الحكومةسلايدر

الحسنية ليست ورقة انتخابية.. دعم أخنوش امتداد لعلاقة تاريخية بالفريق السوسي

في خضم النقاشات التي تتجدد كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية، عادت بعض الأصوات لتثير الجدل حول علاقة رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، بنادي حسنية أكادير، في محاولة لربط دعمه للفريق العريق بحسابات سياسية. غير أن الوقائع والتاريخ يحكيان قصة مختلفة تمامًا، تعود لأكثر من ربع قرن من الزمن.

عزيز أخنوش، إبن المدينة، لم يكن يومًا غريبًا عن الحسنية، ولا عن تفاصيل مسارها الرياضي. فدوره الداعم لم يبدأ مع تقلده للمسؤوليات الحكومية، بل منذ نهاية التسعينيات، حينما كانت شركة “أكوا” من أول المؤسسات التي قدمت منحًا سخية للنادي، إبان فترة صعبة كان فيها الفريق يبحث عن موارد مالية ثابتة.

وتشير معطيات موثقة إلى أن أخنوش، شخصيًا، كان حاضرًا في محطات حاسمة من تاريخ الحسنية، بما في ذلك التتويج بالبطولة الوطنية، حيث شوهد في مكناس خلال حفل التتويج سنة 2002، في صورة لا تزال راسخة في ذاكرة محبي الفريق.

اليوم، وفي ظل الأزمة المالية التي تعيشها الحسنية، بعد سنوات من التسيير المرتبك وتراكم الديون، عاد أخنوش لدعم الفريق ليس فقط ماديًا، بل أيضًا عبر إشراك مقربين منه في التسيير، من أجل ضمان حد أدنى من الاستقرار، والبحث عن طريق جديد لإعادة بناء النادي على أسس صلبة.

ورغم كل ذلك، فإن جماهير الحسنية، المعروفة بابتعادها عن صناديق الاقتراع، لا ترى في دعم أخنوش للفريق مسألة سياسية، بل ارتباطًا وجدانيًا متجذرًا في تاريخ العائلة، فوالده الراحل كان من بين مؤسسي النادي.

من حق الجميع التعبير عن آرائهم، وممارسة النقد، لكن من الواجب كذلك التفريق بين الحب الحقيقي للنادي، والاستغلال الظرفي له. فالحسنية كانت وستظل ملكًا لأبناء المدينة، ورمزًا رياضيًا يتجاوز كل الحسابات الضيقة.

وفي انتظار تأمين البقاء هذا الموسم، تأمل جماهير “غزالة سوس” في بداية جديدة، تعيد الفريق إلى الواجهة الوطنية، وتضمن هيكلة فعلية بعيدة عن العبث، تُعيد لحسنية أكادير مكانتها المستحقة.

زر الذهاب إلى الأعلى