أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

خبير صيني يحذر: مساعي الولايات المتحدة لإعادة الصناعات التحويلية إلى أراضيها قد تُفضي إلى نتائج عكسية

خبير صيني يحذر: مساعي الولايات المتحدة لإعادة الصناعات التحويلية إلى أراضيها قد تُفضي إلى نتائج عكسية

الدار/ تقارير

في تصريح جاء خلال مقابلة حصرية مع قناة CGTN الفرنسية، حذر الباحث الاقتصادي تشاو يونغشنغ، من أن مساعي الولايات المتحدة لإعادة الصناعات التحويلية إلى أراضيها قد تُفضي إلى نتائج عكسية تضر بالاقتصاد الأمريكي نفسه، بدلًا من أن تدعمه كما تأمل الإدارة الأمريكية.

تشاو، وهو باحث في جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في الصين وعضو في أكاديمية الاقتصاد المفتوح، يرى أن استراتيجية إعادة توطين المصانع، التي تبنتها واشنطن في السنوات الأخيرة، لا تخلو من التحديات الجوهرية، وفي مقدمتها ارتفاع التكاليف التشغيلية وغياب الحوافز التنافسية، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع المنتجات الأمريكية في الأسواق العالمية.

واعتبر تشاو أن السياسات التي انطلقت مع إدارة ترامب، والتي تمثلت في فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة في محاولة لتحفيز عودة الصناعات إلى الداخل، لم تنجح في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. وأكد أن مجرد إعادة بناء سلاسل الإنتاج في الداخل الأمريكي يتطلب استثمارات هائلة، سواء على مستوى البنية التحتية أو الموارد البشرية أو التكنولوجيا، وهو ما ينعكس في النهاية على ارتفاع أسعار المنتجات النهائية، وفقدانها القدرة على المنافسة عالميًا.

وأشار تشاو إلى أن الحرب التجارية التي اشتعلت بين الولايات المتحدة والصين منذ عام 2018 لم تُسفر فقط عن اضطرابات في حركة التجارة العالمية، بل أيضًا عن إرباك داخلي في الاقتصاد الأمريكي، حيث واجهت قطاعات الصناعة ضغوطًا كبيرة نتيجة نقص المكونات المستوردة وارتفاع التكاليف.

ويؤكد الخبير الصيني أن الإصرار على إعادة الصناعات إلى الداخل قد يُنظر إليه في بعض الدوائر على أنه تعزيز للاقتصاد المحلي، لكنه في الواقع يعزل الولايات المتحدة عن شبكات الإنتاج العالمية، ويضعف دورها ضمن سلاسل التوريد المعولمة، وهو ما يتناقض مع ديناميكيات الاقتصاد الحديث الذي يقوم على التكامل والتخصص الدولي.

وشدد تشاو يونغشنغ على أن التحدي الحقيقي ليس في الموقع الجغرافي للصناعة، بل في مدى قدرتها على الابتكار والتطور التكنولوجي. فالعالم اليوم يشهد تحولًا نحو صناعات ذكية ومترابطة عالميًا، حيث تلعب الكفاءة، والسرعة، والمرونة، دورًا أكثر أهمية من الجغرافيا.

زر الذهاب إلى الأعلى