
الدار/ خاص
أعلنت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) عن توقيع شراكة استراتيجية مع الخطوط الملكية المغربية، تمنح بموجبها الناقل الوطني صفة “الشريك الرسمي العالمي” لعدد من أكبر البطولات الكروية في القارة.
وقد جرى الإعلان عن هذا الاتفاق خلال لقاء جمع بين رئيس الكاف الدكتور باتريس موتسيبي، والرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، السيد حميد عدو. وتشمل هذه الشراكة المرتقبة بطولة كأس الأمم الإفريقية للرجال “المغرب 2025” وبطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات “المغرب 2024”، إلى جانب بطولات ومسابقات أخرى تحت إشراف “الكاف”.
لا تقتصر أهمية هذا الاتفاق على البعد الرياضي فحسب، بل يتعداه ليعكس توجهًا استراتيجيًا في جعل المغرب مركزًا محورياً في الربط بين إفريقيا والعالم. فمن خلال هذا التعاون، تعزز الخطوط الملكية المغربية موقعها كناقل قاري ودولي، يساهم في تيسير تنقل الفرق والجماهير بين العواصم الإفريقية ومختلف القارات، ويضع المملكة في قلب الدينامية الرياضية الكبرى التي تشهدها القارة السمراء.
ويأتي هذا التطور في وقت يعيش فيه المغرب نهضة رياضية وتنظيمية غير مسبوقة، تكللت باحتضان المملكة لسلسلة من التظاهرات القارية والدولية، فضلاً عن ترشحها المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، وهي التظاهرة التي ستكون، دون شك، محطة مفصلية في تاريخ كرة القدم العالمية.
من منظور أوسع، يُمكن النظر إلى هذا الاتفاق كرافعة اقتصادية وسياحية كبرى، من شأنها أن تدعم حضور المغرب في الأسواق الإفريقية، وتمنحه فرصة فريدة للترويج لعلاماته التجارية ومؤسساته الوطنية. كما يعزز هذا النوع من الشراكات ما يُعرف بـ”الدبلوماسية الرياضية”، التي باتت أداة فعالة لتعزيز العلاقات بين الشعوب والدول عبر قنوات ناعمة وفعالة.
وفي هذا السياق، اعتبر محللون أن اختيار الخطوط الملكية المغربية شريكًا رسميًا للكاف يعكس حجم الثقة التي تحظى بها المملكة ومؤسساتها، خصوصًا في ما يتعلق بالكفاءة في التنظيم، والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية.
يمثل هذا الاتفاق رسالة واضحة بأن المغرب لم يعد مجرد مستضيف للبطولات، بل فاعل مؤثر في صناعة الرياضة على مستوى القارة، وقادر على الربط بين الرياضة، التنمية، والتعاون جنوب–جنوب. كما يثبت أن الاستثمار في الرياضة لم يعد ترفًا، بل خيارًا استراتيجيًا لبناء جسور التواصل والتنمية.
وبينما تتحضر المملكة لاحتضان نسختين متتاليتين من كأس إفريقيا للرجال والسيدات، يتعزز الأمل بأن تكون هذه المحطات فرصة لتعزيز إشعاع المغرب كأرض للرياضة، للسلام، وللشراكة المثمرة بين الشعوب الإفريقية.