أخبار الدارسلايدر

على هامش انتخاب نائب المفوضية الإفريقية

بقلم: نورالدين زاوش

منذ أن أُنشئ الاتحاد الإفريقي، وقبله منظمة الوحدة الإفريقية، لم يُعرف عن بلد تلك الضجة الهائلة، والفرحة العارمة، والهستيريا المجنونة، وغير المفهومة، التي طبعت ردة فعل الوفد الجزائري على إثر ظفر ممثلة الجزائر بمنصب نائب المفوضية الإفريقية؛ حيث إن وجه النائبة المضيء بات مستباحا لعشرات القبل الحارة للوزير العطوف “عطّاف”؛ بينما أحضان هذا الأخير باتت مرتعا خصبا لصدر الأخيرة الرطب وترائِبها المصقولة لقرابة عشرين ثانية، بالتمام والكمال، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الحد الأقصى الذي تسمح به الرقابة الأخلاقية على المقاطع الخليعة في الأفلام المغربية؛ الأمر الذي يستوجب، من الآن فصاعدا، إضافة عبارات تحذيرية لكل من يشاهد محتوى نتائج انتخابات الاتحاد الإفريقي، متى شاركت جمهورية “أم حسن” في هذه الاستحقاقات.

لقد بدأت مراسيم الفرحة بالظفر بمنصب النيابة بزلزال من الرقص والغناء، والهرج والمرج، والصراخ والعويل، ورفع الأناشيد والأهازيج، والتغني بشعار “وان تُو تْرِي فِيفا لانْجري”، الذي لا يتحرَّج الحجاج الجزائريون الميامين من رفعه وهم يطوفون بالكعبة، لتنتهي هذه المراسيم بذرف دموع رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيد “عطاف”، في مشهد درامي يعكس حجم الإفلاس السياسي والدبلوماسي التي صارت بلاد “كرغلستان” العظمى تعاني منه، في ظل انتكاسات بالطول والعرض، وفي كل المجالات، وعلى جميع الأصعدة.

لا أحتاج لإقامة دليل بأن المنصب المتبارى حوله لن يغير شيئا من قرارات الأمم المتحدة فيما يخص الصحراء المغربية، ولن يوسع صلاحيات المينورسو لتشمل ملف حقوق الإنسان، ولن يؤثر في اعتراف أمريكا وفرنسا وإسبانيا بسيادة المغرب على صحرائه، ولن يعرقل تقدم أشغال أنبوب الغاز المغربي- النيجيري، ولن يقف حجرة عترة في وجه المشروع الأطلسي الكبير الذي سيغير وجه المنطقة؛ بل ولن يكون في مقدوره أن يُحول حبة رمل واحدة من ربوع صحرائنا الأبية إلى المنطقة العازلة، وكل ما يمكن لهذا المنصب البئيس أن يقوم به، أن يقدم صورا تذكارية بئيسة لشعب رفع شعار “ما نيش راضي” لعله يرضى.

صحيح أننا خسرنا جولة انتخابية مع “بني كرغل”؛ لكن المملكة المغربية الشريفة بلد الأسخياء والكرماء؛ وأستطيع أن أجزم أننا لو كنا على علم بحجم الفرحة التي سيشعر بها الوفد الجزائري في حال “فوزه”، والتي فاقت بأضعاف مضاعفة فرحة ترامب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لكُنّا قد تنازلنا له على المنصب عن طيب خاطر، فليس هناك من عمل صالح يُجِلُّه الله تعالى أفضل من سقاية العطشان وإغاثة اللهفان.

زر الذهاب إلى الأعلى