أحزابأخبار الدارسلايدر

حزب العدالة والتنمية.. تساؤلات حول الولاء للوطن

حزب العدالة والتنمية.. تساؤلات حول الولاء للوطن

الدار/ تحليل

قام حزب العدالة والتنمية في المغرب بدعوة شخصية تركية ذات توجهات إخوانية للمشاركة في مؤتمره وقول ما شاء ضد الوطن ونظامه، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات عدة حول ولاء الحزب الوطني ومواقفه السياسية.

هذه الشخصية، التي تنتمي إلى تيار سياسي بعيد عن توافقات الشعب المغربي، تركت بلدها الذي تربطه علاقات دبلوماسية رفيعة مع اسرائيل، كما غادرت العاصمة أنقرة التي تمثل مركز السلطة التركية، وجاءت لتخطب في مغاربة وتدعوهم إلى التمرد ضد نظامهم السياسي.

ما حدث يثير القلق بشكل عميق، إذ كيف يسمح لشخص أجنبي، يمثل توجهات قد تكون بعيدة عن مصالح الشعب المغربي، بأن يخطب في أرض المغرب ويستفز مشاعر المواطنين بهذا الشكل؟ هذا ليس مجرد اعتراض على سياسة داخلية، بل هو دعوة صريحة للإطاحة بالنظام القائم، وهو أمر لم يسبق أن شهدته الساحة المغربية بهذا الشكل العلني.

هذا الحدث يطرح العديد من الأسئلة الجوهرية حول الغموض السياسي الذي يحيط بمواقف حزب العدالة والتنمية في المغرب. هل أصبح هذا الحزب، الذي كان يوماً ما يرفع شعار الدفاع عن مصالح المغرب والمغاربة، يفتح الأبواب أمام التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية؟ ألا يمثل هذا تهديداً حقيقياً للاستقرار السياسي والاجتماعي في المملكة؟

الحديث عن هذه الواقعة يثير مقارنة مع ما قد يحدث في دول أخرى. تخيلوا لو أن هذا السيناريو وقع في دول مثل مصر أو السعودية أو قطر أو حتى تونس، كيف كان سيُستقبل هذا الشخص؟ هل كان سيتلقى الترحيب ذاته؟ بالطبع لا. مثل هذه المواقف قد تؤدي إلى عواقب قاسية، تبدأ من محاكمة الشخص المعني وتنتهي باعتقال المسؤولين عن دعوته.

في وقت يتطلب فيه الوضع السياسي الداخلي مزيداً من اليقظة والوحدة، يبدو أن هناك جهات تسعى لإثارة الفوضى واستغلال حالة الاستقطاب السياسي لتحقيق أجندات قد تكون بعيدة عن مصالح المغرب والمغاربة.

زر الذهاب إلى الأعلى