، وكذا احتفاظ هذا النظام بعلاقاته المشبوهة مع أنظمة تعتبرها واشنطن دولا مارقة على غرار إيران وكوريا الشمالية. ويستحضر الكابرانات في هذا الإطار الوعد الذي أطلقه ترامب عندما صرّح مؤخرا أنه سيفرض العقوبات على أعداء الولايات المتحدة وأعداء حلفائها أيضا.

وفي سياق هذا التهافت على مغازلة الإدارة الأميركية الجديدة تَسابق الرجلان القويان في النظام الجزائري السعيد شنقريحة وعبد المجيد تبون على تهنئة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بعد تنصيبه. وفي هذا الإطار استغربت تقارير إعلامية من حرص اللواء السعيد شنقريحة على تهنئة ترامب قبل رئيس البلاد عبد المجيد تبون، في إشارة كاشفة لحقيقة النظام الجزائري الذي يخضع إلى سيطرة مطلقة للمؤسسة العسكرية المتهالكة. إذ من المفروض وفقاً للبرتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها أن يكون الرئيس المنتخب أول المهنئين لنظيره الأميركي، لكن ما حدث يؤكد القاعدة السارية في النظام الجزائري الذي لا يمتلك فيه الرئيس سوى صلاحيات شكلية، بينما يحتفظ قادة الجيش بالسلطات الكاملة والقرارات الحاسمة في مختلف ميادين الإدارة وتدبير شؤون البلاد.

وعلى الرغم من هذا التهافت على تهنئة ترامب وخطبة ودّه قبل أن يعلن قرارات جديدة قد لا تصبّ في مصلحة النظام الجزائري، فإن هناك قلقا كبيرا في أوساط القيادة الجزائرية التي تتخوف من الإجراءات الزجرية التي يمكن أن يتخذها دونالد ترامب، المعروف ببراغماتياته وصرامته الشديدة فيما يتعلق بقضايا الأمن والسلم الدوليين. فبعد توليه الرئاسة مباشرة أذعنت إسرائيل وحركة حماس إلى قرار توقيف الحرب ووافقتا على اتفاق وقف إطلاق النار. كما أطلق ترامب مهلة 100 يوم لتسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا ووقف الحرب التي أنهكت أوربا، وسبّبت أزمات اقتصادية عالمية. لكن ما يخيف الكابرانات أكثر في هذا الميدان هو توجه دونالد ترامب ووزير خارجيته مارك روبيو نحو تعزيز العلاقات مع المغرب باعتباره حليفا استراتيجيا، وتحويل الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء إلى حقيقة مفروضة على كلّ الدول بما في ذلك الجزائر نفسها.

وفي ظل ضعف الأداء الدبلوماسي للنظام الجزائري في الوقت الحالي، ورعونة بعض ممثليه سواء في مجلس الأمن أو وزارة الخارجية، وتورط المسؤولين الجزائريين على أعلى مستوى في مواقف قد تعتبرها واشنطن معادية لها، يصبح هذا التخوف من قرارات الإدارة الأميركية الجديدة أمرا مبررا ومحتملا إلى أبعد الحدود. يكفي أن يتذكر المسؤولون الأميركيون الجدد أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هو الذي سبق أن أعلن في لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن على دول منظمة “بريكس” أن تتجه نحو تبنّي التبادل التجاري بالعملات المحلية وعلى رأسها الروبل بدلا من الاستمرار في التعامل بالدولار الأميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى