معهد أمريكي: النزاع حول الصحراء الغربية انتهى فعليًا والتحدي القادم هو عودة اللاجئين
معهد أمريكي: النزاع حول الصحراء الغربية انتهى فعليًا والتحدي القادم هو عودة اللاجئين

الدار/ تحليل
أصدر “معهد الولايات المتحدة للسلام” – وهو مؤسسة فكرية تابعة للكونغرس الأمريكي – تقريرًا يؤكد فيه أن النزاع حول الصحراء الغربية قد وصل إلى نهايته الفعلية، وأن المرحلة المقبلة تستدعي تركيزًا على كيفية تنظيم عودة اللاجئين الصحراويين، لا سيما أولئك القاطنين في مخيمات تندوف بالجزائر.
ويشير التقرير إلى أن اعتراف فرنسا الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء يمثل نقطة تحول حاسمة في مسار هذا النزاع الإقليمي الطويل، كما يلفت إلى تنامي القبول الدولي بموقف الرباط وسيادتها على هذه الأقاليم، مما يعزز من فرضية نهاية النزاع من الناحية السياسية والدبلوماسية.
في السياق ذاته، شدد التقرير على أن الوضع القائم حاليًا قد يتحول إلى واقع دائم ما لم تتحرك الأطراف المعنية، وخصوصًا الجزائر وجبهة البوليساريو، للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يحدد مستقبل سكان هذه المناطق، ويؤطر لعودتهم بطرق سلمية وآمنة.
وبينما تفتح هذه التطورات آفاقًا جديدة لحل الملف، كان لافتًا تصريح السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي أكد أن المغرب لن يقبل بعودة أي فرد من المخيمات ما لم يكن قد ورد اسمه في الإحصاء الإسباني الرسمي لسكان الإقليم، أو كان من سلالتهم المباشرة. وبحسب هلال، فإن من لا تتوفر فيهم هذه الشروط يعتبرون مواطنين جزائريين بحكم الواقع، ولا ينطبق عليهم وصف “لاجئين”.
وتعكس هذه التصريحات توجهًا مغربيًا حازمًا في التعاطي مع ملف اللاجئين، قائمًا على الشرعية الدولية والتاريخية، وموجّهًا رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الرباط لن تقبل بأي محاولة لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة أو فرض أمر واقع عبر ورقة “اللاجئين”.
ويطرح هذا التحول تساؤلات حول مدى استعداد الجزائر وجبهة البوليساريو للانخراط في مفاوضات فعلية، تواكب التحولات الجيوسياسية في المنطقة، وتُخرج هذا الملف من دائرة الجمود إلى أفق التسوية العادلة والدائمة.