أخبار دوليةسلايدر

الجزائر في مرمى الانتقادات: فيديو دعائي عسكري مزيف يثير السخرية ويكشف هشاشة الخطاب الإعلامي الرسمي

الدار/ خاص

أثار مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية موجة جدل وسخرية على نطاق واسع، بعدما تبين أن المشاهد التي يظهر فيها أسطول بحري جزائري ضخم ليست حقيقية، بل من إنتاج الذكاء الاصطناعي. ويبدو أن السلطات الجزائرية سعت من خلال هذا الفيديو إلى تقديم صورة مبالغ فيها عن القدرات العسكرية البحرية للبلاد، في محاولة لإقناع الرأي العام المحلي بقوة لا تستند إلى وقائع ميدانية.

المشهد، الذي سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الدولية، أظهر سفنًا حربية ومعدات بحرية حديثة تتحرك بتنسيق عسكري دقيق، ما أوحى بمناورات بحرية ضخمة. غير أن خبراء ومحللين عسكريين سارعوا إلى التشكيك في صحة المقطع، مشيرين إلى الاستخدام الواضح لتقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات البصرية في إنتاجه.

وسرعان ما تحوّل الفيديو إلى مادة للتندر في عدة قنوات أجنبية، التي سلطت الضوء على ما وصفته بـ”محاولة تضليل إعلامية” تهدف إلى رسم صورة زائفة عن القوة العسكرية الجزائرية، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات داخلية متزايدة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ويرى مراقبون أن اللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى دعائي عسكري، يكشف عن أزمة ثقة داخل النظام الحاكم، وسعيه إلى تعويض الواقع الميداني المتواضع باستعراضات إعلامية مصطنعة. كما يسلط الحادث الضوء على إشكالية توظيف الإعلام الوطني كأداة دعاية لا تخضع لمعايير الشفافية أو المهنية، مما يزيد من فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

في المقابل، دعا نشطاء وصحفيون مستقلون في الجزائر إلى ضرورة إرساء إعلام حر ومسؤول، يعمل على نقل الحقائق بدلاً من تجميل الأوهام، خصوصًا في قضايا تتعلق بأمن الدولة وسمعتها على الصعيد الدولي.

فهل سيستمر النظام الجزائري في اعتماد الدعاية المصطنعة كأداة لإقناع الداخل، رغم انكشاف زيفها في الخارج؟ أم أن هذه الحادثة ستكون نقطة تحول نحو مراجعة السياسات الإعلامية والعسكرية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

زر الذهاب إلى الأعلى